اعتداء على قوى الأمن:كيف تتجدد مخالفات البناء في الجنوب؟


يمثل الاعتداء على القوى الامنية في بلدة تفاحتا في جنوب لبنان، جولة جديدة من محاولات فرض المخالفات بالقوة، وهو عدوى تنتقل من بلدة الى أخرى في جنوب لبنان منذ الشهر الماضي، حيث تنتشر ظاهرة البناء في الاملاك العامة، خلافاً للقانون.

وأظهر مقطع الفيديو المتداول ليل السبت في مواقع التواصل، جانباً اساسياً من محاولات فرض أمر واقع، لجهة الاعتداء على المساحات العامة، والبناء في المشاعات، وهي ظاهرة تحاول قوى الامن الداخلي مواجهتها، عبثاً، بالقانون ومحاضر الضبط، قبل أن يتحول الجشع الى مسعى لوضع اليد على ملكية كبيرة في بلدة تفاحتا، تناهز الـ40 ألف متر مربع في جبل على أطراف البلدة.

في الفيديو، يستدرج العشرات من المواطنين دورية لقوى الامن، لينهالوا عليها بالحجارة والزجاجات الفارغة. ينتهي المشهد بانسحاب القوى الامنية التي أطلقت النيران التحذيرية منعاً لاصابة أفرادها. وتبين أن الحادثة تعود الى ثلاثة أيام ماضية، ولم يكشف عنها قبل الآن.

وقالت قوى الامن الداخلي في بيان نشرته الاحد، إنها عززت الدورية الراجلة بقوى مؤللة وبقوة من الجيش اللبناني حضرت الى المكان، وأشارت الى ضبط الجرافة التي تعمل على جرف الجبل، وختمها بالشمع الاحمر، وملاحقة المتورطين.

ظاهرة التعدي على المشاعات، بدأت في الشهر الماضي. ويتحدث السكان لـ"المدن" عن عشرات التعديات في أربع قرى على الأقل في الجنوب، حيث بدأ السكان موجة البناء في المشاعات وفوق المنازل القائمة بطريقة مخالفة.

يقول السكان إن القوى الامنية لم تستطع ايقاف عشرات المخالفين، رغم أنها مارست دورها القانوني لجهة تسطير محاضر مخالفة، لكنها لم تتمكن من هدم ما تم بناؤه. ففي كل مرة، يواجه السكان الدوريات بالقوة، قبل أن يتحول الاعتداء الى اعتداء جماعي، كما هو واضح في الفيديو.

وباتت المخالفات تتكرر كل عقد من الزمن. في العام 2010، حصلت الظاهرة نفسها، للمرة الاولى بعد التسعينيات، والغريب أن السلطات أوصلت الخدمات من كهرباء ومياه واتصالات الى الاحياء التي نمت في العشوائيات.

كل مرة كانت لها ظروفها، وهذه المرة يستفيد السكان من الازمة وتراخي الدولة بفعل الازمات المعيشية التي تضرب القطاع العام. ومع ذلك، تحاول القوى الامنية بما تمتلك من قوة وامكانيات، وقف التداعيات، لكنها تفشل بمواجهة أكثر من 150 شخصاً لا يترددون في رشق القوى الامنية بالحجارة والزجاج.

تعليقات: