رمضان المبارك طلّ علينا ومعظم المواطنين في حالة ذهول

استغنينا عن صحن الفتوش لأن كلفة تحضيره باتت مرتفعة جداً
استغنينا عن صحن الفتوش لأن كلفة تحضيره باتت مرتفعة جداً


شهر رمضان المبارك طل علينا هذا العام، ومعظم المواطنين في حالة ذهول وصدمة مما يحيط بهم من جنون للأسعار، ولا سيما أن كافة السلع والخضار باتت تسعر بـ «الدولار الأميركي»، وبدلا من أن تساعد هذه الخطوة في ضبط الأسعار داخل «السوبر ماركت» والمحلات التجارية، فقد فتحت الباب على مصراعيه أمام جشع هؤلاء التجار وطمعهم، والمواطن وحده من يدفع الثمن الباهظ في ظل غياب الرقابة والمحاسبة من قبل الوزارات المختصة.

أما الظروف الاقتصادية الصعبة التي نتخبّط بها فهي ما تزال من سيىء لأسوأ والمواطن بات سجين همومه الحياتية اليومية، ألأمر الذي يدفع العديد من الأسر إلى عدم التمكن من صيام هذا الشهر الفضيل نظرا للكلفة المادية الصعبة.

والمؤسف، أنّ هذه الأزمة بقيت تضغط على الطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة أكثر من غيرهما، لتتحوّل الطبقة الفقيرة إلى طبقة معدمة، بينما الطبقة المتوسطة ما زالت تحاول أن تلتقط أنفاسها الأخيرة.

جولة وآراء

لتسليط الضوء على هذا الواقع، التقت «اللواء» عدداً من المواطنين للوقوف على آرائهم، فكان الآتي: 

{ محمود قاطرجي تحدّث عن الظروف المعيشية الصعبة التي أصبح يعيشها المواطن، وقال: «الحقيقة إنّنا نعيش وسط أزمة اقتصادية صعبة للغاية، وقد أثّرت على دخل المواطن بشكل كبير عن السنوات الماضية.

ففي السابق كان القليل من المال يكفي لأنْ يعيش المواطن في رخاء ورغد، وربما استطاع أن يوفر بعض المال لوقت الحاجة، إلا أنّ الوقت الحالي ألغى تلك المرحلة لتأتي الأزمة الحالية وتضغط على أوضاع الناس. 

كل شيء تم تسعيره بـ«الدولار»، البنزين قارورة الغاز، السلع.. حتى «الخضرجي» إن تحدثت معه يقول لك السعر بـ«الدولار»؟

هذا عدا عن فاتورة كهرباء الدولة التي بتنا ننتظرها على أعصابنا.

الحقيقة أننا أصبحنا في متاهة لا أحد غير رب العالمين قادر على إخراجنا منها.

ولأصارحك القول هذه السنة لن أتمكن من صيام الشهر الفضيل نظرا لصعوبة المعيشة، لكنني أعلم أن الله غفور رحيم.»

{ سمير هاشم يقول: في ما يخص متطلبات شهر رمضان المبارك فنحن أصبحنا نشتري الضروري فقط ولم نعد نعتمد تحضير أصناف عديدة من المأكولات بل نحضر صنفاً واحداً فقط، إضافة إلى الحساء وقد استغنينا عن صحن الفتوش لأن كلفة تحضيره باتت مرتفعة جدا نظرا إلى غلاء أسعار الخضار.

والحقيقة أن المعاناة كبيرة، في الماضي كان باستطاعتنا أن نعيش، وأن نؤمن كافة التزامات الأسرة، لا سيما في شهر رمضان المبارك. وكانت طاولة الإفطار تتغنى بكل ما لذّ وطاب من مأكولات وحلويات، إلا أننا في الوقت الحالي، ومع حلول الأزمة الاقتصادية التي حوّلت حياة الناس، لم يعد بإمكاننا أن نسابق الغلاء وارتفاع أسعار المعيشة الموجود، فنحن ما أنْ ندخل إلى «السوبر ماركت» لشراء حاجيات الأسرة من المواد الغذائية حتى نتفاجأ بأننا ننفق «المبلغ المرقوم» في مواد غذائية بسيطة لن تسد سوى حاجة عشرة أيام.

{ سمر أيوب، تقول: «المعيشة أصبحت تحرق المال والراتب الشهري لم يعد يكفي، خاصة مع تزامن ارتفاع فواتير الكهرباء والهاتف ووجود الجوالات التي أصبح يستعاض بها عن الهاتف الأرضي وغيرها من الأمور التي وضعت الطبقة المتوسطة في موضع الأزمة فحوّلتها إلى طبقة فقيرة لا بل معدمة.

كنّا نتمنّى في هذا الشهر المبارك أنْ يلتفت المسؤولون لأوضاع الناس، وأن يراقبوا أسعار السلع والمواد الغذائية والخضار ليتمكّن كل مواطن من شراء حاجياته في هذا الشهر لا أنْ يعتمد التقشّف نتيجة غلاء الأسعار التي بات يتم التلاعب بها دون حسيب أو رقيب، فالمسؤولون غافلون عن مهامهم، ويتلهون بإطلاق التصريحات من هنا وهناك دون أي تفعيل لما تتضمنه هذه التصريحات على الأرض.

{ عبير بحسون، تقول: بالأمس كنّا لدى قدوم شهر رمضان المبارك نسارع إلى شراء الجلاب وشراب السوس.. إضافة إلى كل مستلزمات المائدة الرمضانية، هذا عدا عن أصناف الحلويات، وكنا نعتمد إرسال صحون منها إلى الجيران والأقرباء.

أما اليوم، فقبل استقبال هذا الشهر الكريم بتنا نحمل الهمّ، نظرا إلى ما يتطلّبه من مستلزمات مادية لشراء مستلزماته، ولا سيما أن التسعير بات بـ«الدولار» و«عيش يا مواطن...».

الأوضاع المعيشية باتت صعبة جداً، ولم تعد تُحتمل، ونحن بحاجة إلى ثورة لتغيير واقع الحال، لكنّنا مع الأسف شعب ينام في سُبات عميق.

وختاما، لا يسعنا سوى أن نتقدم بمباركة الجميع في هذا الشهر الفضيل، على أمل أن تتغير الأحوال ونتمكن جميعا من استقبال رمضان المبارك، العام القادم وسط أجواء من الطمأنينة والبحبوحة والإستقرار الإقتصادي.

حتى «الخضرجي» يقول لك السعر بـ«الدولار»؟
حتى «الخضرجي» يقول لك السعر بـ«الدولار»؟


تعليقات: