سماحة السيد حسن نصرالله
اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان المقاومة في لبنان تملك الديناميكية والعامل والدافع الذاتي لتستمر وتبقى..
مشيراً الى ان المقاومة لا تهرم ولا تشيخ ولا تتعب لانها متصلة بخلفيتها وطموحها ونيتها وفي ما تطلب من ثواب من خالق الوجود. وقال سماحته انه: "لا شيخوخة ولاهرم في مقاومة منطلقة من الايمان لذلك فشلت كل وسائل ايقافها، اتهموها وقتلوا قادتها ولم يجد نفعا، اليوم ينظر الى المقاومة من زاوية تأثيرها وقدرتها على استنهاض الشارع وشعوب الامة وتركيز ثقافة مميزة في موضوع الصراع العربي الاسرائيلي".
واكد الامين العام لحزب الله في حفل افطارات هيئة دعم المقاومة في لبنان في عدد من المناطق في البقاع شرقي لبنان انهم عندما عجزوا عن النيل من المقاومة سعوا الى تشويهها واتهامها، حاولوا ان يقولوا ان هذه المقاومة سورية وايرانية. واوضح سماحته قائلاً: "من جملة استهداف المقاومة هو محاولة تكريس الطابع المذهبي لهذه المقاومة واعتبارها تستهدف اتباع المذاهب والطوائف الاخرى. كانت هناك محاولات في التسعينات، وكانت هناك مجموعة عوامل جعلت منها يسطع نورها، صار الناس يتابعون اخبار مقاومين يذلون الصهاينة، وهذا كان له تأثيره المعنوي النفسي الثقافي، من هنا بدأ التأسيس لموقع المقاومة اللبنانية. السنة في لبنان لم تكن لديهم مشكلة مع المقاومة، لكن في العالم العربي جزء كبير من الفضائيات العربية، عندما تتحدث عن عمليات المقاومة قبل الـ2000 كانوا يقولون "قام حزب الله الشيعي الموالي لايران". وهذا لم ينعكس علينا في لبنان لان الوضع في الاطار السني الشيعي كان سليما ومقبولا".
السيد نصرالله اكد اننا: "نحن في لبنان نتشرف بحركتنا الايمانية والجهادية في حزب الله ونتطلع الى الله، نربي الناس من حولنا على ان سعادة الانسان هي في تلك الدار، وأكون حريصاً على كرامة وعزة الناس في الدنيا. عندما نتخذ موقفا او نمضي في اي سلوك نحرص وندعي الحرص على ان يكون عملنا فيه رضا لله وصلاح لآخرتنا، بهذه الخلفية انطلقت المقاومة الاسلامية بالتحديد وحزب الله. في الـ1982 عندما اجتاح العدو لبنان، قام شباب ليقاتلوا الاحتلال، الواجب الديني فرض ذلك، يضاف اليه الواجب الاخلاقي والوطني. المقاومون اعتبروا انهم يؤدون واجبهم امام الله: اذا غزا بلاد المسلمين غازٍ، جاز قتاله بل وجب، هكذا يقول الفقهاء، وهذا لا يحتاج الى إذن من أحد، بهذه الخلفية الايمانية انطلقت مقاومتنا وبهذا نفسر كيف يقاتل شباب من الهرمل مثلا لتحرير مناطق ليست مناطقهم".
الامين العام لحزب الله اك ان الهدف من من محاولات تشويه سمعة المقاومة: "كان لوضع حاجز مذهبي لكي يقولوا للسنة العرب اننا اصدقاء للفرس وانتم عرب". واشار السيد نصر الله ان هذا لم يجد نفعا في ذلك الحين، وتابع قائلاً: "وصلنا للعام 2000 وانتصرت المقاومة واثبتت المقاومة وحزب الله بالخطاب والممارسة انه صحيح نحن حركة مصلين وحركة دينية ملتزمة الاحكام الالهية، لكننا لسنا مذهبيين ولسنا طائفيين: نحن وطنيون وقوميون بالدرجة الاولى. صاروا يقولون حزب الله اللبناني". وقال السيد نصرالله: "دخلنا مرحلة ما بعد الـ2000، بدأت انطلاقة جهادية كبرى في فلسطين كنا على صلة بها ونفخر بذلك، البعض قال ان هذا الانتصار (25 ايار 2000) لعبة وهناك اتفاق اسرائيلي اميركي ايراني سوري لاعطاء انجاز حزب الله وتعزيز موقعيته في المنطقة. هذا كلام لا يقبل به عاقل".
السيد نصرالله تابع في كلمته قائلاً: "وصلنا للعام 2005، الجو في البلد كان ان المقاومة انتصرت وقالت للبنانيين ان هذا الانتصار لكل الشعب والوطن والامة. بعد 14 شباط 2005 بدأ كلام من بعض الافرقاء الذين وضعوا موضوع المقاومة نصب اعينهم: باعتبار قيام التحالف الرباعي، لم يتم اثارة هذا الامر لا في الوسط الني او الدرزي اللبناني، بل في الوسط المسيحي وحاول بعض القادة المسيحيين تصوير سلاحنا بانه تهديد للوجود المسيحي في لبنان. قبل الـ 2005 لم نشعر بوجوب التحرك في الداخل، لكن بعد التحولات بادرنا باتجاه الجميع في الساحة المسيحية من البطريرك الى المواقع السياسية الكبيرة الصغيرة، نحن طلاب تواصل ووحدة وطلاب عيش مشترك، بعض القوى السياسية المسيحية التي كنا على خصومة قديمة معنا تحالفنا معها انتخابيان وواصلنا العمل بالرغم من خصومتنا الانتخابية مع التيار ، وتم التوصل للتفاهم بين حزب الله والتيار ، انتجت التفاهم بعد التقارب. هذا لم يكن تفاهما في وجه الطوائف ولا القوى الاخرى لاننا عندما وقعنا مع التيار كنا سويا في حكومة السنيورة".
وقال الأمين العام لحزب الله في كلمته: "التفاهم مع التيار الوطني الحر انعكس على ساحة واسعة من الحلفاء والأصدقاء وأسس لسلام داخلي بين المواطنين. بدأت بعض المواقع المسيحية تكتشف ان المقاومة وسلاحها لا يستهدف المسيحيين واثبتنا صدقيتنا في وعودنا واليوم صراخ بعض القادة المسيحيين في 14 آذار لا يستطيع ان يغير من الحقيقة شيئا: في ناس في البلاد مطالبتهم بنزع سلاحنا تخدم بشكل ما المطالبة الاسرائيلية المعلنة بنزع سلاحنا. المقاومة اثبتت انها لا تستهدف احدا بل هي للدفاع عن المسلمين والمسيحيين".
واضاف الامين العام لحزب الله: "اتت حرب تموز، قبلها ببعض الايام كنا نحاور وقبلها باسوةع عرضت الاستراتيجية الدفاعية من وجهة نظرنا، في 6-7 تموز كان سعد الحريري عنجنا وتواصلنا ونسقنا وكان موضوع الجلسة عما نتحدث في جلسة الحوار لان الحريري وعدني بتلطيف الاجواء لتمرير الصيف وتأجيل الحديث عن الاستراتيجية لمدة 3 اشهر. نحن لم نخترع اي وجود في الساحة السنية ليتحدث احد عن اختراق حزب الله للوسط السني، نحن على علاقة بالكثير من المواقع السنية منذ سنوات. الى عشية 12 تموز لم يكن اي مناخ سلبي بل التوتر بدأه جنبلاط بسبب موقفنا من سوريا ونحن لم نستجب له لانه لم تتوفر اية ادلة وحتى الضباط الاربعة اقول لكم اطلقوا سراحهم لانه لم يثبت عليهم اي شبهة. با التوتر مع الاشتراكي وقتها لكن ليس مع الحريري والحكومة وكنا نقوم بجلسات جانبية مع الحريري او بري لمناقشة المرشحين للرئاسة".
وقال سماحته: "الخلاف مع المستقبل لم يكن على خلفية سنية-شيعية او نفوذ او صراع بل على خلفية كيف نتعاطى مع حرب تموز وكيف نواجهها. اختلفنا على اساس سياسي ليس مذهبي. اليوم بعض المشايخ يعيدوننا للعقود الاولى من عصر الاسلام عندما نتحدث عن خلاف بين المستقبل وحزب الله. كان للمستقبل رأيه لكيفية التعاطي مع حرب تموز وكان لدينا رؤية اخرى. اهدف للقول ان الموضوع سياسي. لم نقطع الاتصال خلال حرب تموز. انتصارنا في الحرب ماذا يؤثر في الملف النووي الايراني؟ اسرائيل واميركا تريان ان ايران هي التهديد الاول في العالم، وضمانة ايران قوتها وصلابتها. حرب تموز كانت ستهدد بالحرب في سوريا لو فشلت. كنا كلنا خلال 33 يوما نتحمل كل ما نسمعه حتى بعد انتهاء الحرب، وجاء بيان البريسيتول ليفتح باب الخلاف السياسي: هل المطالبة بحكومة وحدة هي مطالبة بزيادة حصة الشيعة؟ اصبحنا وجها لوجه مع رئيس الحكومة الذي صدف ان يكون سنيا ومع المستقبل الذي صدف ان يكون سنيا. بعض المواقع على الانترنت وبعض المساجد وبعض الصحافة قالوا ان "حرب تموز لان هناك اتفاق اسرائيلي وحزب الله على اعلاء شأن الشيعة في العالم العربي بعد ما حصل في العراق". هذا كلام سخيف لكنه يقال ويكتب. تخيلوا اننا مجانين الى حد تدمير اهلنا وعائلاتنا حتى نرفع مكانة الشيعة في العالم العربي. نتائج الحرب كانت مسمارا كبيرا وخطيرا في نعش الكيان الغاصب للقدس، بعد الحرب موقع المقاومة وفكرها واحترامها كان يزداد".
وتابع: "الموضوع بعد الحرب صار ان المقاومة وحزب الله يشكلان تهديدا وخطرا على السنة في لبنان بعد ان كانت في ما مضى يقولون انها تهديد للمسيحيين في لبنان. عمل الكثيرون على تعزيز هذه الفكرة واصبح المطلوب من المقاومة ان تقدم ضمانات انها ليست تستهدف السنة. قبل تموز كان هناك خيار الحرب العسكرية على حزب الله: تأتي اسرائيل وتمحي حزب الله. اتت حرب تموز وقام الاسرائيلي بأقصى ما يمكن ان يقوم به".
"من عجز في تموز ثقوا بالله والمقاومين انهم سيجعلون العدو أعجز في الحروب المقبلة ان لم ينقلب السحر على الساحر. بقي لديهم خيار اخذنا للفتنة المذهبية بعد ان تحصن المستوى المسيحي واتت الشتائم على العماد عون: كل كلمة له تقابل بتهجم من 14 آذار. في موضوع الطوافة: عون اخذ موقفا كالكثيرين من القيادات ولم يستهدف الا هو. كل سلوكنا وتاريخنا لا يحمل خطابا مذهبيا وطائفيا يتكلم عن الشيعة بمعزل عن الاخرين. نحن لم نصنف ولم نستخدم خطابا مذهبيا او طائفيا. مواقفنا لم تكن على اساس مذهبي وطائفي. قبل 7 ايار كل الخطاب حاول أخذنا لفتنة سنية شيعية، ولغة بعض المشايخ والاعلام كانت شديدة وسوداوية تعبىء الشارع. من يتصور انه يستطيع ان يقوم بالسلم الاهلي والاعلام والمنابر في فلتان هو مخطىء. تهدئة الارض تأتي من تهدئة الخطاب السياسي. بعد حقن كبير أتت 7 ايار لوضع الحكومة بمواجهة المقاومة، صدف ان يكون رئيس الحكومة سنياً، مهما كانت طائفته كنا سنواجهه، القرارات المشؤومة كان المطلوب منها فتنة سنية-شيعية. المقصود كان جرنا جميعا لقتال يومي دائم ومستر وتم استقدام اعداد من المقاتلين. في 7 ايار قطعت الطريق على الخرب الاهلية ووئدت نار الفتنة السنية الشيعية وقضي الامر وانتهى. ذهبنا للدوحة واتفقنا على توقيف الحملات الاعلامية التي لم تلتزم به اعلام المستقبل وقياداتها، حتى لما اختلفنا في البيان الوزاري لم يكن الخلاف سنيا شيعيا بل على نص له علاقة بحق المقاومة.
تعليقات: