ستشغل نظارات آبل معظم مجالنا المرئي من أجل الاستخدام الأمثل(انترنت)
بعد 16 عاماً من إطلاقها لأول جهاز "آيفون" مزود بشاشةٍ تعمل باللمس، تسعى شركة "آبل Apple" الأميركية، لتغيير عالمنا مرة أخرى. هذا الأمر لن يكون من خلال عملها على نوعٍ جديد من الساعات الذكية أو سماعات الأذن التي تعمل على إلغاء الضوضاء، بل عبر إنشاء جيلٍ جديد من الهواتف يكون عبارة عن نظاراتٍ ذكية نستغني بواسطتها عن الجهاز المحمول، والتي ستُحدث حتماً ثورةً في عالم الهواتف الذكية.
ثورة تكنولوجية
قبيل إطلاقها لأول جهاز "آيفون" في عام 2007، اعتقد كثيرون أن الشاشات التي تعمل باللمس لن يُكتب لها النجاح. وانهالت الانتقادات على شركة "آبل" من كل حَدَبٍ وصَوْب، معتبرين أن ما تقوم به الشركة لا يعدو كونه فكرةً سيئة سترتد سلباً على مخترعيها. لكن ما حدث كان العكس تماماً. وبعد فترةٍ قصيرة، اجتاحت هذه الأجهزة العالم، لتصبح جزءاً من ثقافتنا وتجبر كل المنتقدين على تلاوة فعل الندامة.
هذا بالتحديد ما يتوقع خبراء التكنولوجيا، أن تحدثه نظارات "آبل" الذكية للواقع الحقيقي، بحيث ستصبح من المنتجات الأساسية في ثقافتنا. وبينما بدأ المنافسون الآخرون، مثل "غوغل"، العمل على منتجاتٍ مماثلة منذ بضعة سنوات، تشير التسريبات بأن نظارات "آبل" التي من الممكن أن تبصر النور بين عاميّ 2025 و 2026، لن يكون لها مثيل، وستحدث ثورةً في حياتنا تماماً كما فعل جهاز "آيفون".
فوائد مهمة
في حين أن شاشات أجهزة "آيفون" و"آيباد" ليست كبيرة كفاية لتغطي مجال رؤيتنا الكامل، تَعِدُ نظارات "آبل" بالتغلب على هذه المشكلة، إذ ستشغل شاشتها معظم مجالنا المرئي من أجل الاستخدام الأمثل. سيسمح هذا للمستخدمين بالاستمتاع بشاشاتهم دون الحاجة إلى النظر إلى أسفل، وهو ما نفعله في معظم الأوقات عندما نعمل على أجهزة الكمبيوتر أو نستخدم هواتفنا الذكية.
سيكون لهذا الأمر تأثيراتٌ جوهرية إزاء استخدامنا للتكنولوجيا وكيفية تفاعلنا مع العالم. خصوصاً إن الوضعية التي يتبعها مستخدمو الهواتف الذكية أثناء قراءة الرسائل الإلكترونية وكتابتها، والتي تشمل إمالة العنق للأمام والأسفل، قد تؤدي إلى مضاعفاتٍ صحية خطيرة، وقد تتسبب بشدٍّ في العضلات وضغطٍ على الأعصاب، ناهيكَ أن زيادة ضغط الوزن على الفقرات العنقية يقلل سعة الرئتين ويعرض الناس لمخاطر الإصابة بالصداع والاكتئاب وأمراض القلب.
وستجعل نظارات "آبل" من السهل دمج عوالمنا الافتراضية مع العالم الحقيقي، بجعله واقعاً ممتداً. وهذا يمكن أن يكون له عواقب مفيدة، وتحديداً عند قيادة السيارات، لكون استخدام النظارات الذكية أقل تشتيتاً للانتباه أثناء القيادة، ودرجة تسبيبها للحوادث أقلّ من استخدام الهواتف الذكية.
وبطبيعة الحال، ستخلق هذه النظارات واقعاً مشتركاً أكبر مع الأشخاص من حولنا. فبدلاً من النظر إلى أجهزتنا الصغيرة، سنجري اتصالاً بالعين أكثر وبشكلٍ متكرر مع الآخرين، ما سيؤدي إلى تعزيز الاتصال الاجتماعي نتيجةً لذلك.
كيف ستبدو؟
من حيث المبدأ، ستشبه نظارات "آبل"، النظارات العادية التي نرتديها يومياً، وستحتوي على عدساتٍ بها شاشاتٍ مدمجة يمكن التفاعل معها باستخدام الإيماءات. وترددت شائعات عن أن شركة "آبل" تخطط لاستخدام شاشات" MicroLed" من صناعة شركة "سوني" اليابانية، بحيث تتميز هذه الشاشات بمعدل استجابة فائق السرعة، وسلسلة لونية واسعة، وانعكاسٍ منخفض، كما أنها تستخدم أضواء مصنوعة من معادن وموادٍ أكثر ديمومة من المواد العضوية، ما يعني أنها تصمد لسنواتٍ طويلة ولا تعاني بسهولة من مشاكل الاحتراق أو ضعف الإضاءة.
هذا وأشار تقرير لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية، بأن النموذج الأولي الذي طورته "آبل" يشبه النظارات الشمسية الراقية ذات الإطارات السميكة التي تحتوي على البطارية والرقائق. ووفقاً للوكالة نفسها، أجلّت الشركة الأميركية إطلاق هذه النظارات حتى عام 2026 بسبب بعض الصعوبات التقنية المرتبطة بتطوير التقنيات المطلوبة لجهاز خفيف الوزن يمكن ارتداؤه، ليكون بقوة "آيفون"، وله بطاريةٌ بمدة استمرارٍ كافية للتشغيل.
تجربة غامرة
وحسب المعلومات المتوفرة، لن تحتاج هذه التكنولوجيا إلى عدساتٍ طبية، لأن النظارات الذكية سوف تتكيف تلقائياً مع الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر باستخدام "مجموعة فرعية بصرية". وستتجنب المشكلات التي يعاني منها الأشخاص في الواقعين الافتراضي والمعزز، بما في ذلك الصداع والغثيان وإجهاد العين الناتجة عن محاولة تركيز الدماغ على الأشياء البعيدة، عندما تكون الحقيقة على شاشة أقل من بوصة واحدة أمام العينين. وقد تستخدم "آبل" نظاماً قائماً على الإسقاط يرسل الصور مباشرةً إلى عين المستخدم. بهذه الطريقة ستتخطى الشركة الحاجة إلى أي نوعٍ من شاشات العرض الشفافة.
وستتيح هذه النظارات للمستخدم مشاهدة أي جزءٍ من العالم يريد رؤيته، على غرار التجوّل الافتراضي من "غوغل". مع فرقٍ بسيط يكمن بأن هذه المشاهد ستُعرض مباشرةً على نظارات "آبل"، ويمكن فيها الانتقال رقمياً إلى مواقع مختلفة. ولدى الشركة الأميركية حالياً ميزة مماثلة في تطبيقها للخرائط تُسمى "Look Around".
يمكن لهذه النظارات أيضاً، أن تساعد على الرؤية بشكلٍ أفضل في الظلام، من خلال مستشعرات العمق التي توفر نظرة أكبر على العالم من حولك. وستتمكن من تتبع حركات أصابعك ويدك بشكلٍ أكثر دقة بفضل بعض الحلقات الذكية التي اخترعتها "آبل"، ما سيلغي الحاجة إلى العديد من أجهزة الاستشعار الخارجية.
وتطور الشركة سماعة رأس تعمل بالواقع الافتراضي مع هذه النظارات، ستكون مزودة بمفتاح "كروما"، وهي تقنية مؤثرات خاصة لتركيب صورتين أو دفق فيديو معاً. وهكذا ستقوم سماعة الرأس بتنسيق صور الكاميرا، واكتشاف نطاق الألوان المحدد، وإضافة تأثيرات بصرية متنوعة لمشاريع الفيديو بما في ذلك استبدال خلفيات الفيديو، أو الجمع بين لقطات متعددة، أو إنشاء تأثيرات خاصة بملفاتٍ مختلفة.
سماعات الواقعين الافتراضي والمعزز
قبل طرح هذه التكنولوجيا الفائقة التطور في السوق، لا بد من الإشارة إلى أنه من المتوقع أن تطلق شركة "آبل" هذا الصيف، سماعة رأس الواقع المختلط الجديدة بنظاميّ الواقعين الافتراضي والمعزز(AR / VR). ووفق التقارير عن النماذج الأولية، تأتي هذه السماعات بشاشاتٍ فائقة الدقة ونظام مكبر صوت سينمائي من شأنه أن يتيح تجارب بصرية واقعية.
وستستفيد السماعات الجديدة من متجر التطبيقات الخاص ب"آبل"، حيث يمكن للمستخدمين الوصول إلى برامج الألعاب والفيديوهات. كما سيتم تكليف المساعد الصوتي "سيري Siri" بالتحكم في سماعة الرأس.
تعليقات: