العثور على جثة لاجئة سورية: موت عرضي أم جريمة؟

الضحية أم لعددٍ من الأطفال (Getty)
الضحية أم لعددٍ من الأطفال (Getty)


صباح اليوم الإثنين، العاشر من شهر نيسان الجاري، وفي سهل بلدة بوداي الزراعي غربي مدينة بعلبك، عثر عدد من سكان البلدة، على جثّة سيدة أربعينية تطفو في مياه إحدى البرك الزراعية لتجميع المياه. وقد أظهر الكشف الأوليّ، هوية الجثّة، التّي تعود، لإلهام عوض الخالد (47 سنة، متأهلة من ط. ر.). وقد لفتت مصادر "المدن" الأمنيّة أن الزوجين من التابعية السّورية، ويقطنان في بلدة بوداي. وقد أظهر تقرير الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة هو الغرق.


ملابسات الحادث

وبُعيد تداول الخبر الذي نشرته إحدى الصحف اللبنانية المحليّة صباح اليوم، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي باسم الضحية وصورة الجثة، لتنهال تعليقات المستخدمين، المُدينة تارةً والشاجبة تارةً أخرى. وعليه، وبعد محاولة "المدن" تقصي ملابسات الحادث، تبين أن السيدة قد فُقدت منذ نحو الإثني عشر يومًا بتاريخ 28 آذار الفائت، وقد تبلغت الجهات الأمنية المحلية في المنطقة عن فقدانها من قِبل الزوج الخمسيني.

وحسب مصادر "المدن" الأمنيّة، أظهر التقرير الأوليّ للطبيب الشعري الذي اطلع على الجثة، بعد نقلها من قبل القوى الأمنية التّي حضرت لحظة العثور عليها. أن الجثة وبفعل مرور الوقت، قد بدأت بالتحلل، وسبب الوفاة هو الغرق منذ حوالى العشرة أيام، ولا آثار لاعتداء جسدي على الضحية، التّي كانت تطفو على مقربة من حافة بئر لتجميع المياه، وعلى حدود جرفٍ منحدر. فيما دُون في المحضر الأولي، أن سبب الوفاة هو الغرق العَرضي.

ومن النافل القول، أن مشهد الجثّة والغموض الذي اكتنف أسباب موتها، وحقيقة كون الزوج قد تقدم سابقًا، ببلاغ فقدان زوجته، كانا كفيلين بنشر الذعر والتّوجس العمومين لدى المواطنين اللبنانيين الذين تداولوا الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي عمومًا، وأهالي البلدة على وجه التخصيص. الذين قابلوا الخبر بتحليل الحادث وتفكيكه، بل وجنح بعضهم لاعتبار أن الزوج قد تسبب بقتل زوجته عمدًا، وعَمد للتبليغ عن فقدانها لإزاحة أي شبهات عنه.


جريمة أم حادث؟

وفيما تضاربت التحليلات والملابسات، التّي اعتبرت أن الضحية وهي أم لعددٍ من الأطفال، أنها ربما انتحرت، بينما تبنى البعض ما أشارت إليه الجهات الأمنية عن حادثة غرق عرضي، فيما رجح آخرون أنها قُتلت على يدّ زوجها، وبما أن الرأي العام اللبناني لم يتعاف بعد من مسلسل قتل النساء، في الشهور الأخيرة، وخصوصاً البقاعي منه، حيث سُجلت في غضون السنة الأخيرة ومطلع العام الحالي، عشرات حالات قتل النساء بحجة "الشرف" تارة، ولدوافع جرمية متنوعة كالسرقة تارة أخرى في محافظة بعلبك- الهرمل. كان للفرضية الأخيرة حصة كبيرة من الترجيحات والتحليلات.

والواقعة هذه تتشابه في ظروفها الغامضة مع عدّة حوادث سبقتها، وارتبطت باللاجئين السّورين على مثال الشاب السوري "نواف أ."، والذي تم العثور على جثته من فترة وجيزة، في سلسلة جبال لبنان الشرقية الشمالية، حيث قضى بعد أن عبر من سوريا باتجاه لبنان عن طريق التهريب. ولم يُعرف سبب الوفاة للآن. وعلى شاكلته العشرات في الشهور الأخيرة بين المخيمات ومعابر التهريب.

وهذه الحوادث تفرض نفسها، كتحدٍ أمنيّ واجتماعي مستحدث، من جهة كونها مؤشراً جليّاً على التدهور الأمني المستفحل في منطقة البقاع الشمالي، بغض النظر عن ملابساتها. فصار من المألوف العثور على الجثث والقتلى في المساحات العامة وفي البلدات الريفية. وعلى الأمن اللبناني تحمل مسؤوليته بجديّة في كشف ملابساتها.

تعليقات: