عندما تقدِّم فلسطين كنوز طفولتها وأبناء وعوائل قادتها وقادتها قرابين فداء على طريق تحريرها وتحرير مقدساتها ، نستذكر عباس الموسوي وزوجته وحسينه ، وأشلاء الشهداء الأطفال في المذبحة التي إرتكبها الصهاينة في مركز قوات الأمم المتحدة (حماة الشعوب) في قانا كما نستذكر اشلاء الأطفال الشهداء في مجزرة المنصوري ، ونستذكر آلاف الأطفال الشهداء والشهيدات الذين مزقت أجسادهم الطرية والمفعمة بالحوية وحب الحياة آلة الموت والإجرام الصهيونية في لبنان وفلسطين وسوريا ومصر على امتداد ثلاثة أرباع قرن من الزمن ، وما زال الصهاينة يُمعنون في مجازرهم وإجرامهم ولا يتوقفون ولا يتراجعون ، وما زالت حضارة حقوق الإنسان وحرية الإنسان بزعامة أميركا تغطي هذه المجازر والجرائم والحصار والعدوان الصهيوني الغادر والمتوحش في المحافل الدولية ، كما تضمن التفوق العسكري للقتلة المجرمين السفاحين.
نعيش في عالم ، المهيمنون على قراراته وقرارات منظمات حقوق الإنسان فيه ، والمهيمنين على قرارات محكمة العدل الدولية فيه شديدو القسوة وعديمو الرحمة ، ونعيش في عالم مفتقد لأبسط أنواع المرجعية الإنسانية التي تحمي المظلومين والمضطهدين من أن يعتدى عليهم وتهدر حقوقهم وتنهب ثراتهم .
ورغم كل هذا الإجحاف والهوان ما يئسنا ولن نيأس وسنستمر في المواجهة معتمدين على حقنا وعلى مظلوميتنا وعلى حماية الله لنا ولمسيرتنا الإلهية الصادقة رغم تواضع إمكاناتنا ورغم ضخامة إمكانات الأعداء وقدراتهم الإجرامية ورغم الترسانة العملاقة لأدوات القتل التي يمتلكونها.
لذلك ومن هذا المنطلق نقول لفلسطين ولأشلاء أطفالها الشهداء المظلومين ، كما نقول لشعب فلسطين المضحي والحافظ لعطاءات ودماء شهدائه ومجاهديه ، كما نقول لأرواح القادة الفلسطينيين الشهداء ، نقول لكل هؤلاء أن النصر قريب وأن محور الممانعة والمقاومة سيتابع مسيرته التكاملية في خلق عملية الردع النوعي للصهاينة القتلة المجرمين من أجل حماية منجزات المقاومة الفلسطينية الأسطورية التي عجز الصهاينة وداعموهم عن إطفاء شعلتها التي إنطلقت منذ اليوم الأول لإحتلال فلسطين وما زالت تنمو وتتطور حتى صارت عصية على الإقتلاع بإذن الله.
وفي النهاية نقول أنه بقدر ما تتوحد المقاومة الفلسطينية في الرد على العدوان الصهيوني الغادر والجبان بقدر ما يكون إنجاز الإنتصار والتحرير المرتقب أسرع وأكمل ، والساعات القادمة حبلى ببشارات الردع الممهد للإنتصار الحاسم بإذن الله .
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.
عدنان ابراهيم سمّور
باحث عن الحقيقة.
09/05/2023
تعليقات: