المرحوم كامل الزين عبدالله رجل من ذاك الزمن، عُرف بطبعه الهادئ المتواضع، المبتسم للصغير قبل الكبير، مُرحباً بالبعيد قبل القريب، لذا فلم يكن مستغرباً أبداً من الحشد الذي التئم لوداعه الوداع الأخير سواء أثناء تشيّع الجثمان الطاهر، أو حضور فعاليات العزاء المتتالية التي أقيمت لأجل واجبه في كل من منزله بالخيام، او في حسينية البلدة، وحسينية آل البيت في محلة الطيونة في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.

اشتهر المرحوم كامل الزين عبدالله بالموقف المستهجن في ذلك الزمان، والذي حصل معه في مقتبل استلامه لوظيفته في شرطة السير بمفرزة بيروت في ستينات القرن المنصرم، حين ضبط مخالفة وقوف في مكان خاطئ لسيارة رئيس الحكومة حينذاك الحاج حسين العويني، ومع إصراره على عدم التنازل عن تلك المخالفة، فقد نال حجز أسبوع عقوبة من رئيسه المتزلف حينذاك للسلطة.

وكان قد حضر كلٌ على حدا، لمنزل الفقيد في مدينة الخيام لتقديم واجب العزاء والمواساة نائبي دائرة مرجعيون حاصبيا المحامي الحاج علي حسن خليل والدكتور قاسم هاشم، وذلك أثناء اليوم المخصص للتعازي في الخيام، حيث كان في استقبالهما نجل الفقيد وعديله الأكاديمي الدكتور هادي السيد علي فضل الله، والشيخ محمد باقر عبدالله وجمعٌ من الأقارب ورجالات العائلة.

وهذا وأُقيمت ذكرى مرور الأسبوع على وفاة الفقيد صباح يوم الأحد (07 أيار 2023) في حسينية مدينة الخيام؛ حيث ألقى سماحة مفتي مرجعيون – حاصبيا الشيخ عبدالحسين عبدالله (عديل الفقيد) كلمة موجزة بدأها بالآية القرآنية (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) شارحاً معانيها وما تحمله من دلالات عميقة ومعاني خصبة لمن أراد أن يتدبر، مُعرجاً على الوضع الحالي التي يعاني منه مجتمعنا اللبناني، وأعقب ذلك قراءة مجلس عزاء حسيني تلاه الشيخ حسين عبدالله عبدالله، الذي كان من وحي ذكرى استشهاد عم الرسول (ص) أسد الله الغالب "حمزة بن عبدالمطلب" (رض) في موقعة أُحد، حيث قرأ بصوته الرخيم الشجيّ قصيدة مجازية عن لسان سيدة نساء العالمين "فاطمة الزهراء" (ع) تخاطب عمها ناعية استشهاده وتختمها بالربط مع مأساة استشهاد نجلها "أبا عبدالله الحسين"، حضر الذكرى الاكاديمي د. السيد هادي فضل الله، الشيخ محمد باقر عبدالله، العميد حسام عزت عبدالله، العميد (م) محمد حسين أسعد عبدالله، وجمع من الأهل والأقارب ورجالات العائلة وفعاليات خيامية، بالإضافة الى ثلة من الأصهار والأنسباء من مختلف قرى وبلدات الجوار.

كما وتم تقبل واجبات العزاء والمواساة في مدينة بيروت، عصر يوم الثلاثاء (9 أيار 2023)، في حسينية آل البيت في محلة الطيونة - الشياح بالضاحية الجنوبية، حيث حضر الشيخ محمد باقر عبدالله، والشيخ عامر كوثراني، وحشد من الأقارب والجيران سكان الضاحية، بالإضافة الى ثلة من أصدقاء وزملاء العمل لنجل الفقيد ولفيف من الاكاديميين زملاء الاكاديمي د. السيد هادي فضل الله (عديل الفقيد).

* الصور لتقبّل العزاء بالمرحوم كامل الزين عبدالله في الخيام

اعداد: الحاج أحمد مالك عبدالله

الخيام: 09 أيار 2023

العودة إلى الصفحة الرئيسية