حقل مزروع بنبتة الحشيشة في بعلبك
أصبحت #الألواح الشمسية في مدينة #بعلبك ومنطقتها هدفاً ثميناً لعصابات السرقة، في ظلّ ارتفاع أسعارها، كما هو الحال مع المسروقات الأخرى.
لكن يُلاحظ أن اللصوص هم من مدمني المخدرات من الفتيان اللبنانيين والسوريين، في ظلّ ارتفاع نسبة الإدمان بين أبناء مجتمع بعلبك والنازحين السوريين، على الرغم من الجهود التي تبذلها كافة الأجهزة الأمنية في المنطقة لمكافحة آفتي المخدرات والسرقات.
في تقرير صادر عن إحدى الجمعيات في المنطقة المعنية بملفّ الإدمان لم ينشر بعد، والذي اطلعت "النهار" عليه، أنّ معدّل تعاطي المخدرات اليوم ارتفع بنسبة 21 في المئة، مقارنة بعام 2021، وهو أمر شديد الخطورة، مع زيادة معدل الجريمة المتعلقة بالسرقة والسلب.
وقال مصدر أمني لـ "النهار"، إن الإدمان أدى إلى ارتفاع حاد في سرقة الألواح الشمسية وبطاريات السيارات، والأسلاك النحاسية، حيث تم توقيف 70 في المئة من حالات السرقة بهدف بيعها أو استبدالها بالمخدرات، في الوقت الذي يكافح فيه الأهالي للحصول على قروض مالية لتأمين الكهرباء في ظل ارتفاع الاشتراك الشهري للمولدات الخاصة، وزيادة رفع الرسوم كهرباء لبنان بالتزامن مع إلغاء البعض منهم لساعة الاشتراك.
يستهدف اللصوص حالياً الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح والأرض، وكذلك خطوط الكهرباء والأسلاك النحاسية، حيث لا يمر يوم لا تسمع فيه عن سرقة ألواح عدد من المنازل داخل المدينة ومنطقتها وكان آخرها ليلة أمس، حيث فوجئت صباح اليوم ستّة منازل داخل المدينة بسرقة الألواح الشمسية عن أسطحها ومن بينها منزل المواطن (هيثم إ.) في محلة الشيقان الذي كان عمل منذ خمسة أيام فقط على تركيبها، بعد أن حصل على قرض من إحدى الجمعيات لتأمين الكهرباء لأسرته، ليؤكد الأخير لـ "النهار" أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها منزله للسرقة من قبل شبان مدمنين معروفين من المحلة، رغم حرصه على تثبيت الألواح الشمسية عن طريق اللحام، ولم تسلم من اللصوص.
ظاهرة متفشية أدت إلى استياء عارم في أوساط المجتمع المحلي، لكنها بمثابة جرس إنذار للحد من ظاهرة أخطر وهي ارتفاع معدل الإدمان بين الشبان.
من هنا، الشاب أ.ك. يروي لـ "النهار" معاناة عائلته بأكملها مع شقيقه المدمن (أ) رغم كل الأساليب التي استُخدمت في علاجه وفشلهم، إذ لا يزال لديه رغبة في الاستمرار في تعاطي المخدرات والحصول عليها بأيّ وسيلة، بما في ذلك السرقة، حتى لأقرب أهله، ناهيك عن الجيران.
ويوضح أن هذه الظواهر السلوكية لشقيقه المدمن الذي رفضته عائلته قبل البيئة المحيطة نتيجة الأصدقاء السيئين، كانت سبب تدمير شقيقه المنزل، والعنف في العلاقة مع الوالدين والإخوة والأخوات وتابع: "في البداية كانت الأسرة تدفع بدلاً مالياً لما سرقه شقيقه، ولكن اليوم لم يعد ممكناً بسبب الخسائر المادية والنفسية التي تتكبدها العائلة، ومن يقرع بابهم لإبلاغهم عن سرقة نفّذها الشقيق، فالرد الدائم يكون: بلّغوا القوى الأمنية عنه وعن رفاقه".
يختلف سلوك المدمن ونوعه، لكن الخطر هو نفسه بالنسبة لمجتمع يواجه بلاء المخدرات، فهو أخطر ما يمكن أن نواجهه في العصر الحالي، حيث تفقد فيه الطاقات الفكرية الشابة، وهي عنصر أساسي في بناء مجتمع غافل عن آثار هذه الآفة التي تتطلب وعياً من الجميع لمكافحتها، فلننتبه!!
الإدمان أدى إلى ارتفاع حاد في سرقة الألواح الشمسية وبطاريات السيارات
تعليقات: