من أجل خرق جدار النظام الطائفي وإرساء النظام الديمقراطي العلماني
مساء يوم الثلاثاء 23 أيّار الجاري، وبحضور فعاليات ومجموعات مدنيّة وطلابيّة وسياسيّة ونقابيّة علمانيّة، تمّ إطلاق مبادرة "اللقاء العلماني" من قاعة مركز تيار المجتمع المدني في منطقة بدارو- بيروت التّي غصت بالحاضرين. وهذه المبادرة حسب ما أشار المنظمون تهدف بالمرتبة لخلق أرضيّة جامعة ومشتركة للعلمانيين والعلمانيّات في لبنان، للتعاون والتواصل فيما بينهم من أجل تنظيم قوى ضاغطة وفعّالة في لبنان، وتشكيل حالة سياسيّة ومدنيّة علمانيّة في مواجهة الاصطفاف الطائفي، والتخطيط لمشروع بناء الدولة العلمانيّة ودولة العدالة الاجتماعية التّي يؤمنون بها.
وقد أدارت الناشطة ريما منصور اللقاء، وشارك في إلقاء بيان إعلان التأسيس وشرح تفاصيل المبادرة كل من تينا محيّ الدين ونادر زين الدين وهادي شعيتو وغريس غوريوس ودانا الديراني.
المجموعات المشاركة
ولفت المنظمون لحفل الاطلاق إلى كون هذه المبادرة قد ساهم في إطلاقها أفراد علمانيون وعلمانيات إلى جانب مجموعات نقابية وطلابية وسياسية أخرى هي كالتالي: اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوقين حركيًّا، التجمع الديمقراطي العلماني، التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني، الجمعيّة اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات، الصيادلة ينتفضون، اللقاء العلماني – زحلة، اللقاء العلماني – طرابلس، المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، النادي العلماني في الجامعة الأميركية (AUB Secular Club)، النادي العلماني في الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST Secular Club)، النادي العلماني في الجامعة اللبنانية، النادي العلماني في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU Secular Club)، النادي العلماني في جامعة القدّيس يوسف (ٍUSJ Secular Club)، النادي العلماني في جامعة سيدة اللويزة (NDU Secular Club)، النادي العلماني في جامعة البلمند، النادي العلماني في جامعة الحكمة، النادي العلماني في الكسليك (USEK Secular Club)، تيار المجتمع المدني، شبكة مدى، مركز الهرمل الترفيهي الثقافي، منتدى صور الثقافي، نادي لكل الناس، نون التضامن، Freethought Lebanon، Independent Engineers & Architects (IEA).
أهداف اللقاء
وعبّر المنظمون لكون هذا اللقاء هو محاولة جديّة للتعاون والعمل المشترك والنضال من أجل إرساء أسس الدول العلمانيّة الديمقراطيّة في لبنان ودولة العدالة الاجتماعيّة "بعد فشل المنظومة الحاكمة في بناء الوطن، بل وفعلها عكس ذلك تمامًا بضربها مقومات وجوده وإضعافها لدور الدولة في إدارة الخدمات العامة وبسط سيادتها وسلطة القانون على كامل أرضها، وبمُصادرتها قدرة الناس على العيش بكرامة، وهي اليوم ترمي البلاد في درْكٍ من الانهيار الاقتصادي والمجتمعي لا قعر له!".
مضيفين: "ومن منطلق القيم الإنسانية والعلمانية التي يحملُها أعضاء اللقاء، وإيمانهم المشترك بأنّ العلمانية هي نظرة شـاملة للمجتمع والإنسـان والفكر، تضمنُ استقلالية نظام الدولة ودستورها وقوانينها عن أي تدخل تمييزي طائفي فيها، وأنّها تُكرِّس المساواة بين الأفراد وتحمي حقوقهم في الصحة والحياة والحريات، وتُؤكِّد الحياد الإيجابي تجـاه الأديان والمعتقدات كافة، وتُساهم في بناء دولة الحق".
وأكد هذا اللقاء على أنه، إضافة إلى ما سيخوضونه من مواجهات تتبنى سلة مطالب اجتماعيّة واقتصادية، يبقون مُتمسكين بما راكموه في جميع الحملات والنضالات الماضية التي حملت مشروعهم التغييري أو حاولت خرق جدار النظام الطائفي وإرساء النظام الديمقراطي العلماني، ويعتبرون أنّ لقاءهُم هو استمرار طبيعي لهذه النضالات التي وقفت بوجه الاصطفاف الطائفي وزعاماته الذين تعاقبوا على الحكم (ما عُرف بأقطاب وزعامات فريقي 8 و14 آذار)، وبثت فكراً ووعياً سياسياً ينشد التغيير، وحذّرت مما وصل إليه الوطن بالفعل مع السقوط الاقتصادي المُدوِّي الذي شهده في العام 2019 والذي حاول العلمانيون والعلمانيات مُواجهته، جنباً إلى جنب، مع ثوار وثائرات آخرين تنوعت خلفياتهم ومشاربهم وأفكارهم في "انتفاضة 17 تشرين 2019"، رغم عدم تحقق ثورتهم بعد. وبالتالي فإنّ اللقاء العلماني ليس وليد اللحظة أو الصدفة، كما أنه ليس وليد الأزمة الراهنة وحسب، بل هو فعل تراكم في الوعي والعمل.
التزامات اللقاء
وبُعيد اجتماعات مكثفة تداعى المساهمون في اللقاء إلى التزامهم بـ:
- عقد اجتماعات دورية للقائهم، وإبقائها مفتوحةً، بغرض بحث المواقف والحلول والتحركات المُمكنة في ظل الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه الناس في لبنان اليوم.
- إنشاء مرصد للطائفيّة يُضيء على الممارسات الطائفيّة في لبنان، ويُظهِّرُها إعلامياً.
- تأسيس لقاءات علمانية في المناطق تُسَهِّل التواصل بين العلمانيين المُتبَنين للوثيقة المُشتركة للقاء العلماني العام، وتبحث في سبل عمل لقاءاتهم في مناطقهم.
- تنظيم مؤتمر عام للعلمانيين في لبنان يجمعهم على مواقف وخطط مُشتركة واقتراحات حلول مَعيشيّة وحياتية يُمكن العمل عليها.
وقد توافق الأفراد والمجموعات المُنضوين في اللقاء العلماني على أن تكون نشاطاتهم وتحركاتهم، في إطار هذا اللقاء، تطوعيّةً بالكامل، يرفضون فيها، ولأجلها، أي تمويل من قبل مؤسسات إقليمية أو أجنبيّة.
فضلاً عن تبنيهم لسلّة من المطالب الاجتماعيّة والاقتصاديّة والعمل على المحاور الأساسيّة لبناء الدولة العلمانية أهمها: إقرار قانون مدني موّحد للأحوال الشخصية، إقرار قانون انتخابات عادل، العمل لإلغاء جميع أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي والسعي لتحقيق العدالة الجندرية بين افراد المجتمع، إلغاء التمثيل الطائفي في الوظائف العامة وتعميق الفكر المدني بين التلامذة والطلاب في المدارس والجامعات.
وختامًا عبّر المنظمون عن تأكيدهم المستمر ودعمهم لهذه الخطوة على طريق بناء حالة سياسية علمانية جامعة ترتقي بحياة الانسان الحقوقية والمعيشية في لبنان. مؤكدين أنها بادرة بعد سنوات من مراكمة النضال على مختلف الصعد، وأن هذا اللقاء هو مدماك مؤسس يجمع ذوي الخبرة من طلاب وخريجي الجامعات والنقابيين والطموح العلماني في سبيل وضع لبنان على سكّة التعافي من تبعات الانهيار التاريخي المحدق.
تعليقات: