نتنياهو يستميت للتطبيع مع السعودية..كي يتفادى السقوط


نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون درمير، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، سيذهبان إلى واشنطن الأسبوع المقبل للبحث في ملف التطبيع مع السعودية والملف النووي الإيراني.


البيت الأبيض يساعد

ونقل الموقع عن المسؤول أن موعد الاجتماعات لم يتحدد بعد، فيما ذكر متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنه لا يمتلك أي تأكيد لهذه المعلومات.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الحكومة الإسرائيلية تريد العمل مع إدارة الرئيس جو بايدن في محاولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية.

ونقل الموقع عن مسؤولَين أميركيين مطلعين أن البيت الأبيض يريد تكثيف الجهود الدبلوماسية لدفع السعودية وإسرائيل لعقد اتفاق سلام قبل نهاية 2023.

وأشار الموقع إلى أن اتفاقية كهذه "يمكن أن تمثل اختراقاً تاريخياً في عملية السلام في الشرق الأوسط، من شأنه دفع مزيد من الدول العربية والأغلبية المسلمة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل وإعادة العلاقات الأميركية-السعودية إلى مسارها الصحيح".

لكن محللين إسرائيليين يرون أن أخبار التطبيع مع إسرائيل إلى جانب تهديدات كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بمهاجمة إيران وحرب مع حزب الله، وتهديد حركة حماس، من شأنها أن تنقذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.


ثروة اقتصادية

ورأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن "التطبيع بين إسرائيل والسعودية بوساطة أميركية، لن يكون إنجازاً أكبر من اتفاقيات أبراهام فقط، وإنما سيكون بإمكان نتنياهو أن يبيع الجمهور ثروة اقتصادية تنتظر إسرائيل في الأفق نتيجة لاتفاق التطبيع".

وأضاف هرئيل أن "هذا سيكون رداً قاطعاً، بالنسبة لنتنياهو، على أحد أكثر الادعاءات الجوهرية ضد حكومته، بأن خطة الانقلاب القضائي، والاتفاقيات الائتلافية السخية لدرجة الاستحالة التي وقّعها مع شركائه، تدمر الاقتصاد الإسرائيلي".

وقال إن "نتنياهو ينظر بالتأكيد إلى اتفاق تطبيع كهذا على أنه الأرنب الذي سيستله الساحر من القبعة في اللحظة الأخيرة، وينقذه من السقوط إلى الهوة. وهذا سيكون ذريعة لائقة من أجل لجم شركائه من اليمين المتطرف"، الذين يسعون إلى تغيير الواقع في المناطق (المحتلة) من الأساس، وكذلك وقف مجهود التشريعات (القضائية) بشكل يلجم حركة الاحتجاج".

لكن هرئيل استدرك أنه "ليس واضحا إذا كان مطلب كهذا يتعالى في الرياض -لماذا سيهم هذا الموضوع السعوديين؟- أو في واشنطن، أو أنه يعكس ميل رئيس الحكومة نفسه أصلاً".


عقبة واحدة

من جهته، قال المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع إن بايدن، وهو حالياً في سنة انتخابات، أرسل مسؤوليه إلى الرياض من أجل ممارسة ضغوط على بن سلمان ومنع وقوعه في شباك الصين.

وقدم بن سلمان لإدارة بايدن مطلبين. الأول، هو تنفيذ صفقة الأسلحة العملاقة التي أبرمها مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وتشمل طائرات "إف-35". ومطلب بن سلمان الثاني هو إقامة منشأة لتخصيب اليورانيوم في السعودية، كي تدخل النادي النووي.

وشرط بن سلمان الثالث، وفقا لبرنياع، هو إدخال الفلسطينيين والإسرائيلين إلى مفاوضات "حسب رواية بن سلمان".

ولفت برنياع إلى أن هذا الطلب وُلد في البيت الأبيض. "ويعلم بايدن أنه سيكون صعباً جداً عليه أن يقنع الديمقراطيين بالموافقة على شروط الأمير السعودي. وعليه أن يقدم شروط بن سلمان إلى الكونغرس على ملعقة سكر. وهذه الملعقة هي تنازل تقدمه حكومة إسرائيل إلى أبو مازن، ربما استئناف العملية السياسية، ربما تجميد المستوطنات، وربما كلاهما معا".

وأشار برنياع إلى أن نتنياهو غارق اليوم في دفع المشروع السعودي. "وهو مؤمن بأن التطبيع سيحل معظم مشاكله، الداخلية والخارجية. وستفتح أبواب البيت الأبيض أمامه؛ والناخبون الذين تخلوا عنه سيعودون ويلتفون حوله كهالة لزعيم قوي جداً، ساحر جداً، زعيم بالإجماع. إسرائيل والسعودية ضد إيران. واتفاقيات أبراهام ستتضاءل مقابل اتفاقيات بنيامين".

واستدرك برنياع أن "ثمة عقبة صغيرة واحدة في الطريق نحو الانتصار: تركيبة الحكومة التي يرأسها لا تتلاءم مع تنازلات للفلسطينيين أو مع تجميد المستوطنات. وقد يسقط سموتريتش وبن غفير الحكومة".


تراجع اليمين

لا زالت استطلاعات الرأي تبين سقوط شعبية نتنياهوز، وبيّن استطلاف أجرته القناة (13) الإسرائيلية، على خلفية تمرير الموازنة العامة في الكنيست، أن 64% من المستَطلعين، يعتقدون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد خضع لليهود المتزمتين دينيًا (الحريديم)، مقابل 23% قالوا إنه لم يخضع.

ولفت الاستطلاع إلى أن أحزاب الحكومة الحالية برئاسة نتنياهوـ تحصل مجتمعة على 50 مقعداً فقط، بالمقابل تحصل أحزاب المعارضة الحالية على 61 مقعداً.

عودة إلى الصفحة الرئيسية

تعليقات: