هلمّ بنا إلى صور المفتوحة للجميع: موسم سياحي ذهبي

يعتبر شاطئ صور واحداً من أفضل الشواطئ اللبنانية
يعتبر شاطئ صور واحداً من أفضل الشواطئ اللبنانية


تستدرج مدينة صور إلى ملعبها السياحي، الزوار من كل حدب وصوب، تجذب أماكنها الغائرة في التاريخ، الموزعة والمتنوعة في شمالها وغربها وجنوبها، الفئات اللبنانية والأذواق المختلفة، مشكِّلة حاضنة جنوبية كبيرة للموسم السياحي، وخصوصاً بحرها، الذي يتميز بفرادات، تبدأ بحرية ارتياد الشاطىء لعموم الناس تحت سقف واحد، إلى جانب مساحته الكبيرة ونظافته ومواقف ركن السيارات.


انطلاقة الموسم

سنة بعد سنة، تقفز هذه المدينة الفينيقية، المستلقية أبنيتها وفنادقها ومطاعمها وحانات السهر وآثارها المتعددة الحضارات، على مساحة جغرافية لا تتعدى الأربعة ملايين متر مربع، من دون محميتها الطبيعية، التي تشكل المساحة نفسها، ويقع في نطاقها الشاطىء الجنوبي (الخيم البحرية) وصولاً إلى مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، على مقربة من برك مياه رأس العين الطبيعية.

فموسم صيف صور المتوقع أن يكون حافلاً هذه السنة، بعد الانتهاء من رواسب جائحة كورونا وتقلبات واضطرابات سعر الصرف، قد بدأ مع إطلاق عمل الخيم البحرية والمنتجعات والمسابح والشاليهات على طول المدينة وعرضها، وافتتاح شارع المشاة عند الكورنيش الجنوبي، تزامناً مع بدء توافد المغتربين، من أبناء صور والجوار، الذين يغزون المدينة ويتسوقون من محالها ومؤسساتها ويرتادون بحرها ومقاهيها ومطاعمها وأزقتها الضيقة في الحارتين الشمالية والجنوبية، ويزورون الكنائس والمساجد التراثية والتاريخية والأسواق القديمة، وويستخدمون مراكب النزهات البحرية، التي حجزت مكاناً لها في بورصة صور السياحية، منذ سنوات قليلة، بعدما أصبح بحرها آمناً من استباحة الزوارق الحربية الإسرائيلية.

تتوقع بلدية صور المنهمكة في التحضيرات، وبتأمين مقومات الموسم السياحي، الذي يدر عليها أموالاً، تساعدها في مواجهة التحديات المالية، أن تلامس حصة صور من الوافدين إلى لبنان، من مغتربين لبنانيين وزوار أجانب، السبعمئة ألف زائر في هذا الموسم، غالبيتهم سيقصدون شواطئها، لا سيما الشاطيء الجنوبي، الذي بات معلماً سياحياً موسمياً مجهزاً بالبنية التحتية وسلامة السابحين والرواد على السواء. أما على مستوى الحجوزات في الفنادق المشمولة بالنطاق العقاري في صور، فقد أصبحت مقبولة في شهر حزيران، وهو شهر لا يدخل في ميزان أشهر الذروة، حيث يراهن أصحاب ومديرو تلك الفنادق على شهري تموز وآب، أن يكونا واعدين أكثر من المواسم المنصرمة.


بلدية صور والشاطئ الذهبي

يلفت نائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي إلى أن المدينة بدأت تشهد حركة لافتة للزوار من خارج المنطقة، الذين يجوبون الشوارع والأسواق ويقصدون المطاعم، التي تشكل وجهة للكثير من قاصدي المدينة للتلذذ بمأكولاتها على أنواعها، ومنها الأسماك التي يشتهر بها بحر صور، مؤكداً أن "موسمنا سيكون واعداً ومتوقعاً أن يزور المدينة ما يقارب السبعمئة ألف سائح هذا الصيف".

وفيما يخص فسحة الخيم البحرية التي تمتاز بها صور عن سائر الشواطىء اللبنانية، وخصوصاً الجنوبية، يؤكد صبراوي لـ"المدن" أن هذه الخيم الموسمية، المراعية للمواصفات والشروط البيئية والسلامة العامة والأمن، هي عامل استقطاب كبير للزوار من كافة مناطق لبنان للاستمتاع ببحر صور والشاطيء الذهبي.

ويضيف صبراوي ان حجم مساحة الخيم هو 8 و10 و12 متراً عرضاً، وعن كل متر عرض، يدفع المستثمر أربعة ملايين ليرة شهرياً.

وقال: إن الخيم مجهزة بنظام صرف صحي، سبق أن تم شبكه بالمجاري الرئيسية، وشبكتي مياه وكهرباء، والبلدية سيكون لها فريق إنقاذ يتابع سلامة المواطنين، إضافة إلى الحرس، حيث سيعمل حوالى خمسين متعاقداً مع البلدية، ما يعني تأمين فرص عمل موسمية لشبان المدينة.

ويشير صبراوي في هذا الإطار إلى أن واردات الموسم البحري، من مواقف السيارات ورسوم الخيم وغيرهما تشكل متنفساً ورافعة مالية كبيرة للبلدية، التي تعاني كغيرها من البلديات، من شح مالي وواردات، متوقعاً دخول خمسة آلاف سيارة في أيام الذروة (السبت والأحد) إلى موقف الشاطىء الجنوبي.

وختم صبراوي ان كل هذه التوقعات والآمال، تبقى رهناً بالأوضاع العامة والهدوء. وكلنا أمل بأن الاوضاع ستتحسن على كافة المستويات، داعياً جميع اللبنانيين، من كافة مشاربهم إلى زيارة صور، التي تفتح ذراعيها وقلبها للجميع.


المؤسسات السياحية متفائلة

يوضح مدير فندق "بلاتينيوم" في صور، حسين ترحيني، أن الحجوزات حتى الآن بلغت اكثر من ثلاثين بالمئة لهذا الشهر، الذي لا يعتبر من الشهور التي تكثر فيها الحجوزات. وموسم الحجوزات الفعلي، يكون في شهري تموز وآب، وذلك في عز توافد المغتربين اللبنانيين، وأيضاً السياح الأجانب.

وقال لـ"المدن" إن تباشير الموسم، تبدو أفضل من الموسم الماضي، ورهاننا كبير أن تستمر هذه الإيجابية، مؤكداً أن صور واحدة من أهم المدن الرئيسية في لبنان، التي تستقطب السياح والزوار في فصل الصيف.

ويشير أكثر من مستثمر في الخيم البحرية الـ49 الممتدة على طول نحو ألف متر، وعلى جانبيها الشاطىء الشعبي، إلى بداية واعدة للموسم البحري في صور، وهو واحد من المرتكزات السياحية الناشطة، الذي يؤمن ملاذاً للتنوع الاجتماعي الصوري واللبناني.

عودة إلى الصفحة الرئيسية


تعليقات: