عالم السيارات يتغيّر: تكنولوجيا جديدة ستغزو الأسواق قريباً

تتوفر أنظمة الكبح التلقائي في حالات الطوارئ في العديد من المركبات الحديثة اليوم
تتوفر أنظمة الكبح التلقائي في حالات الطوارئ في العديد من المركبات الحديثة اليوم


يشهد عالم السيارات تحولاً نوعياً مع لجوء دول وشركاتٍ عالمية عريقة عدة إلى دمج آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في مركباتها، وذلك لمنح المبتدئين القدرة على القيادة بشكلٍ أفضل، وخلق ابتكاراتٍ جديدة في السيارات الكهربائية، وصولاً إلى خفض معدلات حوادث الطرقات إلى حدودها الدنيا.


تطبيق لتدريب السائقين

أبرز هذه الجهود تجسدت بما أعلنت عنه شركة "هوندا" اليابانية مؤخراً عن تطبيقٍ جديد لتدريب السائقين المبتدئين، يعمل على معظم سياراتها الحالية بما في ذلك بعض الطرز التي تعود إلى عام 2018، إضافةً إلى "أكورا إنتيغرا". ويتكامل هذا التطبيق مع "Apple CarPlay" ليحصل على بياناتٍ للقيادة من السيارة، ما يسمح له بتقديم ملاحظاتٍ في الوقت الفعلي للسائق حول أدائه، وكذلك بجمع البيانات لمراجعتها لاحقاً.

عند توصيل الهاتف بالسيارة، يراقب التطبيق أسلوب القيادة وحجم التسارع وقدرة الكبح. ويمكنه تقديم ملاحظاتٍ من خلال النظام الصوتي للسيارة عندما يجد أن السائق يمكن أن يستفيد من بعض التدريب في الوقت الفعلي للقيادة. ولتقليل عوامل التشتيت، لا يلزم تطبيق "هوندا" السائق بأي تفاعلٍ معه أثناء التنقل. ليوفر بعد ركن السيارة ملخصاً مع درجات التسارع والكبح وإرشاداتٍ ضرورية عن القيادة.

وفي وضعية عدم القيادة، هناك مساعدات تدريب إضافية في التطبيق لمساعدة السائق على تعلم كيفية التعامل مع سيناريوهات معينة بأمانٍ أكبر. وهناك مكتبة لمقاطع الفيديو التي يمكن للتطبيق اقتراحها لمساعدة السائق في الحصول على مزيدٍ من المعلومات حول المجالات التي قد يحتاج فيها إلى بعض التحسين.


شحن ثنائي الاتجاه

وعلى صعيدٍ متصل، وبعد سنواتٍ من البحوث والتطوير، أعلنت شركة "بي إم دبليو" الألمانية قبل بضعة أيام، عن تقنية لم يطبقها معظم مصنعي السيارات الكهربائية حتى هذا التاريخ، ألاّ وهي الشحن ثنائي الاتجاه. وفي بيانٍ صحافي، كشفت الشركة الألمانية أنها دخلت في شراكة مع شركة "باسيفيك للغاز والكهرباء" الأميركية، لتطوير تقنية مركبة لكل شيء "V2X"، كي تُطرح في الأسواق عام 2026. وهذه التقنية ستجعل سياراتها الكهربائية قادرة على إعادة الكهرباء إلى منزلك أثناء انقطاع التيار الكهربائي. ما يمنحها ميزة تنافسية على معظم طرز السيارات الكهربائية، بما في ذلك "فولكس فاغن" و"تيسلا" و"هيونداي".

لا تعمل تقنية "V2X" على توفير الكهرباء لمنزلك وحسب، بل يمكنها أيضاً تفريغ الطاقة إلى الشبكة إذا كنت ترغب في مشاركتها مع جيرانك. وقد علّق آرون أوغست، نائب رئيس المرافق والابتكار في "باسيفيك للغاز والكهرباء"، على هذا المشروع الطموح قائلاً إنّ استخدام تقنية "V2X" لإنشاء محطات طاقة افتراضية من المركبات الكهربائية يمكن أن يساعد المنشآت في تلبية ذروة الطلب على الكهرباء دون الحاجة إلى موارد طاقة غير متجددة.

تزامناً مع ذلك، يناقش المشرعون في ولاية كاليفورنيا الأميركية، مشروع قانون يلزم شركات السيارات الكهربائية ببيع مركبات مع قدرات ثنائية الاتجاه في الولاية بحلول عام 2027. وإذا تم تمرير هذا القانون، فيمكننا أن نتوقع تطوير المزيد من صانعي السيارات لهذه التقنية.


أنظمة الكبح التلقائي ستغزو أميركا

وضمن جهودها التي تهدف إلى تقليل عدد الوفيات والإصابات الخطيرة الناجمة عن حوادث السير، أعلنت "الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة" التابعة لوزارة النقل الأميركية، عن أول مشروعٍ من نوعه في العالم، لتضمين أنظمة فرملة الطوارئ التلقائية "AEB"، في جميع سيارات الركاب والشاحنات الخفيفة الجديدة التي تُباع في الولايات المتحدة.

تتوفر أنظمة الكبح التلقائي في حالات الطوارئ في العديد من المركبات الحديثة اليوم. بينما تطلب بعض الشركات من العميل الدفع مقابل ميزة الأمان هذه. ويستخدم هذا النظام أجهزة استشعار وبرمجيات لاكتشاف متى تكون السيارة على وشك الاصطدام، ثم يقوم تلقائياً بالضغط على الفرامل إذا لم يقم السائق بذلك. وعند عدم ضغط السائق على الفرامل بالشكل المطلوب، سيتدخل النظام ويطبق مزيداً من قوة الكبح. كما يجب أن يكون النظام قادراً على إيقاف وتجنب الاصطدام مع السيارات السائرة على الطرقات بسرعةٍ تصل إلى مئة كيلومتر في الساعة.

إذا تم اعتماد هذا المشروع، ستُلزم شركات السيارات بتضمين هذا النظام في سياراتها المباعة في الولايات المتحدة خلال ثلاث سنوات. وحسب ويليام والاس، المدير المساعد لسياسة السلامة في منظمة "كونسيومر ريبورتس" الأميركية، سيسهم هذا المشروع في إنقاذ الأرواح، ومنع الحوادث المكلفة، وسيرفع بشكلٍ كبير من معايير السلامة على الطرق الأميركية. وبما أن المتطلبات الفيدرالية ستضمن أن كل سيارة جديدة ستأتي مع ميزة الكبح المثبتة، فلن يضطر بذلك المستهلكون إلى دفع مبلغٍ إضافي مقابل حزمة خيارات باهظة الثمن.

عودة إلى الصفحة الرئيسية

تعليقات: