أبو حسين علي عبد الحسن مهدي
لنعد الى الوراء عشرات السنين عندما شن الرئيس جمال عبد الناصر في حينه حربا كلامية على إسرائيل دامت شهورا بل سنوات، ولم يسمع العرب من الزعامة الإسرائيلية أي رد فعل إعلامي على خطبه النارية وإطلالات المعلق أحمد سعيد الجهورية التي تستخف بالكيان الصهيوني... وكانت الكارثة المعروفة عندما جاء الرد عسكريا وانتهى كل شيء لصالح إسرائيل ومُني عبد الناصر والعرب بهزيمة لم تزل تداعياتها السلبية تلاحقنا حتى اليوم... ثم جاءت كارثة العراق وما رافقها من تصاريح إعلامية كلامية لوزير إعلامها آنذاك محمد سعيد الصحاف في مؤتمراته الصحافية تتسابق إليها وسائل الإعلام العربية والأجنبية لترى ما سوف يحل بالعلوج الأميركان وما سيلاقونه من هزائم في أم المعارك على أيدي الجيش العراقي الباسل وشعب العراق العظيم. لكن، تبين فيما بعد أن هؤلاء العلوج قد دمروا العراق وحضارة العراق وما زالوا يتنعمون بخيراته ويستأثرون بذهبه الأسود المدفون تحت رماله.. إن هذه الحروب الكلامية وسلاحها الفاسد من أدعية وشتائم لم تأت على العرب ولم تجر عليهم سوى الكوارث والمصائب.
لنعترف. إنها القوة، والعصر اليوم عصر القوة، وحقوق الشعوب وحرية الشعوب لا تستعاد إلا بالقوة. هكذا تصرفت روسيا في جورجيا وهكذا تصرفت الجزائر في حرب الاستقلال والمقاومة في لبنان. إنها لغة الأقوياء في الدفاع عن السيادة والاستقلال وصون الكرامات، اللغة التي تكبح عنفوان المعتدي وتهز مضاجعه وتطيح بآماله وأحلامه. وبقي العرب يستعملون لغة الدعاء والشتيمة، هذا السلاح الذي أسقط كل العرب عسكريا وحضاريا الى أن جاء من يقلب ويغير هذه المعادلة وهذا السلاح رأسا على عقب، فكانت المقاومة اللبنانية التي اعتمدت القوة لتحرير الأرض وطرد الغزاة وكانت المعجزة وكان النصر على عدو قهر كل الجيوش العربية. إنها المقاومة الشعبية، إنها اللغة التي يجب أن نخاطب بها إسرائيل العدو الصهيوني المغتصب.
تعليقات: