ظافر الخطيب يوقع كتابه الجديد «الغربة الفلسطينية» في صيدا: انتصار الغربة على الاغتراب


توّج الكاتب الفلسطيني الدكتور ظافر الخطيب، الحرب الضروس التي دارت ضمنا في ذهنه بين سؤالَيْ "الغربة والاغتراب" الفلسطيني في كتاب جديد شرح فيه الفارق بين المصطلحين والتساؤلين، هل هناك غربة للعقل الفلسطيني أم اغتراب، ليخلص إلى انتصار الغربة على الاغتراب كون المسالة تتعلق بالقضية الفلسطينية وطول أمد الاحتلال الإسرائيلي.

والكتاب الجديد "الغربة الفلسطينية" وقعه الكاتب الخطيب في احتفال نظمته "جمعية ناشط الثقافية الاجتماعية" و"دار نلسن للنشر"، في قاعة بلدية صيدا شارك فيه، ممثل النائب أُسامة سعد ، ممثل النائب عبد الرحمن البزري، ممثل النائب السابق بهية الحريري، أمين عام الحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو، ممثل أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، وممثلون عن القوى والأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية: حزب الله، حركة أمل، حركة حماس، الحزب التقدمي الاشتراكي، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، جبهة التحرير الفلسطينية، حزب الشعب، تجمع العلماء المسلمين، الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان، اللجان الشعبية والبلديات ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الكشفية، وحشد من الأدباء والمثقفين والفنانين والمهتمين، ومن أعضاء "سهرة النورس الثقافية" وجمعية "ناشط".

سليمان بختي

بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وعزف على العود والناي من الفنان هيثم مرعي وعلى الأورغ من الفنان ابراهيم وهبي، وكلمة ترحيب من عريفة الاحتفال روان السيد، ألقى مدير دار نلسن للنشر الكاتب سليمان بختي كلمة فأشار إلى أهمية الكتاب في المساهمة بالحفاظ على القضية الفلسطينية وروايتها الأصلية في ظل الأكاذيب والافتراءات، وفي عهد الاقتباس دون الوعي، وقال: "يحاول الدكتور ظافر الخطيب في كتابه "الغربة الفلسطينية" أن يكشف الوعي المستقل بين الثورة والسلطة والصعود والإنهيار، بين التعبئة الوطنية والتعبئة الحزبية والتعبئة العائدية والسير في المخيم وخارجه في سبيل العمل الاجتماعي والإنمائي والثقافي والمهم أن لا تتوقف الأشياء أو يثبت الزمن، المهم أن نرى التغيير الذي نريد أن نراه في هذا العمل المميز. يكتب الدكتور ظافر الخطيب في كتابه "الغربة الفلسطينية" حتى تتبدد هذه الغربة وتندثر كل التغييرات السوداء وتستطيع الكلمة ان تنهض وتستعيد كلمتها ومكانتها في المجتمع".

عبيدو باشا

وتحدث الكاتب والناقد عبيدو باشا، وقارن بين الكاتب الأميركي جون كوين الذي يحظى بشهرة واسعة، ويمعن في التوغل في العقل، وبين الدكتور ظافر الخطيب، متناولاً واحدة من رواياته التي تتحدث عن المنازل والمستأجرين أو المحتلين في مقاربة إلى الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين، ليخص عند فتح باب المنزل وجد المستأجر أو المحتل قد مات، مشيراً إلى أن الدكتور الخطيب يتفادى الالتفاف إلى الوراء ويقدم، يتحدث عن الأرض والحنين الذي تفضحه الأشجار وعادات مخيم عين الحلوة، وتجمد الزمن الذي هو به، فلا يعيش في الماضي هذا واقع ولكنه لا ينكره، ذلك أن الماضي علمه درساً، وهو لا يريد أن يسير بالعكس، بل هكذا وجد الكتابة فوجدها لكي يتوصل إلى حقيقة الكتابة لكن ظافر الخطيب وجدها لكي يُرمم ذراعه.

ظافر الخطيب

والقى المؤلف الدكتور الخطيب كلمة قال فيها: "أشعر بالسعادة لمشاركتكم معي هذه اللحظة وأشكركم على حضوركم، آمل ان يكون المؤلَّف الجديد موضع اهتمامكم وصدري رحب لسماع آرائكم لاحقاً بالتأكيد، إذ أنه لا يعدو عن كونه مساهمة متواضعة في هذا العالم الفلسطيني الكبير في الزمن والجغرافية، في العمق والأفق، وأود أن أعرض أمامكم بضع إضافات تتعلق بقصة المؤلَّف الجديد.

أولاً: في العنوان "الغربة الفلسطينية" الذي يوحي من حيث الشكل بأنه عنوان رواية وهو ليس كذلك، وحقيقة الأمر أنه جاء كثمرة ورشة عمل واتس أبيّة بيني وبين العزيز عبيدو باشا، وبالقراءة المعمقة للمحتوى سيعرف القارئ أن هناك كلمة مضمرة إضافية هي كلمة العقل ليصير المعنى الأصلي هو غربة العقل الفلسطيني، والحقيقة الأخرى انه في منطقة ما في ذهن الكاتب دارت حرب ضروس بين إصطلاحَيْ الغربة والإغتراب، فهل هناك غربة للعقل الفلسطيني أم إغتراب، الإغتراب مفردة ظلالها توحي بالحركة، في حين أن الغربة فيها سكون موحش، ولأن المسالة الفلسطينية هي تعقيد تاريخي ولها طابع طول أمد الصراع، كان لا بد أن تنتصر الغربة على الإغتراب.

ثانياً: كما كان الأمر في المؤلَّف السابق "الحقيقة الفلسطينية وغياب العقل الفاعل"، كذلك الأمر بالنسبة لهذا المؤلَّف إذ أنه لا يذهب مذهب إدانة المرحلة السابقة، فهي مرحلة قُدّمت فيها تضحيات جسام وتحققت فيها إنجازات، لكنها أي الإنجازات لم تكن على قدر التضحيات ولا على مستوى الأمنيات والتطلعات، لماذا؟ وكيف؟ وماذا؟ ولئن كان السياسي مشغولاً باشتباكات متنوعة، فقد وجب على العلم أن يتدخل ويسهم في تقديم إجاباتها من خلال تبنيه لمنهج النقد الديمقراطي.

ثالثاً: لكل مؤلَّف وظيفة وهدف، ووظيفة هذا المؤلَّف المساهمة في تحسيس أو استفزاز أفكار إيجابية حول أهمية الدخول في ورشة حوار وطني يبتعد عن التركة السلبية ويقفز فوق الخطوط الحُمر والمقدسة.

رابعاً: يعتبر الكتاب أن السؤال القلق والبحث المعمق، وتالياً العلم والمعرفة كانوا الغائب الأكبر، أو أقله لم يكن له التأثير الحاسم، وهو ما يطرح السؤال المغامر في بيئة لا ديمقراطية حول الأُسس التي اعتمدت في صياغة السياسات وبناء التكتيكات والأهداف، وعليه لا يمكن تصويب المسار دون إعادة الإعتبار لمحورية العلم والمعرفة في الصراع مع العدو.

وأخيراً وليس آخراً، يمر النظام العالمي بواحدة من أكثر أزماته تعقيداً، وهناك قناعة تبلورت لدى المفكرين والعلماء أننا نعيش ونشهد مخاض تغيّر النظام العالمي وهي عملية تنخرط فيها مراكز القوى العالمية والإقليمية بكل قوتها من أجل تحقيق مكاسب استراتيجية، وهي تمثل في ذات الوقت فرصة كبيرة متاحة أمام العقل الفلسطيني، وحتى الآن لا توجد مؤشرات فلسطينية تدل على وعي الفرصة، وإنطلاقاً من القاعدة العلميّة التي تقول أن الوعي يسبق الممارسة، فإن وعي الفرصة يشكل مقدمة لإستثمار جريء يفضي إلى انتصار تاريخي.

ثم وقع المؤلف الخطيب الكتاب، وأقيم بوفيه مفتوح من إعداد المطبخ الفلسطيني "زوادتنا".


عودة إلى الصفحة الرئيسية
















تعليقات: