نعوش تلو النعوش تتدفق الى تربة الخيام
نعوش تلو النعوش تتدفق الى تربة الخيام
خليط من أرواح شابة وأرواح مسنة
حتى أصبح ورد الخيام يخشى الإستيقاظ
كى لا يُفجع بأرواح إحبته وهي تهرول تباعا الى مقبرته
لتسقط الى الأعلى أنفسهم الى الجزء الأكبر من الخيام
هناك حيث لا كهرباء تنقطع ولا مياه يُدفع ثمنها
ولا أدوية بالأقساط وضمان أزلي
هناك حيث لا نفايات تُحرق ولا ضجيج لمولدات الكهرباء
فأغلب الجيل الجميل قد سددوا فواتير إشتراكهم للرحيل
أي بشر أولئك الذين يتنازعون على كراسي الحياة بينما
تَفرُغ شيئًا فشيئا قراهم ومدنهم من الطيبين
هيدي أم حسين ارتقت الى السماء
وهيدي أم علي تبعتها
أبو حسان ذهب معهم
وأبو سامي وضب روحه وتبعه
وهيدا الشب هادى لوح لأصدقائه مودعا لهم بسرعة البرق دون أن يترك شيئا سوى صورته التى حُملت على أكف القلوب
كل يوم عزاء
كل عام مواكب للرحيل
كل لحظة للقدر تخترق الفجأة ليودعنا الكثير
آه يا خيام
يا مدينة العشاق والحياة
التى على مئذنتها تذاع أسماء الراحلين
فلا نكاد نعزى حتى نتهيأ لعزاء آخر
ولم يعد هناك من وقت لارتداء ألوان أخرى سوى الأسود
أتراهم ملوا انتظار عودة الكهرباء لأربع وعشرين ساعة
أتراهم فقدوا الأمل بشوارع نظيفة وضمان لا يتأفف من أوجاعهم
أتراهم ملوا الإتكاء على عكازة الصبر فسلموا أرواحهم للأبدية
أم تعبوا من السفر والعودة والإشتياق لوطن لا يخذلهم
انطفأت أغلب لمبات الخيام في البيوت
طويت الألحفة والمخدات
ضمت الخزائن الى حضنها ملابس الموتى
رغم أن رائحتهم لا زالت كل يوم تغتسل بمياه الدردارة
كى يبقوا طائفين على وجه الماء دون أن تَغرق اسماؤهم
رحم الله من رحل وترك في الخيام ذكرى لا تموت ..
بقلم الشاعرة هدى صادق
في وداع المأسوف على شبابه هادي أحمد علي سويد
تعليقات: