هانيبعل القذافي المضرب عن الطعام: احتجاز سياسي بانتظار الصفقة!

يصر هانيبعل القذافي على إضرابه عن الطعام
يصر هانيبعل القذافي على إضرابه عن الطعام


ملف هانيبعل القذافي القضائي، نجل الديكتاتور الليبي الراحل معمر القذافي، له دلالات كثيرة ورسائل مختلفة. والمؤكد أنها قضية سياسية مرهونة للصفقات. فلا نية للقضاء اللبناني بالإفراج عنه، ولن يتحرك الملف من جموده إلى حين إبرام صفقة أو تسوية سياسية.


اختطاف واحتجاز

كما هو معلوم، في عام 2011، هرب القذافي من ليبيا إلى سوريا بعد اندلاع ثورة على حكم أبيه، وقتل الأخير على يد الثوار. وبعد فترة قصيرة، اختطف من سوريا واعتقل في لبنان منذ عام 2015 حتى الآن، ولم تجر محاكمته. وكما بات واضحاً، خُطف القذافي بعد اتهامه بإخفاء معلومات تتعلق بمصير قضية الإمام موسى الصدر، وطُلب منه تقديم كل المعلومات التي يعرفها عن مكان تواجد الصدر، الذي اختطف خلال رحلته في ليبيا عام 1978. الكثيرون من الطائفة الشيعية حملوا الحكومة الليبية آنذاك مسؤولية اختطاف الصدر ورفيقيه.

على هذا الأساس، احتجز القذافي في لبنان، ولم تجر محاكمته منذ ذلك الوقت. والحقيقة الثابتة في هذه القضية، أن القذافي لم يقدم أي معلومة تتعلق بالصدر، وأكد مراراً للسلطات اللبنانية أنه لا يملك أي تفاصيل حول قضية اختطاف الصدر، لأنه ببساطة لم يتجاوز عمره السنتين عام 1978.


قضية منسية؟

في واقع الأمر، لا إجابات واضحة داخل القضاء اللبناني. فلا أحد يعلم في أي عام قد يطلق سراح القذافي، ولا أحد يملك أي معلومات صريحة حول هذه القضية وحول مسارها المقبل. ومعلومة واحدة ثابتة كانت قد أكدتها المراجع القضائية الرفيعة، أن القذافي يتلقى أفضل عناية طبية داخل السجن بشكل دائم للمحافظة على بنيته الجسدية.

ووفقاً لمصادر متابعة، فإن هذه القضية هي قضية سياسية بحت. وهي بمثابة ورقة الضغط التي تتمسك بها السلطة اللبنانية. وهنا يطرح السؤال: ما هي الغاية السياسية لاحتجاز القذافي؟ ولماذا تريد السلطات اللبنانية ممارسة الضغوط على ليبيا أو ابتزازها؟ لا أحد يعلم.

هذا وقد نفت مراجع قضائية رفيعة حصول أي تواصل قضائي بين الجانبين الليبي واللبناني في الآونة الأخيرة، بغية الاتفاق على أي حل لإخلاء سبيل القذافي.


إضراب عن الطعام

وأمام هذه المعطيات، واعتراضاً على سنوات حجزه التي قد تكون غير مبررة، أعلن القذافي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع إضرابه عن الطعام مرة أخرى.

ومن الممكن القول أنه يسعى لممارسة الضغوط على القضاء اللبناني والسلطة السياسية بهذه الطريقة، كي يتم إخلاء سبيله بعد أكثر من 8 سنوات على احتجازه.

ووفقاً لمعلومات "المدن" فإن القذافي امتنع عن تناول الطعام مساء السبت 3 حزيران، أي منذ أكثر من 3 أسابيع متواصلة، واكتفى بكميات قليلة من الماء بشكل يومي، وذلك احتجاجاً على استمرار اعتقالة في لبنان من دون محاكمة.


انتكاسة صحية

ومن البديهي، أن حالته الصحية ستسوء مع مرور الأيام، خصوصاً بعد فقدانه للعناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان للبقاء بحالة صحية مستقرة.

لذلك، تواصلت "المدن" مع وكيل القذافي القانوني في لبنان، المحامي بول رومانوس، بعد أن تعرض القذافي لانتكاسة صحية أدخل أثرها إلى المستشفى. فأوضح لـ"المدن" أن موكله تعرض لوعكة صحية مساء يوم الأربعاء، 21 حزيران، ونقل أثرها إلى مستشفى أوتيل ديو لتلقي العلاج المناسب. وتمكن الأطباء من معالجة حالته الصحية في غضون 4 ساعات متواصلة، اضطر فيها إلى تناول الكثير من أدوية الالتهابات الحادة نتيجة اصابته في عاموده الفقري، كما تعرض لهبوط حاد في الدم والضغط، ولم يتمكن من الوقوف بثباتٍ، وهو يعاني من انتكاسة نفسية جراء اعتقاله.

كما وشرح رومانوس خسارة القذافي للكثير من وزنه الطبيعي خلال هذه الأسابيع، إضافة إلى أن حالة من الجوع تلازمه بشكل يومي، ولا يشعر بأي قدرة على التحرك، وحالته الصحية تتدهور بشكل لافت، ولكنه يرفض العودة عن إضرابه، وبعد تلقيه الأدوية اللازمة، أرجع مرة أخرى إلى شعبة المعلومات. ووفقاً لكلام رومانوس، فإن القذافي يصر على امتناعه عن الطعام، فهو يردد بشكل متواصل "أنا لم أقترف أي شيء، ولا أعلم أي معلومة عن اختفاء الصدر".

ووفقاً لمعلومات "المدن" لم يُطلب من القضاء اللبناني إظهار أي تعاون مع القضاء الليبي لحل هذه القضية خلال الفترة الماضية. ووفقاً لكلام رومانوس، لن يتنازل القذافي عن قضيته، ولن يعود عن قراره، وسيتمسك به ريثما يتم إخلاء سبيله، ولا يجب اتهامه بجرم كتم المعلومات.

في المقابل، نفت السلطات اللبنانية حصول أي تعاون مع السلطة الليبية لاستعادة القذافي. وبالرغم من تشكيل لجنة في ليبيا لمتابعة موضوع القذافي في لبنان، إلا أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي نفى هذه المعلومة، مؤكداً أن ليبيا لم تتواصل مع الدولة اللبنانية.

هذا وقد شرح رومانوس لـ"المدن" أن موكله لا يعلم أي معلومات حول الصدر، وكان يبلغ من العمر سنتين آنذاك، واعترض على قضية إيقافة التي اعتبرها خطوة مجحفة بحقه.

في النتيجة، يبدو أن احتجاز القذافي سيطول، ولن يخلى سبيله قبل إبرام أي "تسوية" أو صفقة ما، في حين ستتسلّح السلطات اللبنانية حين ستُسأل عن هذه القضية، بأنها قدمت للقذافي أفضل رعاية طبية كي تبقيه على قيد الحياة!

عودة إلى الصفحة الرئيسية

تعليقات: