لحظة إلقاء القبض على علي السقا (المدن)
جريمة هزّت مخيم برج البراجنة والجوار، بمقتل شخصين وجرح امرأة، حين تعرضوا لإطلاق نار من شاب في بداية الثلاثين من عمره، على خلفية تعدٍّ طال الكهرباء. ما ضاعف الصدمة أن أحد القتيلين هو حكمت عكر، الذي استطاع تأسيس إمبراطورية مالية في المخيم والضاحية الجنوبية، فيما القتيل الآخر محمد عويّد، الذي طالما عرّف عن نفسه بأنه أحد مسؤولي سرايا المقاومة في المخيم. أما القاتل علي السقا، فينتسب لعائلة عُرفت بانتمائها لـ"القيادة العامة"، مع معلومات غير مؤكدة أن القاتل ينتمي للتنظيم المذكور، لكن هناك إجماعاً بين سكان المخيم أن لا خلفية سياسية للجريمة. مع الإشارة إلى أن القتيلين والجريحة والقاتل هم فلسطينيون.
روايتان
في التفاصيل التي يرويها سكان المخيم أن علي السقا (32 عاماً)، والذي يسكن خارج مخيم برج البراجنة عند الطرف الشرقي، في منطقة العنان، الفاصلة بين حارة حريك وبرج البراجنة، قد اعتدى على كابل كهرباء يملكه حكمت عكر (46 عاماً) بتمديدات غير شرعية، فما كان من عكر إلا أن اعتدى عليه بالضرب، وطلب منه مغادرة المنطقة وفق ما يقول السكان. فلم يمتثل السقا لطلبه، وعاد إلى منزله الواقع في الطابق الثاني المواجه لمكتب عكر. فتوجه الأخير برفقة عويد حوالى الساعة السادسة مساء إلى منزل السقا، لتفترق روايتان. الأولى، تقول إن عكر وعويّد أرادا المصالحة، فيما تتحدث الرواية الثانية عن نيتهما الاعتداء على السقا، الذي تسلّح ببندقية كلاشينكوف، وأطلق الرصاص على عكر وعويّد فور دخولهما المنزل، وأصاب كل واحد برصاصات عديدة قضت على عويّد فوراً، فيما مات عكر بعد حوالى نصف ساعة متأثّراً بجراحه. كما أصيبت خطأ أخت السقا الآتية من الدنمارك لزيارة عائلتها في لبنان.
جنود وملالات
على الفور، توجه عشرات العناصر من الجيش اللبناني، برفقة حاملات جند، وملالات، وعدد من المركبات الأخرى، إلى مكان الحادث، فيما كانت عناصر أخرى من الجيش والأجهزة الأمنية تتوجه إلى مستشفى بهمن. وقامت تلك العناصر بتفتيش دقيق للمبنى الذي وقع فيه الحادث، حتى استطاعت العثور على القاتل في الطابق السابع. وساهم وقوع الحادث خارج المخيم في ضبط ردود الفعل نسبياً، لكن ذلك لم يحل دون مضاعفات داخل المخيم، منها حرق منزل لأحد أقارب القاتل. ومع ذلك، فإن تحرّك الفصائل الفلسطينية مع اللجنة الأمنية حال دون وقوع حوادث أكبر حتى الساعة، رغم المخاوف الكبيرة. إذ ما زال التوتر سائداً. خصوصاً وأن للقتيلين حضوراً في بعض الأوساط. فحكمت عكر، يعمل لديه عشرات الموظفين في مجال العقارات ومولدات الكهرباء في المخيم. واستطاع خلال العامين الماضين أن يمدّ نفوذه إلى خارج المخيم، وتمديد شبكة واسعة جداً من الكهرباء في الضاحية الجنوبية، الأمر الذي بدا مفاجئاً وأثار الكثير من الأسئلة. لكن في الخلاصة، يعيش أهالي مخيم برج البراجنة حالة من الرعب الكبير خشية تداعيات ما جرى.
حكمت عكر ومحمد عويّد
تعليقات: