الدكتور حسن مشرفية: جهودٌ أثمرت جامعةً لكلّ الوطن
الدكتور حسن مشرفية، هو شخصية أكاديمية وأخلاقية بامتياز، آمن بالفكر التقدمي والعلمي لبناء المواطن والمجتمعات..
هو فكرُ يتقدم فيه الأكاديمي على أي اعتبار آخر، ونهجُ أراد للجامعة اللبنانية أن تكون صرحًا علميًّا جامعًا لا يقيم وزنًا لأي اعتبار سياسي أو طائفي أو مذهبي..
إنه مؤسس كلية العلوم - الجامعة اللبنانية وعميدُها الأول الدكتور حسن مشرّفية.
العميد المتواضع وأحد المناضلين الأوائل من أجل إنشاء الجامعة اللبنانية ووضع قانون التفرغ لأساتذتها، كان يوصف بالمُدافع الشرس عن "العائلة الجامعية" من طلاب وموظفين وأساتذة.
في مسيرته النضالية، قدّم الدكتور مشرفية مع 85 أستاذاً في كلية العلوم استقالة جماعية (من أصل 87 أستاذاً) من أجل شراء الأرض في منطقة الشويفات وإنشاء مجمع الحدث الجامعي، كما كان يتصدر المُشاركين في كلّ التظاهرات والاعتصامات والإضرابات التي خاضها الطلاب والأساتذة دفاعًا عن حقوقهم وحقوق الجامعة الوطنية.
بقي فكرُ مشرفية شعلة وعي وأمل لا تزال مُتّقدة لدى العديد من الأساتذة والطلاب والأندية الطلابية في درب تطوير الجامعة اللبنانية والنهوض بها على المستويات كافة.
السيرة الذاتية للدكتور حسن مشرفية
هو حسن رشيد مشرفية، ولد في بلدة «الشويفات» بمحافظة جبل لبنان في 3 تشرين الثاني عام 1925.
تلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدرسة "إميلي طراد" في الشويفات، ثم أكمل تحصيله العلمي في مدرسة «عينطورة» ثم في مدرسة «الفرير» في بيروت حيث نال شهادة البكالوريا القسمين الأول والثاني عام 1942، وسافر إلى فرنسا ودرس مادة الفيزياء ونال شهادة الدكتوراه من جامعة «السوربون» في باريس عام1951.
عاد الدكتور مشرفية إلى لبنان والتحق بالجامعة اللبنانية منذ تأسيسها، ثم أصبح عميداً لكلية العلوم فيها بين أعوام 1960 و1964، وأصبح عضواً في المجلس الوطني للبحوث العلمية عام1961.
عُين وزيراً للتصميم العام في تشرين الأول عام 1970 في حكومة الرئيس صائب سلام، مُحتفظاً بمركزه عميداً لكلية العلوم، لكنه قدم استقالته في آذار عام 1972 ليعود إلى عمادة كلية العلوم، وقد استمر فيها إلى نهاية عام 1977.
كان الدكتور مشرفية إدارياً محنكاً، وضع الخطة السداسية لوزارة التصميم العام، ونال وسام "السعف الأكاديمي" الفرنسي، كما عمل مُدرساً في إحدى الجامعات الفرنسية.
خلال أكثر من ثلاثة عقود قضاها في خدمة الجامعة اللبنانية، تمكن الدكتور مشرفية من تحديث مناهج كلية العلوم التي نافست أهم الجامعات العالمية وأقفل تفوّقُ طلابها جامعات خاصة في الداخل.
وساهم الدكتور مشرفية في تأمين منح للطلاب المتفوقين في كل الاختصاصات، ومنح للأساتذة المتميزين، وقد انعكس كل ذلك على جودة التعليم.
كما أرسى الدكتور مشرفية تقاليد أكاديمية تحترم سلطة القانون في الجامعة، وترتكز على المجالس والأخذ باقتراحاتها.
* المصدر: https://ul.edu.lb
تعليقات: