كفرشوبا وشبعا والغجر.. جبهة مفتوحة مع إسرائيل؟


شيئاً فشيئاً، يتدحرج الوضع الأمني عند مثلث الحدود اللبنانية الفلسطينية السورية، ويسلك طريقه نحو توتر دائم في منطقة القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني، وقسم كبير منها يقع خارج الخط الأزرق، الذي رسمته الأمم المتحدة العام 2000، لا سيما منطقتي مزارع شبعا وكفرشوبا. تضاف إليهما قضية القسم الشمالي اللبناني من قرية الغجر، التي عادت أواخر الأسبوع الماضي إلى واجهة التطورات الحدودية، بعد قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي احتلت القسم الشمالي منها إبان عدوان تموز-آب 2006، بأعمال تدشيم وتحصين وتسييج لهذا القسم، الذي كان من المفترض أن تنسحب منه وفقا للقرار 1701 إسوة بباقي المناطق التي احتلتها إبان عدوانها، بعد مفاوضات لبنانية اسرائيلية برعاية اليونيفيل منذ نحو 17 عاماً.


خروقات واستفزازات

فتداعيات التوتر الأمني والعسكري، في هذه الخاصرة الجنوبية، المفتوحة على صراع مع العدو منذ العام 1969، تستكمل في الآونة الأخيرة بخروقات واستفزازات، متمثلة بأعمال التجريف الاسرائيلية، قابلتها "المقاومة" (حزب الله) بإقامة خيمتين خلف خط الانسحاب الاسرائيلي، بعمق أكثر من ثلاثين متراً في المنطقة التي أبقتها إسرائيل ضمن احتلالهاعند الانسحاب في شهر أيار العام 2000، متذرعة بأنها اراضٍ سورية خاضعة لقرار مجلس الامن الدولي 242 وليس للقرار 425، في وقت يؤكد فيه لبنان وأبناء كفرشوبا وشبعا بأن هذه الأراضي لبنانية أباً عن جد، وعلى اسرائيل الانسحاب منها .

وأقامة الخيمتين، اللتين لفتا انتباه الأمم المتحدة وعواصم أوربية وعربية، بفعل الاتصالات المكثفة التي تجريها إسرائيل من دون نتيحة إلى الان، تترافق مع تهديد ووعيد من قبل قيادات جيش الاحتلال بازالتهما بالقوة، مع حديث اسرائيلي عن تفكيك حزب الله إحداهما قبل أيام، في حين يتمسك حزب الله بوجودهما، كونهما على أرض لبنانية محتلة، في وقت يبدو واضحاً أن الطرفين لا يسعيان لتوسيع رقعة التوتر الأمني الحدودي والتمسك بقواعد الاشتباك، التي أرساها قرار مجلس الأمن 1701 الصادر عام 2006.


اليونيفيل

وفي هذا السياق المتصل باستمرار احتلال القسم الشمالي اللبناني، الذي تبلغ مساحته ثلثي بلدة الغجر، التي يسكن ضفتيها الجنوبية الواقعة ضمن الأراضي السورية، والشمالية الواقعة ضمن الأراضي اللبناتية، مواطنون سوريون، يحملون الجنسية الاسرائيلية، تؤكد اليونيفيل، على لسان نائبة مدير المكتب الإعلامي في اليونيفيل، كانديس أرديل، لـ"المدن"، أن مواصلة إسرائيل احتلالها شمال قرية الغجر والمنطقة المجاورة، هو انتهاك مستمر لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.

وتضيف أرديل، أن أي أعمال إسرائيلية شمال الخط الأزرق، بما في ذلك تركيب السياج الذي وضع مؤخراً حول القرية، يجب أن تتوقف. مشيرة إلى مواصلة اليونيفيل حثّ السلطات الإسرائيلية على اتخاذ خطوات للانسحاب والوفاء بالتزاماتها بموجب القرار 1701.


في المحصلة، لا بد للأنظار أن تبقى متجهة إلى تلك المنطقة، لما قد تحمله الأيام المقبلة من تطورات، في ظل التهديدات الاسرائيلية وتصلّب حزب الله وعدم استعداده للتراجع أو إزالة الخيمتين.

هي تطورات لن تؤدي إلى حرب -حسب المعنيين- لكنها تفرض وقائع ميدانية وجغرافية جديدة، غايتها تثبيت لبنانية تلك الأراضي عند أي اقتراح لترسيم الحدود البرية لاحقاً.

عودة إلى الصفحة الرئيسية

تعليقات: