«صوت بيروت»: هدر وفساد و«تطيير رؤوس»؟

بهاء الحريري الذي يملك منصة «صوت بيروت إنترناشونال» ومديرها جيري ماهر الذي يشغل أيضاً منصب مستشاره الإعلامي
بهاء الحريري الذي يملك منصة «صوت بيروت إنترناشونال» ومديرها جيري ماهر الذي يشغل أيضاً منصب مستشاره الإعلامي


يبدو أن «الطلاق» على مسافة خطوات قليلة من وقوعه بين بهاء الحريري الذي يملك منصة «صوت بيروت إنترناشونال» ومديرها جيري ماهر الذي يشغل أيضاً منصب مستشاره الإعلامي، إذ يتجه الثنائي إلى فضّ تعاونهما معاً وسط أخبار عن رائحة فساد مالي تفوح من أرجاء المنصة. كانت «صوت بيروت إنترناشونال» قد انطلقت عام 2019، وتحديداً قبيل الحراك الشعبي، محاولةً حجز مكان لها بين وسائل الإعلام المحلية. يومها تردّد أنّ جيري ماهر أسّس المنصة، قبل أن يشتريها لاحقاً الحريري بغرض تلميع صورته تحضيراً لدخوله الساحة السياسية الداخلية. رفعت المنصة حينذاك شعار «الثورة»، وكثّفت تغطيتها للتظاهرات مباشرةً على صفحاتها على السوشل ميديا بفريق عمل متواضع. بعد مرور أشهر على ولادتها، بدأت توسّع أنشطتها الإعلامية، فتعاقدت مع قنوات محلية من بينها lbci و mtv لبثّ برامجها الفنية والسياسية بالتوازي على الشاشة الصغيرة. لم يتوقف عمل المنصة هنا، بل وسّعت فريق عملها والتحق بها عدد من الإعلاميين والمقدّمين، لتولّي تنفيذ مهام برامج فنية وسياسية متنوعة.

رغم الفورة التي شهدتها «صوت بيروت»، إلا أنّ علامات استفهام عدة كانت تُطرح حول مستقبل تلك الوسيلة الإعلامية والرسائل السياسية التي تحملها والجهات التي تموّلها. كان الإجماع على أنها ستكون «فقّاعة» إعلامية على اعتبار أن «الحريرية» تملك تاريخاً حافلاً في سوء إدارة المؤسسات الإعلامية، آخرها «تلفزيون المستقبل» الذي طوى صفحة مهمة من الإعلام اللبناني على إثر مشاكل مادية عانى منها. وبالفعل، لم تستمرّ هيصة منصة «صوت بيروت»، فبعد قرابة خمس سنوات على انطلاقها، يتجه الحريري وماهر للانفصال نهائياً في الأيام القليلة المقبلة. وتلفت المعلومات لنا إلى أنه قبل عام تقريباً، بدأت المنصة تتراجع بشكل كبير وسريع، خصوصاً بعد انتهاء الانتخابات النيابية وفشل الحريري في خطوته السياسية. فقد أقدمت المنصة على تجميد برامجها الفنية والترفيهية، مكتفيةً بعدد قليل من المشاريع السياسية التي تُبثّ على الهواء، ولا يتخطّى عددها عدد أصابع اليد الواحدة.


الخلاف بين الحريري وماهر سببه الشبهات في بعض الملفات المالية

وتكشف المصادر عن عملية «تشحيل» للبرامج، وأزمة مالية لافتة أدّت إلى تأخّر دفع الرواتب أشهراً عدة، قبل أن تفوح أخيراً رائحة خلافات قوية بين الحريري وماهر، ستتكشّف خاتمتها في الفترة المقبلة.

على الضفة نفسها، توضح المعلومات أن الخلاف بين الحريري وماهر يعود إلى شبهات في بعض الملفات المالية التي تتعلق بالموازنة والتمويل ودفع الرواتب. وكذلك توضح المعلومات أنّ ماهر أقدم على توسيع أنشطة المنصة من خلال التعاقد مع عدد من المقدّمين بهدف عرض برامج فنية وترفيهية وسياسية. هذا الأمر كبّد المنصة أعباءً مالية كانت في غنى عنها. فهل تُقدم المنصة على عملية تطهير واسعة في إدارتها في محاولة لإنقاذ نفسها أم يكون مصيرها هو الإغلاق كما حصل مع «تلفزيون المستقبل»؟.

عودة إلى الصفحة الرئيسية

تعليقات: