ريما خشيش
«هُنالكَ دائماً نور
لِنجمٍ
يَرفعُ الظُّلُماتِ عَنَّا وهو مَستورُ
هُنالكَ دائماً قُوَّة
تُرافِقُنا
وتُدرِكُنا ونحنُ على فَمِ الهُوَّة»
هذه الأبيات من قصيدة «نور» من ديوان «راعي الضباب» لشاعر «الدردارة» حسن عبد الله (1943-2022) صاحب القصائد النديّة والحسّية والطازجة على الدوام، وقريباً ستكون مغناة... الراحل الباقي اشتهر بأقانيم الأدب والشعر والرسم وعُرف شعبياً بقصيدته «أجمل الأمهات» التي لحّنها وغناها الفنان مارسيل خليفة، واليوم بعد عام على رحيله، تعلن الفنانة ريما خشيش عن حيازتها قصيدتين لعبد الله إحداهما «نور» والثانية آثرت تركها مفاجأة لجميع محبّي الشعر واللحن.
في ذكرى عام على رحيله، أقيم لقاء حول إبداعه في «ملتقى خيرات الثقافي»، وفي هذه المناسبة، أعلنت خشيش عن الأغنيتين، آملةً أن تأتي ذكرى رحيله العام المقبل والأغنيتان جاهزتان لإحيائها. تشرح خشيش لنا: «لا أحبّ كثرة الكلام، الشيء الوحيد الذي أحبّه وأعتبر أنّني أعرفه هو أن أغنّي... نتذكّر ونكرّم المميّز حسن عبد الله وأعلم أنّنا نحبّه ونقدّره جميعاً... وُلد حسن عبد الله ووالدي وتربيا في الحيّ نفسه وكانا صديقي طفولة. جزء من حبّي لحسن عبد الله مبني على القصص التي كان والدي يحكيها عنه وعن شخصيته، والجزء الثاني ينبع من حبّي لشعره وإبداعه. الضيعة، الخيام، التي كان والدي وحسن يحكيان عنها، لم أعرفها يوماً في حياتي. أعرفها فقط عبر قصصهما. حسن عبد الله يشبه الخيام التي يحكي عنا، والتي تغيّرت كثيراً، وربما لم تعد موجودة... وحسن من الأشخاص القلائل الذين أعرفهم، والذين لم يكبروا. الطفل فيه أقوى من أي شيء آخر، مع بساطة وتواضع حافظ عليهما حتى آخر يوم في حياته. علماً أنّ حسن عبد الله هو من أهمّ شعراء الحداثة وأدب الأطفال. في المرّة الأولى التي قرّرت فيها تقديم أغنية خاصّة بي ذهبت مع أبي إلى حسن، ولم نوفّق في اختيار قصيدة. حاولت أكثر من مرّة بعد ذلك، وكان يقول لي: شعري ليس للتلحين أو الغناء لأنّه صعب». وتتوقف عند مشروعها: «في عام 2020، اشتريت بيتاً قديماً في الخيام، وكان أحد المشاريع قبل بداية جائحة كورونا أن ألتقي مع حسن عبد الله. وهذا ما لم يحصل للأسف... منذ سنتين، كنت أقرأ مجدداً واحدة من قصائده وشعرتُ بأنّني أريد أن أغنّيها رغم صعوبتها، كلّمته واتفقنا وشعر بحماسة كبيرة وقرّرنا، واختار لي أبياتاً من القصيدة وغيّر ترتيب الأبيات، وأترك هذه القصيدة مفاجأةً لن أعلن عنها إلا حين إطلاقها.
بدأت العمل على قصيدة «نور» لحسن عبد الله مع الفنان ربيع مروة
كما أرسل لي قصيدة «نور»، التي بدأت العمل عليها مع الفنان ربيع مروة ونقوم بتلحينها معاً، والثانية ما زالت قيد التلحين. وبدل القصيدة، بات عندي قصيدتان، كان يجب أن ننتهي من العمل عليهما بعد مرور أشهر. لكن للأسف تأجّل المشروع وغادرنا حسن عبد الله الذي أحبّ شخصه وشعره بصورة كبيرة. خسارتي كانت خسارتين. خسارة عدم وجوده بيننا وخسارة عدم قدرتي على مشاركته بقصيدتيه بصوتي عند الانتهاء من العمل عليهما. حاولت الانتهاء من العمل وهو على قيد الحياة، ولم أستطع، ويبقى العمل ناقصاً لأنّه لن يسمعه». وتختم خشيش: «أفضل تكريم لحسن يمكن القيام به هو أن نتذكّر الفرح الذي عشناه معه».
تعليقات: