الشرطة التركية تزيل يافطات باللغة العربية
أعلنت السلطات المحلية التركية ما يشبه الحرب على اللغة العربية في الشارع، بإزالتها كل اللافتات المكتوبة باللغة العربية، سواء على واجهات المحال التجارية أم على زجاجها، في حملات باتت حاضرة في الإعلام عبر التغطية أحياناً والتحريض أحياناً أخرى.
وخلاصة الحملة التركية هي أن كل ما هو عربي "يجب أن يزال، فتعود البلاد كما أرادها مؤسسها" بحسب الصحافي التركي المعارض إمين تشولاشان، حيث تفتعل المعارضة التركية حرباً على اللاجئين العرب، وتحديداً السوريين منهم، من أجل السيطرة على الفضاء التركي العام وتحميل الحكومة ومن خلفها رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان مسؤولية "تفلت الأمور" والتساهل مع اللاجئين، وصولاً إلى الأزمة الاقتصادية وارتفاع التضخم.
وفيما تستعر الحرب الكلامية في الإعلام التركي وتلامس حدود العنصرية، تجد المعارضة العلمانية ضالتها في افتعال أزمة مع اللاجئين، لا من باب "ضرورة إرسالهم إلى بلادهم" فقط، بل من باب إزالة كل ما يدلّ على وجودهم.
هذا المنحى الذي تنتهجه المعارضة التركية يبدو أقرب إلى أداة تحريضية تحضيراً للانتخابات البلدية القادمة في آذار/مارس العام المقبل، حيث تقدم المعارضة نفسها كـ"مخلص" للشعب التركي من اللاجئين، فتحمّل الحكومة والحزب الحاكم مسؤولية سوء الأحوال في تركيا، وتقدم نفسها، في الوقت نفسه، بديلاً عنهم.
وهنا، تلعب البلديات الموالية لحزب "الشعب الجمهوري" العلماني المعارض دوراً أساسياً في "مكافحة العربية"، ومنها بلديات اسطنبول وبورصة ومرسين وغيرها. تُرسَل الشرطة البلدية وأحياناً قوات مكافحة الشغب إلى المتاجر السورية والعربية، وتقوم بتمزيق أو إزالة كل ما هو عربي عن واجهات المحلات، من دون أن تنسى البلديات إرسال مراسل وكاميرا مع الشرطة "لتوثيق اللحظة" ونشرها في الإعلام.
تعليقات: