بدأت #زراعة التين الشوكيّ المعروفة شعبياً بالصبر أو الصبّير تحتلّ مكانة متقدّمة لدى المزارعين في محافظة عكار، بالرغم من أنه نبات يشغل حالياً الأراضي الهامشية على الساحل والوسط.
ومعلوم أن أشجار التين الشوكيّ لا تحتاج إلى عناية خاصّة، ولا إلى أيٍّ من العمليات الزراعيّة التقليديّة الأخرى كالفلاحة الدورية والريّ والتسميد والأدوية، وخلاف ذلك.
يتميّز الصبّير بوفرة ثماره، إذ يحمل كل لوح أو "دفّ" ما بين 15 قطعةً و25، تنضج تباعاً.
ومزارعو عكار كانوا ولا يزالون يستخدمون أشجار الصبّير كسياج لأراضيهم، ومصدّات للريح، ولمنع الحيوانات من الدخول إلى الأراضي المزروعة، فضلاً عن الوقاية من الحرائق.
وفي الوقت نفسه، تؤمن نبات الصبّير فاكهة للمزارعين تعتبر اليوم من أفضل أنواع الفاكهة من الناحيتين الغذائيّة والصحيّة. وهم يبيعون ما يفيض عن استهلاكهم الخاص في الأسواق المحليّة عبر عرضها في صناديق على الطرقات، وفي محال بيع الفاكهة والخضار، بأسعار متفاوتة، تبعاً لحجم وجودة الثمار.
يعتبر المزارع يعقوب جودات أن إنتاج الصبّير بات يشكّل عنصراً للربح المادي بالنسبة إلى العديد ممّن يمتلكون أشجاراً في محيط بساتينهم وأراضيهم، كما بات يشكّل دعامة لا بأس بها لعدد كبير من المزارعين. وثمة إقبال متنام على شراء الصبّير في الأسواق المحليّة.
وأكّد جودات أنّه يملك مع شقيقه عمر أكثر من 300 شجرة صبّير في محيط أرضهما الزراعيّة في سهل عكّار، ويتعاون مع أفراد عائلته على جني المحصول بالتتابع طوال فصل الصيف لغاية بداية كانون الأول.
ويقول: "إنّنا نفكّر جدّياً في توسيع هذه الزراعة نتيجة الطلب الكثيف على ثمارها، والربح المقبول الذي نحقّقه، والبحث جارٍ عن أصناف جديدة مهجّنة من الصبّير بألوان مختلفة، وبعضها خالٍ من الشّوك وذو إنتاجيّة أعلى. ونستشير مهندسين وخبراء زراعيين في هذا الخصوص".
المهندس الزراعي بكر نعيم يُشير إلى أن "زراعة الصبّير تعتبر من الزراعات القديمة في المنطقة، وهي حالياً تتجدّد، خاصة بعد الأزمة الاقتصادية، وانهيار العملة، وذلك لاستعمالها كبديل عن السياج أو الشبك أو الشريط الشوكي، في الوقت الذي تُعتبر فيه مصدراً إضافيّاً للإنتاج، ويُباع ثمرها في الأسواق المحليّة، بالإضافة إلى إمكانيّة تصديرها بفضل تزايد الطلب عليها في الخليج العربي".
أضاف: "حالياً لا توجد بساتين أو أراض أو مشاريع مخصّصة لإنتاج التين الشوكي في عكار، إلا أنّني أعتقد أنّ هناك ضرورة لتشجيع الناس على زراعتها، خاصّة في المناطق التي تعتبر قليلة المياه. ويمكننا القول إننا في عكار نستطيع زراعتها من دون ريّ بالاعتماد على المتساقطات، التي تعتبر نسبتها عالية، وأكبر بكثير من حاجة هذه الشجرة للمياه".
تعليقات: