نائب بيروت محمد قباني
«ضيعتنا أهمّ من بيروت» هو رد سائق التاكسي أبو خالد على حملة نواب بيروت ضد مساواة العاصمة ببقية المناطق بالتغذية الكهربائية وشقيقها «التقنين». «صار لنا عمر بلا كهربا، لا أعرف لماذا ستبقى بيروت أهم من ضيعتنا؟ أحيانا تنقطع الكهرباء عندنا أكثر من 18 ساعة، وعندي في البيت براد متل ابن عمي في بيروت، هو يدفع فاتورة الكهرباء مرة واحدة، ونحن ندفعها في الضيعه مرتين. بيروت بدها كهربا وضيعتنا كمان بدها كهربا. ومي وزفت، وما حدا أحسن من حدا».
حملة نواب بيروت، ضد قرار وزير الطاقة توزيع الكهرباء بالتساوي بين كل المناطق، كان لها صدى سلبي في الشارع البقاعي. فهذا الأخير نفذ خلال الأيام الماضية سلسلة من الاحتجاجات المطالبة بالمساواة في تغذية قراهم وبلداتهم بالكهرباء مع المناطق الأخرى. وفي القرى والبلدات البقاعية المحسوبة سياسياً على «تيار المستقبل» لم يجد الأهالي تفسيراً لحملة نواب العاصمة ضد المساواة «معهم» في التغذية الكهربائية. هكذا تجدهم بهتوا لدى سماعهم المطالب «غير المبررة». «طول عمرنا عايشين ولاد ست وولاد جارية» يقول الشيخ أبو محمد من بر الياس بلهجة لا تخلو من مرارة «نحن مع تأمين الكهرباء 2424 ساعة في كل لبنان، ولا أدري لماذا سنبقى محرومين إيّاها من أجل بيروت وما يسمى بمناطق الاصطياف». ويضيف الرجل «أتفهّم مواقف نواب بيروت بالدفاع عن العاصمة، لكن ما لا أفهمه كيف أن تيار المستقبل يريد أن يميّز بيروت عن بر الياس ومجدل عنجر وسعدنايل وغيرها من القرى. وأعتقد أن المساواة تحل مشكلة كبيرة».
«نعم للمساواة». قالها بوضوح أحمد منذر الذي كان ينتظر «الفان» في ساحة شتورة ليعود إلى قريته في البقاع الغربي، بعدما أنهى عمله في محطة للوقود. يقول منذر «ألغيت الاشتراك في المولد الكهربائي منذ 4 أشهر. لم أعد أستطيع التحمل أكثر. وزير الكهرباء محق في قراره. صحيح أنني مع «تيار المستقبل» لكني أقول بصراحة: إن نواب بيروت لا يعترفون بنا، وإننا نحتاج أيضاً إلى الكهرباء، وعلى تيار المستقبل وضع حدّ لهذه التصريحات التي تُشعرنا بأننا غرباء من كوكب آخر. «جب جنين» مدينة كبيرة وكل أبناء البقاع الغربي يأتون إليها بالآلاف يومياً، وهي تعاني انقطاع الكهرباء بشكل قوي، فلماذا بيروت 2424 ونحن 8 ساعات فقط».
في سعد نايل التي «تنقطع فيها الكهرباء أكثر من اللازم» يجد البعض في قرار «المساواة» في التغذية والتقنين «خطوة جريئة» يجب تنفيذها فوراً وإبعادها عن السياسة، فيما يجدها البعض الآخر «حملة انتخابية». ولكن هل يرون أن رفض نواب بيروت مساواة العاصمة ببلدتهم في محله؟ يجيب الشاب محمد شوباصي بالقول: «نوابنا في المنطقة من المعارضة. نواب بيروت يعملون لمصلحة ناخبيهم ولكن النواب الذين يمثلون منطقتنا ماذا يفعلون؟ نعم نريد مساواة في الكهرباء ولكن لا نريدها من أجل مصالح انتخابية».
تعليقات: