حبيب صادق
أقام المجلس الثقافيّ ل#لبنان الجنوبيّ وجمعيّة تقدّم المرأة في #النبطيّة وجمعيّة التنمية للإنسان والبيئة وجميعة بيت المصور في لبنان ونادي لكلّ الناس، وفي ذكرى مرور أربعين يوماً على رحيله، مهرجاناً وطنياً ثقافياً تحيّة إلى #حبيب صادق (1931- 2023) الأمين العام للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي، الذي رحل بتاريخ الأول من تموز الفائت، عن عمر حافل بالعطاء الشعريّ والأدبيّ والثقافيّ والإنسانيّ والسياسيّ والاجتماعيّ.
تقدّم الحضور إلى عائلة الراحل حبيب صادق والنائب #فراس حمدان وجوه ثقافية وفنية واجتماعية وسياسية وتربوية وصحية.
بعد النشيد الوطني والوقوف "دقيقةِ صمتٍ على روح صادق" ألقى الإعلامي كامل جابر كلمة المجلس الثقافي للبنان الجنوبي والجمعيات المشاركة، فقال: سألتُ نبعَ الكلامِ، أماؤُكَ يكفيه؟ قال: لن يفيه..
من قال إنّنا قرأنا المقاومةَ في غيرِ كتابِكَ؟ من يتوجّسْ فليعدْ إلى المكتبةِ الموغلةِ في التحقيقِ والتوثيقِ والموضوعاتِ، وقد جعلتَ الجنوبَ من خلالِها كتابَ القراءةِ العربيّةِ الوطنيّةِ، ناهيكَ عن مداميكِ المنابرِ المفتوحةِ على كلِّ مثقّفٍ جنوبيٍّ ووطنيٍّ وعربيٍّ محلّقٍ كان أم على منطلقِ الدربِ، والمعارضِ والمهرجاناتِ، وكان الجنوبُ فعلاً وبفضلِ تفانِيكَ نحوَه وقلقِك عليه، كلَّ الجهاتِ، وصار المجلسُ الثقافيُّ للبنان الجنوبيِّ صوتَ الجنوبِ النابضِ بالحقِّ والمعرفةِ والإنسانيّةِ والقضيّةِ والمقاومةِ، وكان كتابَه.
وتليت رسالة اعتذار من الموسيقار الفنان مارسيل خليفة بسبب كسر في يده اليمنى بعد سقوطه على أحد السلالم في إيطاليا بتاريخ 4 آب الجاري "وبعد سيكون صعبٌ عليّ المجيء لعندكم وانا أحمل يدي ولا استطيع أن ألبس قميصاً أو التحركَ براحة. عطبٌ كاملٌ. كلّ الحب، وألف تحية لروح الشاعر والأديب الأستاذ حبيب صادق. سيظل اسمه سامقاً في التاريخ كمثل شجر السرو".
في وقتٍ قياسيٍّ، ورغبةً منه في معايشةِ صديقِهِ ورفيقِ دربِهِ لسنواتٍ طوالٍ في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي، وفي خارج المجلس، أبَى الفنّانُ والنحّاتُ والأديبُ الأستاذ شربل فارس إلاّ أن يحيِّي عزيزَهُ الأستاذ حبيب نحتاً، ببورتريه "رأس".
قام فارس مع عدد من أفراد عائلة حبيب صادق والنائب حمدان بإزاحة الستار عن المنحوتة. تجدر الإشارة إلى أنَّ هذه المنحوتةَ ستكونُ لاحقاً في مقرِّ المجلسِ الثقافيّ للبنان الجنوبي في بيروت، بعد وضعِ اللمساتِ الأخيرةِ وتحويلِها إلى مادّةِ البرونز.
وألقى شربل فارس كلمة.
واعتذرَ عقل العويط عن الحضور إلى النبطيةِ "لأمرٍ قاهرٍ"، بيدَ أنّه أرسلَ كلمتَه للمشاركة في مهرجانِ التحيّةِ ألقاها بالنيابةِ يوسف نصّار:
وإنّي أشهدُ لحبيب صادق، هنا والآن، لأنّ مجلسَه والطاولةَ لطالما بَقِيا مجلسَ وطاولةَ الرحاباتِ، والحكمةِ، والعقلِ، والنقدِ، والسؤالِ، والاختلافِ، والمعرفةِ، والشجاعةِ، والجرأةِ، والتعدّدِ، والتنوّعِ، والكفاحِ ضدّ العدوّ الصهيونيّ، لا مجلسَ وطاولةَ الانغلاقاتِ الأحاديّةِ والاستكباراتِ والغرائزِ والدسائسِ والحماقاتِ والمذهبيّاتِ والطائفيّاتِ والعنصريّاتِ والظلاميّاتِ والتخويناتِ والإلغاءاتِ التي باتت، كما هي الآن، وهنا، تعصف بلبنان، وبالعروبة، والعرب، من كلّ حدبٍ وصوب.
ثمّ كانت كلمة الأديب والإعلامي نصري الصايغ فقال: "هذه ليست مناسبة وداع. إن شئنا نقول: إنّه لم يرحل عنا ولن. هل نحن أقليّة؟ نعم. الخميرة قليلة والخبز كثير.
حبيب صادق يشبه حيبب صادق. كأنّ لا أحد مثله. متواضع لأنّه مؤمن بالإنسان. وشرط الحياة أن تكون إنسانيّة. ترَهبَن للفكر والعطاء والعمل. العمل بلا ضجيج أو فحيح إعلاميّ. واقعيته دليل على انتمائه إلى الحياة، أكثر من تقديسنا للنظريّات وخرافات المستقبل، الذي نبحث عنه في ماضينا، وماضينا مصاب إمّا بعبادة أو ملهاة كذب وادّعاء.
عرفته رائياً. وأنا لم أكن مثله. هو يؤمن بمستقبل ولا يحلم. يخيط يوميّاته بعمل ثقافيّ دؤوب. ينحاز إلى الإنجاز، ولا يتورّط في مبالغة. علماً أنّه يضمر مقولة رائعة: "علينا أن نختار، إمّا أن نكون بشراً أو نعاجاً" والأهمّ عنده، أنّ المستقبل لا يولد دفعة واحدة. وتكرار الماضي قتل للمستقبل.
وختاماً تحدّث الشاعر الدكتور
جودت فخر الدين فقال:
عاش حبيب صادق خارج طائفته، بل خارج كلّ طائفة. ونحن في بلدٍ الطوائف فيه أحزاب، والأحزاب فيه كالطوائف. وكم قلنا وقال حبيب صادق: الوطن لا يعيش إلإ خارج الأحزاب الطائفيّة. وها هو اليوم يُمزق ويتناثر بين الطوائف وأحزابها.
وبعد المهرجان عرض نادي لكل الناس فيلم "أجمل الأمهات" للمخرج الراحل مارون بغداديّ. المصوّر سنة 1978.
تعليقات: