تحرك طلابي في الضاحية الجنوبيّة مفاده استنكار ومناهضة التّحاصص الطائفيّ والحزبيّ

التّحرك شارك فيه عدد من الطلاب والناشطين (الأرشيف، مصطغى جمال الدين)
التّحرك شارك فيه عدد من الطلاب والناشطين (الأرشيف، مصطغى جمال الدين)


نَفذت شبكة "مدى" والنادي العلمانيّ في الجامعة اللّبنانيّة بالشراكة مع عددٍ من التّكتلات والتّجمعات الطلابيّة، مساء الأربعاء 23 آب الجاري، نشاطًا ميدانيًّا في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، تخلّله لصق وتوزيع مناشير، ترتبط بوضع الجامعة اللّبنانيّة الحاليّ، مفادها استنكار ومناهضة التّحاصص الطائفيّ والحزبيّ، الذي أوصل الجامعة إلى ما هي عليه اليوم. هذا التّحرك جاء على متن سلسلة من التّحركات المطلبيّة المتسمة بطابعٍ احتجاجي وتصعيديّ في آنٍ واحد، والتّي تقودها التكتلات الطلابيّة والنقابيّة، بغية الضغط على المعنيين وأهل الجامعة، لوقف الشقاق والتّشرذم الحاصلين، والنهوض بها.


تحرك ميدانيّ

أما التّحرك الذي شارك فيه عدد من الطلاب والناشطين، فانطلق من محلة طريق المطار، حيث وزعت المناشير على المارين والمباني والشباب والشابات القاطنين في المحيط فضلاً عن المحال التّجاريّة، تحت أعين المارين الذي انتابهم الفضول، ثمّ مشى المشاركون باتجاه محلة حارة حريك، الموازيّة لطريق المطار، ووزعوا المناشير وعلقوها على جدران المباني والسّيارات.

أما المناشير الموزعة فقد حملت شعارات مثل "المنظومة تحرم الطلاب من حق التعلّم عبر زيادة أقساط الجامعة اللبنانية"، "الجامعة اللبنانية من دون انتخابات وتحت رحمة عصابات الأحزاب"، "أموال الـ MEAهي من حق طلاب الجامعة اللبنانية"، "لعقد طلابي يحمي الطلاب وينظّم علاقتهم مع الإدارات"، "الانتخابات في الجامعات حق يكفل ويحمي الطلاب"، "الطلاب لهم حرية العمل السياسي في الجامعات"، " النظام يهجّر الشباب ليحمي نفسه"، وغيرها..

إلا أنّه وبعد وصول الطلاب والناشطين إلى محلة حارة حريك، وتحديدًا إلى جانب المربع الأمنيّ لحزب الله، قام الأخير باستقدام عناصر أمنيين تابعين له لمنع الطلاب من إتمام تحركهم الميدانيّ، حيث اقترب العناصر من على دراجاتهم الناريّة من الطلاب، وحثّوهم على الخروج من محيط المربع الأمنيّ، ومنعوهم من التّصوير وتوزيع المناشير، من دون إذن مُسبق. فما كان من الطلاب سوى الانسحاب، بعدما ظهر توجه للتصعيد من قبل العناصر. ما اعتبره الطلاب محاولة جليّة لقمعهم وإعدام أي محاولة لاستقطاب المزيد من الطلاب والمواطنين المعنيين بما آلت إليه الأوضاع في الجامعة اللّبنانيّة وفي الإدارات العامة والمرافق الرسميّة عمومًا.

شعارات مطلبيّة

أما ردّ فعل حزب الله المتوقع، فقد جاء في سياق تصعيديّ غير مسبوق، خصوصاً أن هؤلاء الطلاب الغيارى على حقوق الجامعة اللّبنانيّة، لم يكونوا بوارد شحن العصب الطائفيّ أو حتّى القيام بأي استفزاز يؤجج خلافًا ميدانيًا، بل كان تحركهم الرامي لحشد الطلاب، في الضاحية الجنوبيّة، تحديدًا، منطلقًا من نزعة مُستجدّة لدى التّكتلات الطلابيّة كافة، باستقطاب الطلاب القاطنين في المناطق الحزبيّة، مثل الضاحيّة وطريق الجديدة، على سبيل المثال لا الحصر. ذلك لفرض معادلة طلابية بوجه محاولات إدارة الجامعة ورئاستها والسّلطة اللبنانيّة، لتسليع آخر ما تبقى من مصادر التّعليم شبه المجانيّ في لبنان.

عنصر أمني تابع لحزب الله يمنع طلاباً من توزيع المناشير
عنصر أمني تابع لحزب الله يمنع طلاباً من توزيع المناشير


تعليقات: