سيارة أبل Apple الذكية: قفزة تكنولوجية تفوق الخيال

تيتان سيارة استثنائية وعبارة عن كومبيوتر على عجلات (الانترنت)
تيتان سيارة استثنائية وعبارة عن كومبيوتر على عجلات (الانترنت)


كشفت شركة "أبل Apple" الأميركية في عام 2018، عن تصورها لسيارةٍ ذكية ذاتية القيادة مزمع طرحها في الأسواق بشكلٍ رسمي في عام 2025، من دون الإفصاح عن الكثير من التفاصيل حينها. وبعد خمس سنوات من إعلان الشركة الأميركية، نشرت مواقع تكنولوجية عدة المزيد من المعلومات الملفتة عن مشروع "تيتان Titan" لسيارةٍ استثنائية هي عبارة عن كومبيوتر على عجلات.


شبيهة بمشروع "سوني" و"هوندا"

هذه السيارة التي ستكون بطبيعة الحال كهربائية. ويعتقد خبراء التكنولوجيا أنها ستكون شبيهة بمشروع مدهش جديد اسمه "أفيلا Afeela"، التي كُشف عنها النقاب مطلع العام الجاري مِن قبل اثنتين من أكبر شركات التكنولوجيا والسيارات في اليابان، وهما "سوني" و"هوندا"، ضمن فعاليات معرض الالكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس بالولايات المتحدة.

وتماماً كما هي الحال مع مشروع "تيتان"، من المقرر أن تُطرح "أفيلا" في الأسوق في النصف الأول من عام 2025. وستحتوي على 45 جهاز استشعار وكاميرا من الداخل والخارج، فضلاً عن أفضل أنظمة الترفيه في فئتها التي تساهم في عرض الأفلام والموسيقى والألعاب داخل السيارة.


تجربة فريدة للركاب

وحسب المعلومات التي سربتها وكالة "بلومبرغ" وموقع "أكسيوس"، ستتميز "تيتان" بتصميمٍ فريد من نوعه، حيث توفر في داخلها تجربة فريدة مخصصة للركاب، بينما في الخارج، سيسمح "شريط الوسائط media bar" الخاص بها، بالتفاعل مع الأشخاص.

يعمل نظام الترفيه على لوحة القيادة الذي يعمل باللمس على توسيع عرض السيارة بالكامل، حيث يمكن للسيارة عرض الأفلام على شاشتها الكبيرة، وتوفير خيار الاستماع إلى الموسيقى، وعرض معلوماتٍ عن أنظمة الملاحة، واللعب عن بعد بجهاز PlayStation 5 باستخدام وحدة التحكم (للركاب، أو عند ركن السيارة). ويمكن أن تأتي السيارة مع وحدة تحكم للألعاب، في حين يمكن للركاب في المقاعد الأمامية والخلفية مشاهدة الأفلام بمفردهم أو بطريقةٍ متزامنة.

ومن المتوقع أن يحمل التصميم الداخلي بصمة "أبل" الأنيقة والعصرية الشهيرة من أجهزتها الإلكترونية. وبالتالي فإن الشاشة الكبيرة على طراز" iPad" الموجودة في منتصف لوحة القيادة إلى جانب تكنولوجيا الكاميرا التي تسمح بالتحكم في العمليات عن طريق إيماءات اليد، ليست سوى بعض الميزات التي تخطط الشركة التي تبلغ قيمتها السوقية تريليون دولار لإضافتها إلى سيارتها. ومع وجود بعض من ألمع العقول في العالم الذين يعملون لدى الشركة إياها، فإن هذا مجرد غيض من فيض لما يمكن أن تقدمه السيارة عند إطلاقها.


مواصفات مميزة

وقد صُممت هذه السيارة بنظام تعرف على الوجه يمكّن المستخدمين من فتح قفل السيارة وتشغيلها باستخدام أجهزة "أبل" الخاصة بهم وتنفيذ مهام مثل الاتصال وإرسال الرسائل النصية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وما إلى ذلك باستخدام الأوامر الصوتية. فيما تقوم السيارة تلقائياً بضبط المقعد وعجلة القيادة ونظام الصوت والأضواء وموضوعات لوحة القيادة بناءً على الإعدادات المحددة مسبقاً لكل سائق. على سبيل المثال، سيؤدي تحديد سمة "الرجل العنكبوت Spider Man" إلى تغيير ألوان الأضواء والصور على لوحة القيادة الداخلية، وحتى تشغيل أغنية مميزة عند التسارع.

هذا وتوفر مكبرات الصوت الموجودة في المقعد ومسند الرأس والأبواب ولوحة القيادة، تجربة صوتية غامرة بزاوية 360 درجة يمكنك الشعور بها حرفياً. وهكذا ستتدفق الموسيقى عبر المقعد وتحيط بك المؤثرات الصوتية للفيلم الذي اخترته بينما تشاهده على شاشة لوحة القيادة في السيارة.

إضافةً إلى ما سبق، أوكلت الشركة الأميركية لجون جياناندريا، رئيس الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في الشركة، قيادة المشروع لتطوير شريحة تفوق قوتها أربعة أضعاف قوة أربع شرائح Mac مجتمعة. وهذا، إلى جانب أجهزة استشعار الليدار والكاميرات، سيعطي السيارة وظائف قيادة ذاتية تتفوق على كل الشركات المصنّعة الأخرى.

التطور الرائد الآخر يكمن في البطارية الكهربائية التي سيتم استخدامها. إذ تعمل الشركة الأميركية على إنشاء تصميمٍ "أحادي الخلية" من شأنه إزالة أي مساحة زائدة في البطارية وتقريب الخلايا الفردية من بعضها البعض، ما سيسمح بمزيد من الشحن في حزمة أصغر، ويقلل بالتالي من تكلفة البطاريات بشكلٍ كبير.


شراكة مهمة

ومن أجل إنتاج سيارة "أبل" على نطاقٍ واسع، تواصلت الشركة إياها مع العديد من شركات صناعة السيارات الحالية بحثاً عن شراكة. وترددت شائعات في البداية أنها تفكر في التعاون مع شركة "هيونداي Hyundai" نظراً لأن شركة "كيا Kia" التابعة لها ستسمح بإنتاج سيارات "أبل" في الولايات المتحدة، لكن الأمور لم تصل إلى خواتيمها السعيدة. في الآونة الأخيرة، يبدو أن المشروع المشترك لمجموعتيّ "إل جي إلكترونيكس LG Electronics" الكورية الجنوبية مع "ماغنا Magna" الكندية، أكبر مصنّع لقطع غيار السيارات في أميركا الشمالية، قريب جداً من توقيع عقود مع شركة "أبل" لبناء سيارتها الكهربائية.

تأتي هذه الشراكة لعدم حاجة "أبل" إلى إعادة اختراع سيارة كهربائية. بل هي بحاجة إلى العثور على شريكٍ يمكنه إنشاء مجموعة قيادة للمركبات الكهربائية ومنصة لبناء تصميم مبتكر لـ"كمبيوتر" أعلى إطار ومن ثم إنشاء تجربة الحوسبة الشخصية المحمولة الأكثر تكاملاً التي يمكن للمرء أن يتخيلها.


ويبقى أن نشير في النهاية، بأن الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" تيم كوك، أكد غير مرة بأن سيارة "تيتان" ستكون جاهزة للإنتاج الضخم بحلول عام 2026، بسعر أقل من مئة ألف دولار، وستوفر تجربة قيادة تحتوي في نهاية المطاف على كل شيء، بدءاً من ميزات السلامة الآلية للغاية وحتى قدرات القيادة الذاتية المحوسبة بالكامل. ما يعني تحقيق طفرة كبيرة في تصميم السيارات في المدى المنظور.

تعليقات: