موجة النزوح الجديدة: الجيش يشتبك مع مهرّبين.. وجرحى سوريين

يسود التخوف من حصول موجات نزوح جماعي (المدن)
يسود التخوف من حصول موجات نزوح جماعي (المدن)


يبدو أن الجيش اللبناني قد تُرك وحيداً في الساحة ليعالج بمفرده أزمتي النزوح من سوريا إلى لبنان، والهجرة غير الشرعية عبر البحر، للبنانيين وسوريين وفلسطينيين من المخيمات لبنان، في مقابل تخلّي السلطة السياسية عن دورها في إيجاد الحل لهذه المشاكل. فيما يُجمع كل المراقبين على أن حلها يكون سياسياً واقتصادياً بالدرجة الأولى، وليس حلاً أمنياً.

ففي معلومات خاصة بـ"المدن"، أنه وفي "سياق قيام وحدات الجيش اللبناني المتمركزة على الحدود الشمالية، لضبط ومراقبة الحدود مع سوريا، حصلت اشتباكات يوم أمس الجمعة بين عناصر من هذه الوحدات مع بعض المهرّبين، الذين كانوا ينقلون سوريين خلسة وبطرق غير شرعية إلى داخل الأراضي اللبنانية، وحصل تبادل لإطلاق النار، ما أدى إلى جرح اثنين من التابعية السورية أقله، تم نقلهم بواسطة الجيش إلى مستشفى حلبا الحكومي، ووصفت حالة أحدهم بالحرجة".

وأفيد عن وجود أمني للجيش في محيط المستشفى يوم أمس.

يأتي ذلك في وقت يسود فيه التخوف من حصول موجات نزوح جماعي غير متوقّعة، في حال احتدمت أوضاع الداخل السوري، لن تكون محسوبة النتائج في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. وتأتي هذه الأحداث على خلفية الدخول المستمر لسوريين من داخل المناطق السورية، بطريقة التهريب عبر الحدود في وادي خالد وأكروم ومناطق السهل الحدودية، لاسيما في الآونة الأخيرة التي تزداد فيها هذه الظاهرة، مع ارتفاع وتيرة الأحداث الأمنية والاقتصادية في الداخل السوري.

وعلمت "المدن" في السياق عينه، أن بعضاً من هؤلاء يدخلون إلى لبنان لينضموا في غضون أيام قليلة إلى رحلات الهجرة غير الشرعية بالمراكب نحو سواحل أوروبا، وأن الطرقات وحتى تلك منها الزراعية التي تربط قرى في وادي خالد بسهل عكار عبر منجز وصولاً إلى العريضة والشيخ زناد، تشهد بشكل شبه يومي مروراً للأشخاص القادمين من الداخل السوري. والبعض من هؤلاء يمكث لأيام قليلة في منازل قريبة من أماكن إقلاع مراكب الهجرة غير الشرعية. وتفيد المعلومات بانطلاق مركبين اثنين من منطقة العريضة ليل أمس وقبل أمس، حمولة كل واحد منهما أكثر من مئة راكب في اتجاه السواحل الأوروبية. وأكثرية ركابهما من السوريين.

ولا يبدو في المقابل بأن هناك أي تحرّك رسمي جدي وأي خطوة في المسار الصحيح للحكومة اللبنانية، تواكب فيه الجهد الذي يقوم به الجيش اللبناني لضبط الحدود السائبة. وهذا ما عبّر عنه وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين في حديث سابق لـ"المدن" عندما وضع التلكؤ في حسم مسألة التنسيق بخصوص النازحين عند الجانب اللبناني، الذي لم يشكل حتى الآن وفداً رسمياً إلى سوريا، ليبحث في كل بنود العودة الآمنة للسوريين إلى ديارهم.

بالتوزاي فإن ملف الهجرة غير الشرعية بالبحر عاد إلى واجهة الأحداث الشمالية، وتحديداً من عكار، مع عودة انطلاق المراكب هذه نحو سواحل أوروبا بشكل شبه يومي. وتشير مصادر مطّلعة على الملف لـ"المدن" إلى "أن شهري أيلول وتشرين الأول سيشهدان المزيد والعديد من هذه الرحلات قبيل موعد فصل الشتاء".

تجدر الإشارة إلى أن أي رحلة من هذا النوع لمركب فيه 100 راكب أو أكثر تعود بأرباح خيالية على المشغّل (ين) وتفوق في بعض منها المليون دولار. وثمة مهرّبون انتقلوا للعيش في دول الخارج بعد تنفيذ عدة رحلات جمعوا من خلالها ثروات طائلة، وما زالوا يتابعون العمل نفسه ولو من الخارج.

تعليقات: