»باب الحارة ٣«: استنساخ سلب الجزء الثالث جدّته

من »باب الحارة«
من »باب الحارة«


دمشق :

حتى الساعة مازالت نسبُ مشاهدة مسلسل »باب الحارة« مرتفعةً، وهو الأمر الذي شهدت عليه استطلاعات عديدة، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسَّسة »ألفا للأبحاث والمعلوماتية واستطلاعات الرأي« أنَّ »٨٢؟ من الفلسطينيين كان مسلسل »باب الحارة« المفضَّل لديهم، وكانت وكالة »سانا« السورية رأت أنَّ المسلسل مازال »يحظى بأعلى نسبة مشاهدة للعام الثالث على التوالي«، إلا أنَّ ذلك كله لا يبدو مؤشراً لنجاح المسلسل، فنسب المتابعة الجماهيرية المرتفعة للجزء الثالث من المسلسل بدت مدفوعة بنجاح الجزء الثاني من المسلسل، في وقت ظلَّ الجزء الثالث منه حتى الساعة يفتقد القدرة على شدِّ الجمهور، إذ مازالت أحداثه تدور في المكان ذاته التي انتهت إليه أحداث الجزء الأول، وكل ما يعدُّه صانعو »باب الحارة« جديداً في مسلسلهم لا يتعدَّى، حتى الآن، مشاهد معدودة كان من الممكن أن تُحشر في الحلقة الأولى من المسلسل، لتشكِّل نقلة لما تمكن تسميته بجزء ثالث حقيقي للمسلسل.

في مراجعة سريعة للجزء الثالث، نجد أنَّ البناء الدرامي للمسلسل مازال ينحو بالاتجاه ذاته أي ذلك المتعلق بصراعات نساء، وقصص عن »كيدهن«، وصورة رجل فاسد يكيد لكل أهل الحارة الطيبين، و»قبضاي« أهوج، و»جاسوس« للغرباء عن الحارة، ورجل شرطة همّه الرشوة« مطولات من الثرثرة لا غاية منها سوى عرض جانب من العادات والتقاليد.. هذا بالضبط ما كان عليه الجزء الثاني، وهو بالضبط حال الجزء الثالث على الرغم من دخول حارة »الماوي« كمكان مفترض للأحداث، بالإضافة إلى حارة »العكيد أبو النار« وحارة »الضبع«، وما هو جديد أنَّ »القبضاي« الأهوج صار اثنين »أبو النار« و»أبو عرب« والجاسوس صار جاسوسين، وظلَّ أبو غالب محتفظاً بتمثيل وحيد للشر في مواجهة الطيبين، بينما حافظ صراع النسوان على حدَّته ومساره في الجزء الثالث.. وبقيت المعالجة الدرامية لكل الشخصيات السابقة نفسها، وكأن المسألة استنساخ شخصيات لا استيلاد شخصيات جديدة.

وفي حين بدا اقتحام الكاميرا لحياة صاحب المقهى »أبو حاتم« موفَّقاً في البداية، ولكن الفضاء الجديد سرعان ما أخذ الأحداث إلى الدوائر ذاتها التي تدور في فلكها أحداث البيوت الداخلية، كما كنا نتابعها في بقية بيوت أهل الحارة.

نقطتان اثنتان على الأقل، كان من الممكن أن تشكِّلا حوامل لجزء جديد من المسلسل لم ينجح الكاتب ولا المخرج في استغلالهما، الأولى في تعويض غياب »أبو عصام« من خلال الاستفادة وتطــوير أحداث وسط عائلته، سواء لجهة التطرق إلى مصير الزعامة أو مصير زوجته »أم عصام«، أو لجهة العمل على التناقض في شخصيتي ولديه »معتز« و»عصام« في استحداث محور رئيسي للأحداث.

أما النقطة الثانية فهي ظهور ابن »أبو سمعو الحارس« الذي كان من شأنه أن يثير محوراً جديداً للصراع بين الخير والشر، ولكننا بقينا حتى الحلقة الخامسة عشرة على الأقل من دون ان نلحظ حضوراً لهذه الشخصية.

ولعل تفعيل دور رئيس المخفر »أبو جودت« كان من الممكن أن يفعل الفعل نفسه، لكن المسلسل اكتفى بتوسيع صلاحيات الرجل على أربع حارات، من دون أن يزيد على أحداث شخصيته شيئاً، بل ركز على تلقِّيه الرشوة في أكثر من محك.

قبل مشاهدة العمل، كانت »السفير« قد توقَّعت من خلال دراستها لأحداث الجزء الثاني، وطبيعة شخصياته وما انتهت إليه أننا سنكون أمام جزء ثالث بالترتيب ـ أول بالأحداث، ولكننا اليوم، نحن على القناعة بأنَّنا أمام جزء مستنسخ عن الجزأين السابقين، ما من جديد فيه أكثر من ترتيبه بوصفه جزءاً ثالثاً وحسب.

تعرضه قناة »أم بي سي« عند ٢٢.٠٠ و١٠.٠٠ بتوقيت بيروت

تعليقات: