كان لا بدّ من رصد هذه المرحلة المتأزمة من حياة الناس. فالاناشيد لا تصنع انتصارات وهذا قدر المهزوم. وإنما الايمان بالقضايا والعمل على تحقيقها يصنع المعجزات. هي ليست القضايا المترنحة التي اقفلت الطريق امام الافكار الجديدة. هي في جملتها قضايا تتبع حركة التاريخ والنقاط اللحظات المفصلية والانعطافات المصيرية كتكرار الماضي بما يعنيه من دلالة زمنية تهدف الى نقض الحاضر ونقده. والحديث عن الماضي المنتصر حديث يطول بعيد عن الحاضر الذليل المنكسر.

إنها هموم تترفع عن الذاتية لتغدو هموما جمعية تستحضر الماضي، تفنّده وتستشرف المستقبل منه.

في هذه المرحلة، لسنا نواطير ولن نغدو كذلك. فالنواطير هم حرّاس الوطن، هم حماة الحدود نعم ولكنهم نائمون اليوم. وفي نومهم خيانة عظمى للوطن، وتخل عن القيام بالمهام المطلوبة منهم، وبذلك تصبح البلاد مستباحة امام جحافل الغزاة، غزاة العصر المعتدين.

لسنا نواطير.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 27 أيلول 2023