\"رايتس ووتس: تراجع العنف العشوائي لا يعني الأمان
ردّت منظمة "هيومن رايتس ووتش" على اقتراح الحكومة القبرصية إعادة تصنيف سوريا كدولة آمنة لترحيل اللاجئين إليها، بالتأكيد أنها غير آمنة، كما وصفت الاقتراح بـ"الخطير وغير الواقعي".
وقال مدير قسم "حقوق اللاجئين والمهاجرين" في المنظمة بيل فريليك إن غياب "العنف العشوائي" في جزء من سوريا لا يعني أنها آمنة لعودة اللاجئين إليها، مؤكداً أن "المناطق التي لا يتطاير فيها الرصاص ليست خالية من الخطر".
وذكر أن 8 محافظات سورية تصنف على أنها تعاني من مستويات عالية أو مرتفعة بشكل استثنائي من "العنف العشوائي" بما في ذلك العاصمة دمشق التي قد يتعرض فيها العائدون إلى خطر الاضطهاد إلا بحالات استثنائية.
وإذ حمّل النظام السوري المسؤولية عن البيئة غير الآمنة بسبب قمعه للمعارضة منذ فترة طويلة، وشكوكه وعدائه تجاه السوريين الذين يعتقد أنهم يعارضونه، دعا إلى ضرورة النظر بجدية في ادعاءات الاضطهاد لأي شخص فرّ من البلاد نحو أوروبا.
وقال إن الحكومات التي تسعى بفارغ الصبر للحصول على ضوء أخضر لترحيل السوريين "ستتعارض مع التزاماتها بعدم الإعادة القسرية"، وذلك "إذا لم تدرس بشكل كامل وعادل التهديد المتمثل في العنف العام وانعدام الأمن في معظم أنحاء سوريا والتهديد المستمر في جميع أنحاء البلاد بالاضطهاد".
وقالت المنظمة إنها وثّقت قيام الأجهزة الأمنية السورية باحتجاز واختطاف وتعذيب وقتل اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا بين عامي 2017 و2021 بشكل تعسفي.
وأَضافت أن هذا النمط من الانتهاكات والاضطهاد لم يتوقف إذ أكدت في تموز/يوليو، تعرّض العائدين للتعذيب في حجز المخابرات العسكرية السورية وتم تجنيدهم للخدمة الاحتياطية العسكرية في قوات النظام السوري.
وجاء حديث المنظمة رداً على تصريحات وزير الداخلية القبرصية كونستانتينوس يوانو قال فيها إنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء تصنيف سوريا "دولة غير آمنة" لإعادة اللاجئين إليها.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن يوانو أن قبرص ودولاً أعضاء في الاتحاد الأوروبي ترى أنه "من المفيد إعادة تقييم الوضع في سوريا"، منتقداً ترك الاتحاد وضع سوريا من دون تغيير منذ 11 عاماً، قائلاً: "هناك حاجة إلى مراجعة ذلك، لأن بعض المناطق تعد فيها آمنة".
وسبق حديث المسؤول القبرصي، تحذير من المفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من تدهور الوضع الأمني في سوريا بسبب القتال الدائر في شمال شرق البلاد. كما تؤكد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الظروف في سوريا تمنعها من الترويج أو التسهيلات لإعادة اللاجئين.
تعليقات: