منذ البداية نسجل ان الكتابة من الامور الباعثة للقلق. فحين نكتب نفعل ذلك حتى نقصّ ما في اعماقنا ونساهم في بلورة أفكار المجتمع الذي ينبغي علينا جميعا السعي الى حياة أفضل فيه.
نكتب لأننا مزحومين بأسرار الحياة. فالقلم إكسير الحياة. نكتب لاننا لا نملك الا ان نكتب ونسرد ونقول كأننا نعبر ممرا ينقلنا من زمن الى آخر.
نكتب مواكبة بين ما كانه الانسان وما اصبح عليه. فالكتابة حكاية ممتدة كأفراد عائلة تنقل جيناتها ومورثاتها من السلف الى الخلف.
وان تجربة الكتابة لدى الكاتب خاصّة به وحده ولكنها تعتبر علامة مضيئة في تاريخ الثقافة ككل. ولا شك ان بعض التجارب الكتابية قد تكشف اللثام عن الكثير من الانجازات الثقافية التي لا يمكن تجاهلها.
إن الكتابة جديرة بأن تثير في النفس الانسانية كل الاقدام. وان إزدهارها الثقافي قد يؤدي في مجال الفكر ما يؤديه التصنيع في مجال الصناعة.
وفي الختام نقول ان الجهد في إيجاد الكلمة المناسبة فيه رحيل نحو ترتيب ما، فيه معاناة كبيرة، فيه من مشقة وعناء والم ما لا بأس به مع الإيمان بالحرية الواضحة المستقيمة التي لا التواء فيها ولا غموض.
* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 2 تشرين أول 2023
تعليقات: