أسباب تحطم طائرة DHL: ضعف بهيكلها لا بمطار بيروت

نقاش حول سبب ارتطام الطائرة ثلاث مرات بالأرض عند الهبوط (الانترنت)
نقاش حول سبب ارتطام الطائرة ثلاث مرات بالأرض عند الهبوط (الانترنت)


أسباب تحطم طائرة DHL: ضعف بهيكلها لا بمطار بيروت

بات مؤكداً أن لا مشكلة في مدرجات مطار بيروت، ولا في الملاحة الجوية، في الحادثة التي أدت إلى الأضرار التي لحقت بالطائرة التي حطت في مطار بيروت منذ نحو أسبوعين، والتي كادت أن تتسبب بكارثة حقيقية في المطار، بل من الواضح أن ثمة مشاكل في الطائرة نفسها. ففي متابعة "المدن" لقضية هبوط الطائرة تابعة لشركة الشحن الدولية DHL بشكل عنيف في مطار بيروت منذ أسبوعين، لفتت مصادر مطلعة إلى أن فريق المحققين أنهى الكشف على الصندوقين الأسودين في مكتب "التحقيق وتحليل سلامة الطيران المدني BEA" المعتمد من منظمة الطيران المدني الدولي، في فرنسا. إذ سبق وشُكلت لجنة تحقيق مؤلفة من الشركة المصنعة للطائرة ومن الشركة التي تستخدمها ومن البلد الذي أقلعت منه والبلد الذي حطت فيه وحصل الحادث.


لا مشكلة بالملاحة الجوّية

وتشير المصادر إلى أن الطيار كان يسير ضمن الوحدات القياسية النظامية، ولا يوجد أي مشكلة في سير الطائرة أو في التواصل مع الطيار من برج المراقبة. كما أن محرك الطائرة والعجلات كانت تعمل بشكل طبيعي. لكن بعد الهبوط العنيف تضررت الطائرة على نحو فادح نتيجة ضعف فيها. وثمة نقاش حول سبب ارتطام الطائرة ثلاث مرات بالأرض عند الهبوط. ما يعني أن الطيّار حط على الدواليب الأمامية وليس الخلفية للطائرة، هذا رغم أن الكمبيوتر لم يسجل هذا الأمر. كما لم يسجل أن الطائرة كانت تسير بحمولة زائدة، تساهم في الهبوط العنيف عادة. وما يعزز وجود مشاكل في الطائرة تقديم الطيار استقالته من الشركة. فهو قديم في المهنة ويبلغ من العمر ستين عاماً، وهو أدرى بما يحصل في طائرته.

وكانت المديرية العامة للطيران المدني لفتت في بيان أن طائرة شحن تابعة لشركة DHL من طراز بوينغ 767، آتية من دولة البحرين، وعلى متنها طاقم الطائرة، حطت بتاريخ الثامن عشر من شهر أيلول الحالي في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت. وبالكشف عليها تبين وجود كسور جسيمة في هيكل الطائرة بعد هبوطها.


فريق بوينغ أنهى التحقيق

الطائرة كما سبق وكشفت "المدن" كانت مخصصة للركاب وتم تحويلها إلى طائرة شحن. ووفق المصادر، تعرضت الطائرة إلى تموجات وشقوق في جهة من هيكلها الخارجي نتيجة عامل الضغط بعد هبوطها العنيف في مطار بيروت. وتركز الضرر في المنطقة الفاصلة بين الدواليب الوسطية والأمامية بما يشي بأن وزن وثقل الطائرة عند الهبوط كان على الدواليب الأمامية، وليس على الدواليب الخلفية كما يفترض.

رغم كل المشاكل التي يعاني منها المطار في الملاحة الجوية وفي صيانة المدرجات، ورغم أن لجنة التحقيق اللبنانية تعاني من تضارب مصالح لبعض أعضائها (لا يمكن تعيين محقق للتحقيق بحادث وهو في الوقت عينه مسؤول في دائرة يجب أن يشملها التحقيق)، أظهرت التحقيقات عدم وجود مشكلة في مصلحة سلامة الطيران أو في مدرجات المطار كما يشاع. فثمة طائرات أكبر وأثقل وزناً بمرات من هذه الطائرة تحط في مطار بيروت، منها طائرات بوينغ 777 والـAir bus 380 والطائرات العسكرية وغيرها، ولم تسجل أي حادثة مماثلة. وما حصل أنه هناك نقطة ضعف وتراكمات في تاريخ الطائرة، كانت وراء التموجات والشقوق التي طالت هيكلها.

وأضافت المصادر أن شركة بوينغ المصنعة للطائرة أرسلت فريق تحقيق مؤلفاً من مهندسين ومدراء رفيع المستوى. وطلبوا تفكيك قالب الطائرة للكشف عليها، لمعرفة السبب الذي أدى إلى الضرر في هيكل الطائرة. وقد انتهى الفريق تحقيقاته وغادر لبنان بعد يوم على الشكف عليها، ويفترض أن ترسل شركة البوينغ تقريرها المفصل حول أسباب الأضرار التي لحقت بالطائرة. وبدا لافتاً للفريق اللبناني أن الباب الخلفي للطائرة كان يحدث أصواتاً عند فتحه وغلقه. هذا رغم أن الأضرار تركزت في وسط الطائرة ولم تصل إلى الخلف.


نقطة ضعف بالطائرة

ووفق المصادر، ثمة نقطة ضعف في الطائرة طرأت عندما تم تحويلها من طائرة ركاب إلى طائرة شحن. فبهذه العملية يتم إلغاء أجزاء من صلب الطائرة كي تصبح مؤهلة للشحن. ونقطة الضعف هذه ظهرت عندما حطت الطائرة بشكل عنيف فتسبب بأضرار كبيرة في هيكل الطائرة. غير ذلك، يحدث يومياً عشرات الحوادث من الهبوط العنيف للطائرات في العالم ولا تتعرض الطائرات لهكذا أضرار، إلا في حال وجود نقطة ضعف معينة في الطائرة.

وعن المعلومات المتداولة بأن الشركة المشغلة ترغب بإعادة الطائرة للعمل، أكدت المصادر أن ما يظهر للعين المجردة أمر خادع. قد تكون الأضرار للعين المجردة كبيرة ولكن يمكن إعادة صيانة الطائرة. والعكس صحيح، قد تكون الأمور من الخارج جيدة جداً فيما لا يمكن إصلاح الأضرار الداخلية. وحده فريق المهندسين التابع لشركة بوينغ سيحدد مصير الطائرة، وإذا كانت ستعود إلى مزاولة العمل أو شطبها من حركة الملاحة الجوية.

تعليقات: