حريق وتمرّد بسجن زحلة ينتهيان بمقتل ثلاثة سجناء اختناقاً

فتح القضاء العسكري تحقيقاً بالحادثة (لوسي بارسخيان)
فتح القضاء العسكري تحقيقاً بالحادثة (لوسي بارسخيان)


ساد توتر شديد في محيط سجن زحلة للرجال، بعيد الثالثة من بعد ظهر يوم الجمعة، بالتزامن مع مشاهدة سحب الدخان الأسود الذي انبعث من طبقاته العلوية، ليتبين أنه ناتج عن عملية تمرد، قادتها مجموعة من السجناء في الداخل، وأدت إلى مقتل ثلاثة سجناء اختناقاً، بالإضافة إلى نقل 15 آخرين إلى مستشفيات البقاع بحالات غثيان وضيق تنفس. كما نقل إليها جندي من حراس السجن، بعد أن أدى التدافع إلى إقفال إحدى بوابات الزنزانات على يده.

مخطط نفق هروب

وفقاً لمعلومات غير رسمية، فإن الحريق افتعل داخل السجن، لدى اكتشاف عناصر قوى الأمن المولجين بحراسته، محاولة لحفر نفق، يسهّل هروب النزلاء إلى خارجه. غضب المخططون لعملية الفرار بعد اكتشاف فعلتهم، وأعربوا عن غضبهم بشدة، عندما حاولوا احتجاز أحد ضباط السجن، ومن ثم أشعلوا النيران في زنزانات.

وفيما كان المقصود من فعلتهم خلق حالة من الفوضى، تفتح أبواب الزنزانات إلى الخارج، رفعت إجراءات الطوق الأمني حول هؤلاء إثر تدخل قوة كبيرة من فوج مكافحة الشغب في الجيش اللبناني، عملت على تفريق السجناء، وعلى إبعادهم عن حيطانه التي حاولوا أن يهدموها بقوة دفعهم. فأمن الجهد العسكري للفرق الإنقاذية من صليب أحمر لبناني ودفاع مدني، ظروفاً آمنة للتدخل من أجل إطفاء النيران وتقديم الإسعافات الأولية.

سيادة الهلع

حالة الهرج والمرج التي سادت في محيط السجن، أشّرت في المقابل إلى خطورة الظروف التي عملت فيها الفرق الإنقاذية، والتي تحدثت عن أعداد كبيرة من السجناء الغاضبين والخائفين، والذين صعبوا المهمة في بدايتها. إلا أن هؤلاء أكملوا مهمتهم التي استغرقت أكثر من ساعتين حتى النهاية. واضطروا خلالها لاستقدام تعزيزات من مختلف قطعاتهم المنتشرة في المناطق، بالإضافة إلى الاستعانة بسيارات الإسعاف التابعة لجمعيات خاصة.

الهلع الذي ساد في أوساط نزلاء السجن الذين لم يتورطوا في هذه الإشكالات، انتقل أيضاً إلى خارجه، مع تجمع عدد كبير من ذوي السجناء، الذين انتقل بعضهم إلى المستشفيات.

وفيما فتحت التحقيقات لمعرفة من قصَّر في حماية السجن، ومن تورط بإشكالاته، من قبل القضاء العسكري، تابع وزير الداخلية تفاصيل ما جرى في السجن، موفداً محافظ البقاع، الذي حضر إلى المكان متفقداً الأضرار التي لحقت بمبنى السجن، والتي ذكر أنها فادحة جداً، وقد تتطلب إخلاء بعض مساحاته من أجل إعادة تأهيله.

علماً أن هذا السجن في زحلة، هو المبنى الأول الذي بني ليكون سجناً مركزياً لمنطقة البقاع منذ سنة 2010. وقبل تشييده كان السجن يشغل لعقود طويلة الطابق السفلي لقصر بلدية زحلة. وكان يفترض أن يكون هذا السجن، بما جهز به من مشاغل، ومطابخ، وعيادات، ومراكز تدريب.. أن يكون سجناً نموذجياً، يؤمن تأهيل السجناء، إلا أنه ومنذ نشأته غص بأعداد من السجناء تفوق قدرته الإستيعابية التي لا تتخطى في حدها الأقصى 400 نزيل، وهو حالياً يكتظ بأكثر من 600 سجين، جزء كبير من هؤلاء محتجز من دون محاكمة، وهؤلاء يتشاركون المساحات مع موقوفين خطيرين من تجار مخدرات ومرتكبي جرائم. في وقت تذكر المعلومات أن أزمة النزوح السوري فاقمت من مشكلة الاكتظاظ بهذا السجن، وباتوا يشكلون أكثر من نصف نزلائه حالياً.

تعليقات: