هيفاء نصّار: في فضاءات هذا العالم


وأنا اكتب عن شخصية جدتي لأبي ( الحاجة فاطمة خريس ) علمت أشياء. لم تكن جدتي لأبي رحّالة، لكنها كانت رحّالة عصرها في مدينة اسمها الخيام.

وفي الكلام ما يبدع الفكرة في فهم جدتي. فهي بمفهومها المتواضع اثبتت لي أهمية الرحلة. فقد كانت واقعية اكثر من كونها خيالية. وانا اكمل الرحلة في فضاءات العالم بقراءة اخرى للتجارب، رأيت وجه جدتي من جديد. لم يغلب على وجه جدتي لأبي في هذه المرحلة نزعة جغرافية بإتجاه الترحال نحو عوالم جديدة. فهي لم تكن خارج المدينة كثيرة الترحال. لكني كأني بها قد وضعت لنا هذا التراث الضخم كفراشة رحّالة.

كانت بسيطة في حياة المجتمع الخيامي. لم تجلس على مقاعد النهضة في الجامعات ولكنها جمعت في الفضاءات الافتراضية عدة صداقات.

منذ زمن راودتها جملة افكار، تساءلت معها عن سر هذا الزحف الغريب، وخيل اليها ان شعوبا معذبة تزحف الى شعوب مطمئنة تنشد الامان، أساس بناء الاوطان.

سأعود حتما يا جدتي لتسجيل الوقائع، فأنت كنت ولا زلت في أعماق أعماق قلبي، وستبقين فيه حيّة ولو مر على رحيلك اعوام تلو اعوام.

لروحك السلام.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 9 تشرين الأول 23


تعليقات: