وقفة في النبطية تضامنا مع غزة


النبطية -

نظم النادي الحسيني في مدينة النبطية وقفة تضامنية شعبية بدعوة من مفتي وامام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق تأييداً لبطولات المقاومين في فلسطين الأبيّة وتضامناً مع شعب غزة الصامد والمظلوم الذي يتعرض للإبادة الجماعية من قبل العدوّ الصهيوني الهمجي الغاشم.

الوقفة التي نظمت في باحة النادي الحسيني حضرها النائبان هاني قبيسي وناصر جابر وممثل النائب محمد رعد علي قانصو وممثلون عن الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية والجمعيات والاندية في النبطية ، حيث رفعت الاعلام الفلسطينية ولافتات كتب على بعضها " ارفعوا الحصار عن غزة الابية" ، و " ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة " وبثت الاناشيد الوطنية .


صادق

بعد كلمة تعريف من علي قرنبش ، ألقى الشيخ صادق كلمة قال فيها: يأتي هذا التجمّع الغيور من أهلنا في مدينة النبطية، والجوار الكريم تلبية لنداء الضمير والحس الإنساني والوطني الذي يمتلكه شعب الجنوب الأصيل، إنسجاماً مع تعاليم ديننا الساميةِ في نُصرة المظلوم وإدانة الظالم.

وقال: يأتي هذا اللقاء – للإعراب – بادئاً عن مشاعر الفخر والسرور التي غمرت صدورنا وصدور كل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، حيال العملية العملاقة التي قامت بها المقاومة الفلسطينية البطلة رداً على أعمال العنف الهمجي الذي تواصله الحكومات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بلغ ذروته مع حكومة اليمين المتطرف الحالية، من حصارٍ حديدي، وقتل، وتشريد، وإعتقالات، وإغتيالات، ومداهمات مسعورة للمخيمات الفلسطينية تُخلّف وراءها مجازر مروّعة، ومصادرات متلاحقة للأراضي الفلسطينية لا تستثني حتى المقابر، وإجراءات مستفزة لا تتوقف بحق الأقصى المبارك والمصلين من قبل قوات الأمن وقطعان المستوطنين الحاقدة.. حتى طفح الكيل وانفجر الأقصى طوفاناً في وجوه الظلمة الفاشيين.

اضاف: إنّها عمليةٌ مدهشةٌ أعدتها بإحكامٍ يفوق التصور – الى جانب جرأة وبسالة المقاومين الأبطال - حكمة المقاومة وعزمها وسهرها وتخطيتها الدقيق المدروس، واستخدامها بمهارة فائقة علم التكنولوجيا الحديثة الذي بات يتفوق فيه الكثير من أجيالها الصاعدة، إنّها عملية سيتكشّف الكثير من تفاصيلها مع الأيام وتتوافر على دراستها الكليات العسكرية والأمنية عي العالم لإستخلاص دروس أمينة ومبدعة منها دون شك.

وقال: إلى جانب إكبارنا وفرحنا العارم بالعملية التاريخية، يأتي لقاؤنا الوطني – من جهة ثانية – لندين ردة العفل المسعورة لحكومة اليمين الصهيونية بحق الشعب الفلسطسنس الأعزل من تدمير شامل وهدمٍ للبيوت على رؤوس أصحابها، وللمراكز الخدماتية من ماء وكهرباءٍ ومشافٍ، وكل مظاهر الحياة في المدينة المحاصرة أصلاً بقسوة لسنين طويلة.. وقتل عشوائي للمدنيين أكثر ضحاياه من الأطفال والنساء العزّل صبغت الدماء جسومهم وأكفانهم! بما يشبه حرب الإبادة، وسياسة الأرض المحروقة، ظنّاً منها أنّ هذا الرّد المتوحش يحفظ لها بعضاً من ماء وجهها المهدور أمام العالم، وشيئأّ من مهابة جيشها " الذي لا يقهر" بعد ان داستها أقدام المقاومين.. لكن التاريخ سجّل وانتهى، سجل مجداً وعزة وكرامة عالية للمقاومة الفلسطينية، ولكل محور المقاومة في المنطقة، وفشلاً واضحاً وهشاشةً مزرية ومذلّة لا ترممها حاملة الطائرات الإستعراضية قبالة شواطئ غزّة، ولا زيارات وزراء الدول الكبرى التي تآمر معها لإقامة كيانه الغاصب على أرض فلسطين وسط مجازر دير ياسين وقفر قاسم والطنطورة ومثيلاتها تابعها عبر عقود طويلة وفصول لا تتوقف من القهر والأسر والقتل والتشريد والحصار الحديدي. وها هو التاريخ مع عملية ( طوفان الأقصى) التي توّجت بكبرياء نضال الشعب الفلسطيني يؤكد أنّ الكلمة الأخيرة للشعوب مهما طال الزمن وسخت التضحيات.

وقال: حيال هذا الحدث الوطني الكبير الذي زلزل كيان الإثم والعدوان نحيي – بادئا ً- كل الفصائل الفلسطينية التي توحّدت تحت لواء المقاومة.. تتطلع شعوبنا الحرّة إلى تعزيز هذا التوحد والتمسك بالمقاومة خياراً وحيداً لمواجهة هذا العدو الغاشم الذي أثبتت سياسة الخداع والمكر التي ينتهجها والتهويل للجيش الذي لا يقهر والمشاريع الفتنوية التي يدأب على حياكتها في المنطقة وتمرده الواضح على القرارات الدولية والتنصل من الاتفاقات التي يبرمها مع الآخرين كإتفاقية ( أوسلو) وإستقوائه بأمريكا والغرب مالياً وعسكرياً وسياسياً أثبتت أنّه لن يرضخ إلا إلى لغة الردع والقوة التي انتهجتها المقاومة في لبنان. ولك أن ترى بوضوح ما جرّه الخيار المقابل: خيار المهادنة والتفاوض مع هذا الكيان الشاذ بدءاً من ثغرة الدفرسوار بعد العبور التاريخي المجيد للجيش المصري، إلى إتفاقية الشؤم الكبرى كامب ديفيد التي أخرجت مصر عبد الناصر من ساحة الصراع، مروراً بوادي عربة و 17 أيار وأوسلو وصولاً إلى مشروع التطبيع العقيم الذي لوى أعناق حكامٍ عرب وأرغمهم على التخلّي ، حرصاً على العروش، عن قيمهم العربية والاسلامية حتى طالعنا اليوم في إحدى دولهم مشهد لا يصدّق: رفع العلم الإسرائيلي مرفرفاً فوق أعلى أبراجها وغزّة تغرقُ بحمّامات الدّم.

واضاف: كما نحيي بإعتزاز مظاهرات التأييد الحاشدة التي انطلقت على إمتداد الوطن العربي والاسلامي مبتهجة حتى الثمالة بالحدث الوطني الكبير، منددة بالأعمال الإجرامية التي تقوم بها اسرائيل بحق المدنيين العُزّل أثارت حفيظة مرجع الأمة السيد السيستاني فأصدر بياناً بليغاً يدينها ويدعو المجتمع الدولي الى وقفها ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، وبدورها كل أمتنا الإسلامية والعربية مدعوّة لوقفة تضامنية فاعلة مع الشعب الفلسطيني وتأييد ونصرة نضاله بكل الامكانات المتاحة.

وختم : إنّ عملية ( طوفان الاقصى) وبحارته الماهرين قدمت الدليل الميداني القاطع أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد المُجدي لمواجهة هذا الكيان الفاسد وخلاص أوطاننا من شروره التي أضنتها وارهقتها وأعاقت تقدمها وأراقت أنهاراً من دماء ابنائها. إنّها مدعوّة بكل قواها وشرائحها الوطنية الحرّة للدخول من بوابة هذا النصر االشامخ إلى مرحلة من الصراع هي الملارحلة الاخيرة منه بإذنه تعالى عساه ( طوفان الأقصى) فاتحة الفتح المبين، باسم الجنوب المظفّر بصمود شعبه ومقاومته، نشاطر أكاليل النصر جبين فلسطين الشامخ المطرّز بدم النضال الفخور


تعليقات: