القنوات الأجنبية توجّه الكاميرا إلى جنوب لبنان

تشهد منطقة رميش في قضاء بنت جبيل في جنوب لبنان حركة إعلامية كثيفة
تشهد منطقة رميش في قضاء بنت جبيل في جنوب لبنان حركة إعلامية كثيفة


كاميرا القنوات مصوّبة اليوم إلى المناطق والبلدات اللبنانية الجنوبية. هذا ما يجمع عليه معظم مراسلي المحطات العربية والخليجية والأجنبية المتواجدين في لبنان منذ أيام قليلة. مع انطلاق عملية «طوفان الأقصى» في فلسطين صباح السبت الماضي، تحوّل المشهد مباشرة إلى جنوب لبنان، وتحديداً البلدات المطلّة على المستوطنات الإسرائيلية. فقد قررت القنوات المحلية والعربية فتح بثها 24 ساعة للوقوف على الأحداث في غزة، إلى جانب تغطية الاشتباكات التي تشهدها بعض المناطق في الجنوب. إذ تشهد منطقة رميش في قضاء بنت جبيل في جنوب لبنان، حركة كثيفة لإعلاميين من مختلف الجنسيات، يتمركزون هناك للقيام بتغطية إعلامية يومية شاملة.

في هذا السياق، تلفت المعلومات لنا إلى أنّ غالبية المناطق الجنوبية، تشهد حركة إعلامية كثيفة لم تعرفها منذ سنوات عدة. فقد أولت وسائل الإعلام على أنواعها، اهتماماً كبيراً بالأحداث في فلسطين، وانعكاساتها على الساحة اللبنانية. وتشير المصادر إلى أن القنوات العربية والأجنبية، عزّزت فريق عملها الإعلامي في لبنان، عبر الاستعانة بمراسلين لتقديم تغطية يومية على مدار الساعة للاشتباكات التي تدور في الجنوب. وتشير المعلومات إلى أنّ الإعلام لا يزال يتوافد إلى المناطق المحاذية للشريط الحدودي، ويشهد يومياً تعزيزات تقنيات ولوجستية تحسباً لأي حدث قد يشهده الجانب اللبناني. ويتوزع الإعلاميون اليوم بين نقاط ومناطق عدة هي: تلة الحمامص، والمطلّة، وكفرشوبا والناقورة وعيتا الشعب وغيرها من النقاط الاستراتيجية.

في جولة سريعة على الشاشات، نلاحظ أن غالبية القنوات الخليجية عززت فريقها في بيروت، ولكن ليس عبر فتح استديواتها، بل عبر تغطية ميدانية. إذ يتواجد مدير قناة «الجزيرة» في بيروت مازن إبراهيم وعدد من مراسلي المحطة القطرية في الجنوب لتغطية يومية مكثفة على مدار الساعة. أما قناة «العربية»، فقد تراجع حضورها بعد الإشكال الذي حصل مع مراسلها محمود شكر خلال تغطيته أحداث الجنوب في الساعات الأولى من «طوفان الأقصى». من جانبها، عززت «سكاي نيوز» الإماراتية، حضورها عبرالاعتماد على مراسلين اثنين في الجنوب، وكذلك فعلت قناة Trt التركية التي تمركزت في إحدى قرى الجنوب. أما قناة «الحرة» الأميركية الناطقة بالعربية، فتتعاقد مع قناة mtv اللبنانية تقنياً، لتغطية الأحداث من الجنوب.


حركة إعلامية كثيفة لم تعرفها هذه القرى منذ سنوات عدة


كذلك، أرسلت غالبية القنوات الأجنبية إعلاميين للتغطية، على رأسها شبكة cnn ووكالات الأخبار العالمية، على أن يواصل هذا الإعلام حضوره في الساعات القليلة المقبلة، بعد انتشار أخبار عن توسّع العدوان الإسرائيلي في غزة. على الضفة الأخرى، تلفت المعلومات لنا إلى أن حالة من الفوضى تعمّ الإعلام اللبناني، وتحديداً القطاع الموكلة إليه مهام استئجار الكاميرات والآلات التقنية الخاصة بعملية البثّ المباشر. إذ فوجئ العاملون في القطاع التقني، بتواجد صحافيين أجانب في لبنان، يتنقلون من دون تراخيص من السلطات اللبنانية، أو حتى الاستعانة بفريق إعلامي (producer) لبناني. وتلفت المصادر إلى أن مجموعة من الإعلاميين الأجانب استغلوا التطور الحاصل في عالم التكنولوجيا إلى جانب الفوضى في الساحة اللبنانية، للقيام بمهامهم الإعلامية بمفردهم معتمدين فقط على آلاتهم وهواتفهم الذكية.

تعليقات: