اجتياح غزة البرّي: ساعة الصفر بعد حكومة الطوارئ الإسرائيلية


انتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة في الساعات الأخيرة إلى مرحلة استخدام مدافعه في تنفيذ عمليات قصف مكثف لمناطق القطاع الشرقية، بموازاة استمرار القصف الجوي.


كارثة إنسانية

وقال المواطن الفلسطيني ماجد أبو ناصر من بيت لاهيا شمال القطاع ل"المدن" إن القصف المدفعي تكثف على منطقة جباليا منذ الليلة الماضية، في حين امتلأت جميع مدارس القطاع بالنازحين الذين فقدوا بيوتهم أو غادروها بفعل القصف الإسرائيلي العنيف. وأضاف أبو ناصر: "المدارس ممتلئة بالنازحين وغير قادرة على استيعاب المزيد، لا نعلم أين نذهب إذا غادرنا منازلنا".

وأكد أبو ناصر أنهم يعيشون وضعاً إنسانياً كارثياً أخطر من الحروب السابقة، موضحاً أن الماء شحيح، والكهرباء لفترة قصيرة. وحذر من أن الكارثة الكبيرة ستحدث خلال ساعات، حينما تتعطل محطة كهرباء غزة نتيجة نفاد الوقود المُشغّل لها؛ ما يتسبب بانقطاع الماء والكهرباء نهائياً، وحدوث تداعيات إنسانية خطيرة في شتى الجوانب الحياتية.

وبينما يسود ترقبُ سيناريو الاجتياح البري، برزت إشارات إسرائيلية إضافية بشأن اعتبار الاجتياح البري "حتمياً"، إذ أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي جو بايدن بالأمر خلال محادثاتهما الهاتفية، ولم يُبدِ الأخير أي اعتراض.


غانتس يشترط إدارة الاجتياح البري

ورصدت "المدن" تقديرات إسرائيلية بأن الحرب البرية مرهونة بتشكيل حكومة طوارئ موحدة في إسرائيل، خاصة أن القطب المعارض ورئيس كتلة "المعسكر الوطني" بيني غانتس يشترط أن يدير الاجتياح البري بنفسه. وفي حين يلتقي نتنياهو بغانتس لبحث تشكيل حكومة طوارئ، قدر محللون إسرائيليون أن الحرب البرية الموعودة ستبدأ خلال أيام قليلة، بعد تأليف الحكومة، وإكمال استعدادات لوجستية وتكتيكية.

وترتكز خطة إسرائيل البرية على أن يرافق الطيران الحربي، ومعه المُسيّرات، الدبابات في التقدم البري، بموازاة إنشاء خط اتصال مباشر بين سلاح الجو والمخابرات وقيادة الجيش على الأرض، بما يضمن التواصل العملياتي المباشر بلا بيروقراطية؛ منعاً لتأخر المعلومة، والتعامل مع "الهدف" بسرعة شديدة بلا خلل. ويتولى الطيران الإسرائيلي "مهمة التنظيف" الاستباقي والمتزامن للإقتحام البري من الدبابات تحت كثافة نارية شديدة؛ لتقليل حجم الخسائر البشرية والمادية في صفوف جيش الاحتلال، وسط مخاوف من استخدامه أسلحة غير تقليدية لحسم الأمر.

وتصاعد الحديث عن قرب الحرب البرية بعد مزاعم الاحتلال باستعادة السيطرة على منطقة الغلاف وتأمين الحدود، عبر إعادة زرع كاميرات ومعدات أمنية، ونشر عدد كبير من الدبابات على امتداد الحدود. وادعى أنه حدّ من وتيرة عمليات "تسلل" المقاومة إلى "الغلاف". واعتبر أن الاشتباكات الحاصلة أحياناً في بعض مناطق الغلاف ناتجة عن "خلايا القسام المتبقية فيها"، وليس نتيجة اختراقات جديدة. وزعم الاحتلال أنه قتل المئات من مقاتلي "القسّام" واعتقل العشرات منهم في معركة الغلاف.


القسّام مُتحكّمة.. رغم الضربات؟

من جانبه، قال مصدر من حركة "حماس" في غزة ل"المدن"، إن كتائب "القسّام" لم تفقد القدرة على "التحكم العالي" في الميدان رغم الضربات الاسرائيلية الأعنف مقارنة بمواجهات سابقة. وتابع: "القسام مسيطرة وقدراتها الصاروخية لم تتضرر وتواصل عملها". وأضاف المصدر أن القصف الإسرائيلي سيستمر لتغيير شكل غزة، ومعالمها السكانية؛ نتيجة الدمار المهول.

وأكد المصدر الحمساوي أن الاحتلال انتقل في حربه المستمرة منذ السبت الماضي إلى مرحلة القصف المدفعي لمناطق القطاع الشرقية، وفرض حزام ناري في محيط غزة.. مشيراً إلى أن السؤال المركزي هو "ما هي المرحلة التالية؟". وأشار إلى أن المقاومة تدرك أن الاحتلال مجبر على الحرب البرية، لكنها ستكون "صعبة جداً" على الطرفين، إسرائيل والمقاومة، بمنظور "حماس".


"الاجتياح البري موجع للجميع"

وتقر "حماس" بأن القتال البري سيغير شكل المعركة كثيراً، ونتائجه "موجعة للطرفين"، لكنها تعتقد أن كل شيء منوط بشكل الحرب البرية، ومدى توغل الاحتلال وهدفه منها، منوهة بأن الميدان ما زال محملاً ب"مفاجآت".

وبشأن قدرة الاحتلال على تحقيق هدفه بإنهاء قدرة حماس العسكرية وحسم المعركة ضدها، قلل المصدر من إمكانية نجاح إسرائيل في ذلك، رغم إقراره بأن المعركة البرية مكلفة لإسرائيل وحماس، ما يجعل الاحتلال أمام "خيارات صعبة"، بحسب "حماس".

تعليقات: