ها هي غزَّة تدفع من لحمها الحي مئات المجازر دفعة واحدة ، كل هذا ثمناً لإخلاصها وصبرها وثباتها وتشبث ابنائها بحق فلسطين والأقصى .
ها هو المحتل الغاشم يزداد توحشاً وبطشاً وإجراماً.
ها هو العالم يزداد إنقساماً وتباعداً وتمزُّقاً.
ها هي قوى الهيمنة بزعامة اميركا تزداد تشبثاً بهيمنتها ولو على أوصال مئات وآلاف الأطفال والنساء والعجزة الفلسطينيين ، ولو على أنقاض مئات وآلاف المباني التي أنشئت بعرق ودم ودموع العزَّاويين المظلومين والمقهورين لتكون مأوىً وملاذاً لهم ولتكون أمكنة للحب والمودة والراحة والسكينة.
ها هي المنظمات الدولية تلعب دور شاهد الزور على الجرائم المتلاحقة من فعل أميركا ومن يدور في فلكها .
ها هو النظام العالمي المؤسَّس على حماية المستعمِرين والناهبين والظالمين يتهاوى ويسقط ، وبعض المستضعفين المقهورين على شاكلة الشعب الفلسطيني يحاولون باللحم الحي ورغم قلة الإمكانات أن يصوبوا مساراته الظالمة والعمياء ويحقِّقون الإنجازات المبهرة بكل المقاييس.
ها هي شعوب المقاومة الطامحة إلى التحرُّر والتي بنت قوتها من رحم معاناتها ومظلوميتها وقهرها تراقب عن كثب مجريات المعركة لتوظف ما إدخرته من اسباب قوتها لمثل هذا اليوم المنتظر.
ها هو العالم يستعد ليشهد بداية التحول في نظام الهيمنة الغربية الأحادية الذي ساد العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، واقترب الوقت الذي سيعترف فيه الأميركي والغربي بأن الزمن تغيَّر ، ولم يعودوا وحدهم في هذا العالم ، وأن احادية تحكمهم بالنظام العالمي دنى أوان انتهائها.
ع.إ.س
باحث عن الحقيقة.
13/10/2023
تعليقات: