خليل أسعد علي (مواليد 1947) وزوجته زباد حسين عاكوم (1945)
... هرباً من القصف قبل أن تغدرهما القذيفة الثانية
كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة الثالثة والربع من عصر السبت الواقع في 14 تشرين الأول عندما هاجم "#حزب الله" المواقع الإسرائيلية في #مزارع شبعا اللبنانية المحتلة.
لم يكن خليل أسعد علي (مواليد 1947) وزوجته زباد حسين عاكوم (1945) يشعران بأيّ قلق أو خوف من القصف المتقطع الذي يخترق بعض القروى الحدودية. هما اللذان غادرا بيتهما خلال الاحتلال الإسرائيلي، عادا في العام 2000 بعد التحرير ليقضيا ما تبقى لهما من حياتهما في ربوع بلدتهما وأرضها التي تمسّكا بها حتى آخر نفس.
لم يتصورا أن يدفعا ثمن الرّد سريعاً من قبل #الجيش الإسرائيلي، الذي أطلق قذائف هاون باتّجاه مناطق مفتوحة في محيط بلدتَي كفرشوبا ومزارع شبعا، فاستشهدا جراء تعرّض منزلهما للقصف المباشر.
بالأمس، عندما كان القصف المتقطع يخيّم على جنوب لبنان، شيّعت بلدة شبعا الشهيدين خليل وزوجته زباد اللذين سقطا بقذيفة إسرائيلية استهدفت منزلهما. كانا في منزلهما لحظة القصف الإسرائيلي، وأغمضا أعينهما معاً بعد أن كانا شاهدين على جرائم الاحتلال الذي لا يفرّق بين مدنيّ وعسكريّ.
لم تكن قد مضت 24 ساعة على استشهاد الزميل المصوّر #عصام عبدالله، وإصابة 5 صحافيين آخرين، نتيجة القصف الإسرائيلي على الفريق الصحافيّ في علما الشعب، حتى دفع خليل وزوجته دمهما بعد تعرّض منزلهما لقصف مباشر.
وعلمت "النهار" من مصدر متابع على الأرض أنه "بعد رد إسرائيل على هجوم "حزب الله" تعرّض منزل مدنيّ موجود على التلّة إلى ثلاث قذائف تسبّبت باستشهاد خليل وزوجته وبإحداث دمار كأننا في ساحة المعركة".
ويضيف المصدر: "لم نكن نتوقّع أن تكون آثار الدمار بهذا الشكل المخيف، كأننا ندخل ساحة حرب، 3 قذائف كانت كفيلة بإحداث دمار وقتل. عندما سقطت القذيفة الأولى، توجّه خليل وزوجته على ما يبدو إلى المطبخ للاحتماء، لكنّهما لم ينجوا بعد سقوط القذيفة الثانية التي أدت إلى استشهادهما، وكانت الإصابتان بليغتين. لم نكن نتوقّع عند توجّهنا إلى منزلهما أنهما قُتلا. كنّا نظن أننا سنكون أمام إصابات متوسّطة ونزيف، لكن ما إن دخلنا المنزل حتى أدركنا أننا أمام سيناريو مأساوي".
لم يكن منزل خليل وزوجته هو المنزل الوحيد الذي تعرّض للقصف، إذ سقط في ذلك النهار على بلدة شبعا نحو 30 قذيفة، وتضررت 6 منازل، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من السيارات. ويؤكد المصدر أنه "بعد حادثة استشهاد خليل وزباد، ترك سكّان البلدة منازلهم. لقد شعروا بالخوف والخطر، ولم يبق في الحارة، التي تضمّ 400 شخص، غير شخص واحد، ممّا يعني أن النزوح كان بنسبة 80 في المئة".
يبدو واضحاً أن القصف كان بهدف تمشيط المواقع المجاورة لمواقع الحزب، ولم يكن عن طريق الخطأ. وقد عانى الصليب الأحمر والدفاع المدني للوصول إلى منزل خليل وزوجته بعد الاستهداف، وسقطت قذيفة أمام سيارة الصليب الأحمر، فكادت تودي بالفريق المسعف، مما أعاق إسعاف العائلة المصابة، واستغرق الأمر أكثر من ساعتين حتى تمكّن عناصر الصليب الأحمر والدفاع المدني من الوصول وانتشال الجثّتين من وسط الدمار.
استشهاد خليل وزوجته، والقصف الاسرائيلي أدّيا إلى نزوح لافت للسكّان. ويؤكد مختار بلدة شبعا محمد هاشم لـ"النهار" أنه قبل استشهاد المواطنين خليل وزباد لم يفكّر أحد في ترك منزله والخروج من المنطقة. كانت الناس ما زالت مطمئنة أن "لا شيء محسوم، ويمكن يصير شي ويمكن لأ"، إلا أنّه بعد عملية القصف على المواقع الإسرائيلية من جبال شبعا وأطرافها، والردّ الصهيونيّ عليها، الذي أدى إلى استشهاد خليل وزوجته، شهدنا حركة نزوح خوفاً من القصف العشوائي الذي يستهدف المدنيين كما حصل مع خليل وزوجته".
ويشير هاشم إلى أنه "لم يصدر أيّ تحذير أو انذار سابق للعملية، ونعلم جيداً أنه لن يقول شخص لآخر "اترك بيتك" إلا في حال تصاعد وتيرة القصف بشكل كبير وتدهور الوضع. تعرف الناس هنا متى تترك بيوتها وأراضيها هرباً من القصف والموت. وما جرى نهار السبت كان حدثاً غير متوقع، فهما أوّل مدنيين يُقتلان بنيران الاحتلال بعد استشهاد المصور عصام عبدالله خلال تأدية واجبه الصحافي".
وبالرغم من الصواريخ التي استهدفت منزلهما، بقي القصف متواصلاً في تلك المنطقة، خصوصاً أن منزلهما الواقع على التلة قريب من المواقع التي كانت تستهدفها إسرائيل. وفق هاشم "لم يكن الوصول إليهما بالمهمّة السهلة، وقد استغرق وصول سيارة الصليب الأحمر إلى المنزل أكثر من ساعة ونصف نتيجة القصف الإسرائيلي".
تعليقات: