علي شعيب يحمل دمه على كفّه وينتصر للحقّ

علي شعيب: أتخذ بعض التدابير الاحترازية بسبب نظرة العدو الإسرائيلي إليّ كصحافي مقاوم
علي شعيب: أتخذ بعض التدابير الاحترازية بسبب نظرة العدو الإسرائيلي إليّ كصحافي مقاوم


«المعركة اليوم تشبه بعض تفاصيل حرب تموز 2006» هكذا يقول لنا الإعلامي اللبناني الذي رابط على جبهة الجنوب طوال 30 عاماً. يواصل مراسل قناة «المنار» وإذاعة «النور»، رسالته الإعلامية المقاومة التي «توازي السلاح الحربي». وعلى رغم أنّ المأساة كبيرة في غزة، إلا أنّ هذا يزيد إصراره «على مقارعة هذا العدو»

بعد انتشار الشائعات والأخبار المغلوطة حول الأحداث التي تشهدها مناطق وقرى الجنوب اللبناني منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى»، تحوّلت صفحة مراسل قناة «المنار» في جنوب لبنان علي شعيب على منصة X، إلى مصدر للأخبار الموثوقة. يقوم المراسل الحربي المعروف بأدائه المهني على مدار 30 عاماً، بتغطية الحدث بالصوت والصورة، كاشفاً خروقات جيش العدو الإسرائيلي في القرى الجنوبية، مسجّلاً انتصارات المقاومة بالأدلة والبراهين. هكذا، بات «الحاج علي» كما يطلق عليه، مصدراً لثقة الإعلاميين العرب والأجانب، واصفين إياه بأنه «صاحب الخبر الصحيح».

في هذا الإطار، يقول شعيب باتصال معنا إنّ «المعركة اليوم تشبه بعض تفاصيل حرب تموز 2006 التي شنّها العدو ضد لبنان. يومها، كان الإسرائيلي يقصف كل شيء يتحرّك أمامه. حركتنا مرتاحة قليلاً، لأن الاشتباكات محصورة بالردود العسكرية في نقاط المواجهة. أتنقّل حالياً في غالبية مناطق القطاع الشرقي في جنوب لبنان، أي بلدات كفركلا والخيام وبليدا وغيرها. كما أزور القرى المتداخلة بين فلسطين ولبنان، ويأخذ العدو حذره من استهداف المدنيين هناك».

لا يُخفي شعيب أنه بات مصدر قلق للعدو الإسرائيلي، قائلاً «الصحافة الإسرائيلية تذكرني بالاسم، وتتوعّد باستهدافي دائماً. توجّه لي التهديد مباشرة، ويخاطبني جنود العدو باسمي، بينما أنا لا أردّ عليهم. يقولون لي «جاي دورك»، فلا أعيرهم أهمية. يعتبرونني مستفزاً لأنني أكشف الخروقات الإسرائيلية، وهم ليسوا معتادين على هذا النوع من العمل الصحافي. أنا لا أستفزهم، أنا أقوم بواجبي المهني فقط، بعيداً عن الاستعراض. لا أخضع للإسرائيلي، هذا العدو المردوع، أحاول كشف حقيقته وأجسّدها عبر التقارير والصور التي أنشرها».

بالنسبة إلى المراسل في قناة «المنار» وإذاعة «النور»، فإنه يستمدّ قوّته من كاميرته وصوته، واصفاً الحالة بأنّ «السلاح الإعلامي يوازي السلاح الحربي. فكما الرصاصة لها دور، كذلك الصورة. يجب على الكاميرا أن ترافق انطلاق الصاروخ، فهي انعكاس ومرآة للحدث العسكري».

يعود شعيب إلى الوراء، وتحديداً إلى 16 شباط (فبراير) 1992، وهو تاريخ اغتيال السيد عباس الموسوي على يد العدو الإسرائيلي. في تلك اللحظة كانت انطلاقة شعيب في الإعلام، قائلاً «في ذلك النهار التقطت أول صورة للسيد عباس خلال خطابه الشهير في مسجد قرية جبشيت (قضاء النبطية). بعد ساعات من إطلالة السيد، اغتيل من قبل العدو. هكذا كانت انطلاقتي في العمل الإعلامي، وما زلت إلى اليوم أحمل رسالتي، وأتابع قضايا وهموم الناس في القرى المحاذية للشريط الحدودي. لاحقاً، قمت بتغطية الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، بدءاً من تسعينيات القرن الماضي وصولاً إلى حرب تموز 2006. كما كنت أول من حمل الكاميرا التي شهدت على تحرير الجنوب من العدو الإسرائيلي عام 2000. كذلك قمت بتغطية الحرب السورية». هذه الخبرة في الإعلام الحربي، وضعها شعيب في خدمة المقاومة. إذ يحمل المراسل دمه على كفّه، ويعرف ذلك حقّ المعرفة، قائلاً «أتخذ بعض التدابير الاحترازية بسبب نظرة العدو الإسرائيلي لي كصحافي مقاوم. كنت معرّضاً مراراً للقتل في أيّ لحظة».

أعزّز صمودي من أجل الارتقاء بتضحيات أهل غزة

وعن التغيرات التي طرأت على تغطية الأخبار بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يجيب: «لديّ أكثر من 370 ألف متابع على حسابي على منصة X، غالبيتهم من الصحافة الإسرائيلية وبعض وسائل الإعلام المحلية والعربية. أتلقى اتصالات من الإعلاميين يأخذون الإذن باستعمال الفيديوات التي أنشرها. أدرس أيّ خبر قبل نشره، فأنا أحمل مسؤولية كبيرة لانعكاسات الخبر على حربنا مع العدو. كما أنّ معظم الصحافيين يتصلون بي للتأكّد من صحة أيّ خبر. وضعت كل إمكاناتي الإعلامية في خدمة أيّ وسيلة إعلامية تغطي أخبار الأحداث في الجنوب، بعيداً من السبق الصحافي. في هذه الحالات لا يوجد سبق في الأصل». يختم شعيب كلامه، مؤكداً أنه يشعر بالتقصير في عمله الإعلامي بعد الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة، مؤكداً أن «المأساة كبيرة. ولكن هذا الأمر يشعرنا بالمزيد من الإصرار على مقارعة هذا العدو. أعزّز صمودي من أجل الارتقاء بتضحيات أهل غزة».

تعليقات: