الحزب تسبب بتأجيل الغزو.. وأميركا تضبط إسرائيل شمالاً

تدمير منصات حزب الله قد تكون من مهام الأميركيين إذا دخلوا الحرب الواسعة (Getty)
تدمير منصات حزب الله قد تكون من مهام الأميركيين إذا دخلوا الحرب الواسعة (Getty)


تستمر آلة القتل الإسرائيلية في بطشها بالشعب الفلسطيني. وفي غضون ذلك، تكشف الصحافتين الإسرائيلية والأميركية المزيد من المعطيات حول فتح الحرب من جنوب لبنان لمساندة قطاع غزة، والمساعي الأميركية لمنع تمدد الصراع، وسيناريو التورط الأميركي المباشر.


ما علاقة حزب الله بموعد غزو غزة؟

وعن موعد الغزو البري لغزة، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن موعد العملية البرية المضاد لغزة كان مقرراً إما الجمعة أو السبت الماضي. وتم تأجيله لعدد من العوامل، أبرزها القلق المتزايد من انتظار حزب الله اللحظة التي تحشد فيها القوات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي بغزة كامل قوتها، لفتح جبهةٍ كاملة مع الجيش الإسرائيلي في الشمال.

عدم إنخراط حزب الله في الحرب بشكلٍ واسع منذ بدايتها وإبقاء هجماته على إسرائيل عند عتبة منخفضة إلى حدٍ ما، لا تثبت -وفق الصحيفة- أنه تم ردعه، بل ما يحصل بنظرها هو جزءٌ من تزييف متقن لإغراء إسرائيل، على غرار الشعور الزائف بالأمان للجيش الإسرائيلي قبل هجوم حماس في الجنوب.

وتنقل الصحيفة عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن المخابرات الإسرائيلية والمستوى السياسي يجب أن يحظيا بمستوى جديد من التواضع بشأن تقييماتهما لنوايا العدو بعد الضربة القاصمة التي سددتها لهما حماس في غزة. وهذا لن يمنع الجيش الإسرائيلي من غزو غزة، لكنه ربما يكون تأخر للتحقق بشكلٍ أفضل من الإشارات المتعلقة بنوايا حزب الله، فضلاً عن تعزيز القوات الشمالية في حالة حدوث الأسوأ.


ضغط أميركي على إسرائيل

في سياقٍ متصل، نقلت صحيفة "التايمز" الإسرائيلية، عن مسؤوليَن مطلعين على مجريات الحرب في غزة، استمرار إدارة بايدن بمساعيها لإقناع إسرائيل بعدم شن حملة عسكرية ضد حزب الله، في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على منع انتشار الحرب الحالية إلى خارج قطاع غزة.

وأوضح المسؤولان للصحيفة إدراك الولايات المتحدة أنه يتعين على إسرائيل الرد على الاستهدافات المتزايدة لحدودها الشمالية من قبل حزب الله منذ هجوم حماس في 7 تشرين أول الجاري. ومع ذلك، طالبت إدارة بايدن إسرائيل بتوخي الحذر في ردودها العسكرية على نيران حزب الله، موضحةً أن خطأ الجيش الإسرائيلي في لبنان قد يؤدي إلى حربٍ أكبر بكثير.

وشددّ المسؤولان للصحيفة الإسرائيلية، على تأكيد إدارة بايدن لإسرائيل في الأيام الأخيرة، إنضمام الجيش الأميركي إلى المعركة، في حال قرر حزب الله توسيعها وفتح الجبهة بكل ما أوتي من قوة ضد إسرائيل.


التدخل الأميركي المباشر

أما عن فرضيات التورط المباشر في الحرب، فأشار موقع "بيزنس إنسايدر" الأميركي، إلى إمكانية أن تؤدي الهجمات المتعددة على إسرائيل إلى جر الولايات المتحدة للحرب. وقد شرح مات بوروز، المحلل في مركز "ستيمسون للبحوث"، ومقره واشنطن العاصمة، الأسباب التي قد تدفع الولايات المتحدة لدخول الحرب بقوله "لا أرى تدخلاً عسكرياً للولايات المتحدة إلاّ إذا كانت إسرائيل معرضة للخطر بشكلٍ واضح، حين تتعامل مع غزو لحزب الله من الشمال، وانتفاضة شديدة في الضفة الغربية، وانتكاسة عسكرية في غزة. عند حدوث ذلك، ستقتلع المقاتلات والقاذفات الأميركية مواقع حزب الله في لبنان أو ستشلّ إمدادات الأسلحة من إيران".

وأضاف الموقع نقلاً عن خبراء قولهم إنّ تدمير منصات الإطلاق التي يستخدمها حزب الله لإطلاق الصواريخ قد يكون من بين المهام الأساسية للولايات المتحدة إذا اختارت التدخل والدفاع عن إسرائيل.

سيناريو كارثي

رغم ذلك، يستبعد الموقع الأميركي فعلياً دخول الولايات المتحدة الحرب، لأسبابٍ ليس أقلها المعارضة الداخلية للتورط في عملية عسكرية أخرى مكلفة ومدمرة في منطقة الشرق الأوسط، وخشية إثارة موجة جديدة من الهجمات من قبل حلفاء إيران.

ويضيف الموقع أن ضرب الولايات المتحدة لأهداف حزب الله في سوريا قد يخلق رد فعل انتقامي من روسيا، وربما قد يدفع الجماعات الموالية لإيران في دول مثل العراق وسوريا واليمن لمهاجمة المواقع الأميركية في المنطقة. وهنا، يشرح مايكل ديمينو، المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، خطورة هذا السيناريو قائلاً "إنّ مثل هذا التصعيد يمكن أن يؤدي إلى ضغوط من إسرائيل على الولايات المتحدة لضرب إيران نفسها. من الواضح أن ذلك سيكون كارثة لجميع الأطراف المعنية، بما فيها الولايات المتحدة".


رسالة تهديد عبر "واشنطن بوست"

من جهتها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن المجتمع الدولي يبذل جهوداً حثيثة لاحتواء خطر نشوب معركة أوسع نطاقاً بين إسرائيل وحزب الله، لكن الأزمة الإنسانية في غزة، وسط الغارات الجوية الإسرائيلية العقابية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 3500 شخص، تثير الغضب في لبنان وفي جميع أنحاء العالم العربي، ويمكن أن تدفع حزب الله إلى التصعيد.

ونشرت الصحيفة الأميركية رسالة تهديد من الجيش الإسرائيلي لحزب الله، جاء فيها "يقاتل الجيش الإسرائيلي منظمة حماس الإرهابية التي بدأت هذه الحرب، وهو مستعد لكل سيناريو في الشمال والجنوب على حد سواء. ننصح أعداءنا بعدم اختبار قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا".


حال المستوطنات الشمالية

وبخصوص الوضع في المستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية، قابلت الصحيفة أحد المستوطنين المدعو غاي بيكر من كيبوتس برعام، الذي قال إنّ هجمات "طوفان الأقصى" خلقت خوفاً خاصاً في المستوطنات الشمالية الصغيرة، التي تشبه في كثير من النواحي المستوطنات التي اجتاحها مسلحو حماس.

أضاف "قيام قوات حزب الله باختراق السياج واقتحام المستوطنات في الشمال هو بالضبط السيناريو الذي كنا نخشاه ونستعد له منذ سنوات".

تعتمد معظم المستوطنات الحدودية الشمالية على قوة أمنية مسلحة صغيرة من جنود الاحتياط والمدنيين كخط دفاع أول. وقد تحدثت الصحيفة الأميركية مع صحافي إسرائيلي من مستوطنة شتولا، يُدعى إلياهو جليل، شرح مخاوف المستوطنين بقوله "تم اكتشاف وتدمير نفق لحزب الله على بعدٍ يقلّ عن 580 متراً من شتولا في عام 2019. ومن المؤكد أن هناك نفقاً آخر لم يُحدد مكانه بعد. إذا حدث هنا شيء مشابه لما حدث في الجنوب، فسوف نقاتل ولكننا سنُقتل".

تعليقات: