لست مولعة بالكلمات… ولكن الشجاعة أرغمتني على النطق… سمّه اضطراب نطق واضطراب وعي وتشوش على صفحة بيضاء… مفردة شجاعة واحدة هي خلاصنا في هذه المرحلة…هي حدوة حصان لم يشرف العرب على تجارتها وصناعتها يوما، لكن هم أحوج في المرحلة الى اتقان طريقة حيازتها وجيادة فرسها الأصيلة.

مفردة شجاعة واحدة تترافق وصهيل الأحصنة في ألا نفقد هويتنا العربية بفعل قوة الزمن المعجز الذي قسّم الماضي والحاضر الى صور باهتة.

حدوة حصان. فائدة قوية ترتبط بحصان عربي شجاع يقرأ علينا في هذا الزمن الصعب عزيمتنا ويشدّ أواصر ارتباطاتنا لما يحمله من قيم أصيلة.

مفردة واحدة و حدوة حصان شجاع واحد وفرس أصيلة تكاد تتوارى من حياتنا اليومية ويرتد المد العاصف للغة الكراهية والحقد والانتقام. فالمسافة بينهما شاسعة، والعودة إلى الطريق المفارق تبدو عسيرة إن لم تكن مستحيلة. يا للمفارقة. لكن حدوة حصان وفرسها الأصيلة تمد لنا يد وجدان محملة بالعشق والجمال.

لغة جديدة لا تستعمل لغة الحروب ولا تتحدث بنبرة خافتة من المؤامرات بقدر ما تتبنى لغة صريحة تنطلق من مشاعر جياشة وصوت متصاعد قادر على اختراق جلجلة المرحلة الفوضى واضطراباتها ولغي لغة الحروب فيها.

جلّ ما نحتاجه في هذه المرحلة هو العودة إلى تاريخ جيادنا العربية الأصيلة ومعرفة استخدام حدواتها…وصناعتها…بالطريقة السليمة.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 28 أكتوبر، 2023