إسرائيل تستعين بجنرال من أصل لبناني لتحذير حزب الله


يواظب تلفزيون "مكان" العبري على استضافة الجنرال الإسرائيلي الأسبق جاك نيريا بين الفينة والأخرى، كي يبعث برسائل و"نصائح" إلى "حزب الله" وعموم اللبنانيين. وبعد استضافته في مرات سابقة للحديث عن الأزمة السياسية والاقتصادية اللبنانية ومقترحاته على اللبنانيين بشأن سبل الخروج من مأزق الشغور الرئاسي، أطل جاك نيريا صباح الأحد ضيفاً في التغطية الإخبارية لـ"مكان" لمجريات الحرب على قطاع غزة والتصعيد الحاصل على الجبهة الشمالية.

وجاءت استضافة جاك نيريا البالغ من العمر 72 عاماً، بصفته خبيراً في شؤون لبنان، وضابطاً سابقاً في الاستخبارات العسكرية، ومستشاراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين.

وكان نيريا قد كتب سيرته الذاتية في كتاب "اللبناني"، يحكي فيه أكثر عن نفسه، كيهودي لبناني انتقل إلى فلسطين المحتلة في ستينيات القرن الماضي، حتى صار ضابطاً في الاستخبارات الإسرائيلية، ولاحقاً بات مستشاراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين.


"نصيحة" أو رسالة تحذير؟

وجاءت استضافة جاك نيريا الجديدة كي يبعث برسالة تحذير إلى حزب الله من مغبة تطور المعركة إلى حرب شاملة، وقال بلهجة لبنانية: "أنصح حزب الله بعدم الدخول في حرب مع إسرائيل وإلا سيندم، إسرائيل مستعدة جيداً للحرب الشاملة"، كما نصح نيريا مستشاري "حزب الله" بضرورة أن يدركوا أن إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر ليست كما قبلها، وأنها "موحدة".

وزعم نيريا أن حزب الله هو من حدد توقيت هجوم "حماس" على منطقة غلاف غزة، بدعوى أنه استند في ذلك إلى "حسابات خاطئة بأن تل أبيب ضعيفة ويمكن إبادتها وإزالتها".

لكنّ الجنرال الإسرائيلي الأسبق أقر بأنّ إسرائيل تراعي في عمليتها البرية أن تكون بأسلوب وطريقة لا تجر إلى حرب شاملة، وأشار إلى أن إيران والولايات المتحدة متفقتان على عدم تطور الأمور إلى حرب إقليمية.

ويتسق نيريا مع تهديدات يطلقها الجيش الإسرائيلي ضد "حزب الله"، وكان أحدثها ما وجهه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري لـ"حزب الله"، إذ قال إن "الجيش يقصف مواقع حزب الله وسيتعامل بلا هوادة مع أي خلية تقترب من الجدار الأمني الإسرائيلي".


ردع حرب الشمال.. كهدف رابع

وكان هدف ردع حزب الله عن الحرب الأوسع في الجبهة الشمالية، قد أدرجه جيش الاحتلال كهدف رابع لخطة الحرب على غزة، وهو ما أشار إليه موقع "ألما" المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، وأكده أيضاً الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي. لكنّ محللين عسكريين يقدرون أن إسرائيل تحولت لانتهاج خطة جديدة لـ"ردع حزب الله"، وأنها قد تتضمن أشكالاً وسيناريوهات مختلفة عن المواجهة العسكرية المباشرة، وتتضمن مراحل متعددة ضمن مساعيها لتفكيك الجبهات وفصلها وتحييدها، بدعوى أن تل أبيب باتت مجبرة على ذلك "وجودياً".

وسعى الإعلام العبري إلى إظهار حزب الله مربكاً وحائراً في التصعيد الدائر حالياً، مستدلاً على خسائره البشرية الكبيرة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وأيضاً عمليات إسرائيل الاستباقية ضد خلاياه على الجانب الآخر من الحدود، معتبرًا أن هذه الأمور دفعت الحزب إلى عملية "تقييم للوضع" في الأيام الأخيرة، بدعوى أنه "تفاجأ من دقة الضربات التي تلقاها من إسرائيل". كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قذائف أطلقها حزب الله في الساعات السابقة قد سقطت عن طريق الخطأ داخل الأراضي السورية.

وحاول الاحتلال أن يسوق لنفسه "كمدير ناجح وذكي لتصعيد الشمال"، ضمن مساعيه لحصره عند المناطق الحدودية ومساحات محددة وألا يتمدد لأعماق ومديات أكبر تقود إلى اشتعال الحرب الشاملة.


"حزب الله" حاضر في المناكفة الإسرائيلية


الحال أن اسم "حزب الله"، كما حماس، كان بارزاً في خضم مناكفات رسمية إسرائيلية هي الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وذلك بعد أن غرد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على موقع "X" ليتهم الجيش والاستخبارات بتزويده بمعلومات غير صحيحة قبل السابع من أكتوبر بشأن عدم نية حماس بالتصعيد، في سبيل محاولاته تبرئة نفسه من مسؤولية الإخفاق المتمثل بهجوم "القسّام" على منطقة "الغلاف".

وقام نتنياهو بحذف تغريدته بعد أن لاقت انتقادات شديدة من شخصيات سياسية عديدة، بينها تلك التي وجهها الوزير بلا حقيبة بني غانتس لنتنياهو، وأيضاً رئيس تكتل المعارضة يائير لابيد الذي اتهم نتنياهو بـ"إضعاف الجيش وعدم تشجيعه في ظل حرب يخوضها ضد حزب الله وحماس". ثم قدم نتنياهو اعتذاره عما جاء في تغريدته، واعترف أنه قال أموراً يجب ألا تُقال، وتابع: "أعرب عن دعمي الكامل لكافة الأذرع الأمنية والعسكرية".

لكن صحافيين ومحللين إسرائيليين اعتبروا أن حذف نتنياهو تغريدته والاعتذار عنها لن يزيل "العار الذي يقع عليه"، وأضافوا أن "حزب الله وحماس يشعران بالسرور بفعل الصدع الذي يحدثه نتنياهو في الجبهة الداخلية في خضم الحرب".

تعليقات: