تقارير إسرائيلية: ما ينتظرنا مع لبنان في الأيام المقبلة

من الخطأ الحكم على حزب الله بناءً على أدائه في عام 2006 (Getty)
من الخطأ الحكم على حزب الله بناءً على أدائه في عام 2006 (Getty)


مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أسبوعها الرابع، تستمر الصحافة العبرية بتحليل نوايا حزب الله لتوسيع رقعة الصراع وفتح جبهة الشمال على مصراعيها، وسط مطالباتٍ من مسؤولين إسرائيليين سابقين بالرد بقوةِ أكبر على استفزازات الحزب وهجماته على المواقع العسكرية.


ثلاثة سيناريوهات

احتمالات دخول حزب الله الحرب بطريقةٍ موسعة، حاولت صحيفة "إسرائيل هيوم" تحليلها، فشددت على أنه إذا تلقى أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، أمراً من طهران بالانضمام إلى الصراع فسوف ينفذ ذلك. مع تنويهها بأن نصرالله يتحمل المسؤولية الثقيلة عمّا يحدث في لبنان، خصوصاً مع فرار عشرات الآلاف من السكان من قراهم في الجنوب؛ وقيام العديد من الدول بإجلاء مواطنيها، وضغط معظم القوى السياسية في البلاد عليه لعدم الانضمام إلى الحرب من أجل منع تدمير البلاد بشكلٍ كامل.

وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى ثلاثة سيناريوهات قدمها كمال خرازي، وزير الخارجية الإيراني السابق ومستشار المرشد الإيراني الأعلى، في معهد إيراني رائد لبحوث العلاقات الخارجية، عن مستقبل الحرب في غزة. إذ قال هذا الأخير أن:

- السيناريو الأول يتجسد بتطور الصراع إلى حربٍ إقليمية، والتي يمكن أن تتصاعد إلى حربٍ عالمية،

- والسيناريوهان الآخران يتمثلان باستمرار حماس وإسرائيل في القتال "حتى يقضي أحدهما على الآخر"،

- أو الحرب طويلة الأمد حيث يستمر كل جانب في تلقي الدعم والمساعدة والمساندة من الجهات الفاعلة الخارجية.

في الوقت الحالي، يبدو أن الإيرانيين، حسب الصحيفة، يميلون نحو السيناريو الثالث، أي استمرار تقديم الدعم لحماس بينما يقوم حزب الله بمضايقة إسرائيل في الشمال، ضمن حدود تصعيد إقليمي محدود، من دون الدخول في مواجهةٍ واسعة النطاق. لتضيف الصحيفة بأن التقارير التي تتحدث عن محاولة إيران تهريب أسلحة دقيقة إلى حزب الله في سوريا، يتم نقلها على متن طائرات مدنية تهبط في المطارات السورية، قد تعزز هذا التفسير.


توقيت توسيع الحرب

من جهتها، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، دراسة لمركز "كاسبيان بوليسي" الأميركي عن حرب غزة، تناول فيها إمكانية انخراط الحزب في الحرب بقوةٍ أكبر. وقد اعتبر المركز في الدراسة أن إيران لم تقم ببناء حماس على مر السنين، لتتركها وحيدةً في الساحة تتعامل مع الهجوم الإسرائيلي المضاد والمدمر. ونتيجةً لذلك، إذا قرر حزب الله الضرب بقوة، فمن المرجح أن يحدث ذلك أثناء الهجوم الإسرائيلي البرّي على غزة، وسيحدث في الوقت الأكثر ملاءمة لحزب الله وليس لحماس، مستشهداً بحرب عام 2006 كدليل على النجاح السابق لهذه الاستراتيجية.

وحرص المركز الأميركي في الدراسة على القول إنه سيكون من الخطأ الحكم على حزب الله بناءً على أدائه في عام 2006، لأنه قام بتوسيع ترسانته من الأسلحة بشكلٍ كبير، بما يكفي حتى للتسبب في مشاكلٍ لحاملات الطائرات الأميركية بصواريخه المضادة للسفن.


عاملان قد يمنعان الحرب في لبنان

وبخصوص العوامل التي تلجم الحزب حتى تاريخ كتابة هذه السطور من استخدام القوة المفرطة على الجبهة الشمالية لإسرائيل، يتطرق المركز الأميركي إلى جانبين رئيسيين لحزب الله، وهما موقعه في السياسة اللبنانية والدور الذي يلعبه في الاستراتيجية الإيرانية الكبرى.

يقول المركز الأميركي أن الحرب في الوقت الحالي، بينما يعاني لبنان من أزمة اقتصاديةٍ حادة، لن تؤدي إلاّ إلى تعميق الأزمة الاقتصادية المستفحلة أصلاً في البلاد. وهذا يقودهم إلى الاستنتاج بأن حزب الله يفضل أن يظل قوياً سياسياً ومحبوباً لدى الجمهور اللبناني، بدلاً من إثارة التوترات الداخلية المتزايدة في الداخل اللبناني.

والعامل التالي هو مكانهم في الاستراتيجية الإيرانية. إذ يعمل الحزب إياه كركيزةٍ مهمة للاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، حيث تشكل ترسانته الضخمة من الأسلحة تهديداً كبيراً لإسرائيل. ولهذا السبب بالتحديد، يعتقد المركز أن استخدام هذه القوة النارية في الصراع الحالي في غزة يعني استنزافها كوسيلة للردع، وبالتالي تحييد دورها كرادع. ما يُظهر حزب الله كقوة ردع ذات استخدام واحد، يمكنها أن تسبب ضرراً بالغاً لإسرائيل والولايات المتحدة، ولكن لا يمكن استخدامها إلاّ مرة واحدة قبل أن تحتاج إلى وقتٍ كبير لاستعادة قوتها.

من هنا، يرجح المركز استمرار المناوشات في جنوب لبنان كمحاولةٍ لإبقاء شبح التدخل الإيراني حياً والقيام في الوقت نفسه بتشتيت إسرائيل في حربها على قطاع غزة.


دعوة إلى ردٍ أقوى

توازياً، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، باتخاذ إجراءاتٍ أقوى ضد حزب الله في لبنان، محذراً من أن أفعال الحزب تشير إلى نيته توسيع الأعمال العدائية ضد إسرائيل. وانتقد ليبرمان تقييمات المحللين والمسؤولين الإسرائيليين التي تفيد بأن حزب الله لا يشارك حالياً إلاّ في قتالٍ رمزي لدعم حماس وحربها ضد إسرائيل.

أضاف "لا يمكننا أن نستيقظ ذات يوم على وابلٍ كثيف من الصواريخ المتطايرة باتجاه حيفا وتل أبيب التي تطلقها قوات حزب الله على الحدود. لن يكون بوسعنا إنهاء الحرب من دون دفع حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، كما من المرفوض أن يعود سكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود مع إسرائيل إلى منازلهم في وقتٍ قريب".


ضغوط دولية ورد الحزب

بدورها، تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن احتمالات توسع الحرب من لبنان. وفي تقريرها الموسع نقلت عن مسؤولٍ لبناني كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المناقشات، قوله "جميع الدول الغربية تتحدث إلينا، وترسل سفراءها، وتقول لنا إنّ حزب الله يجب ألاّ يدخل الحرب. ردنا كان بأنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تضغط على إسرائيل لتجنب غزو بري كبير في غزة، الأمر الذي قد يدفع حزب الله إلى تكثيف اشتباكاته مع الجيش الإسرائيلي على الحدود".

وتابع "ما نقوله لحزب الله كحكومة، هو أننا لا نستطيع خوض الحرب. وجواب الحزب هو كالآتي: نحن نفهمكم. ولكن لا يمكننا أيضاً أن نتقبل سقوط حماس".

تعليقات: