اسمه ياسر حمادة (35 عامًا)، سوريّ الجنسية، تعرّض صباح اليوم الخميس، 2 تشرين الثاني إلى السرقة من مجموعة مسلحة، في أحد شوارع منطقة الرملة البيضاء في بيروت، وسُلبت أمواله التي أخفاها داخل أكياس النايلون، في دراجته النارية.
سطو مسلح
عند الثانية عشر ظهرًا، ظهر ياسر في مقطع مصور، مرميًا على الأرض، بعد تعرضه لضربة قوية على رأسه، وفي جانبه تتحرك مجموعة مسلحة من الشبان على دراجاتهم النارية، وهم يسرقون جميع أمواله التي وضعها داخل الدراجة النارية.
وما هي إلا ثوانٍ، حتى اعترضت سيارة سوداء اللون "مفيمة" طريق المجموعة المسلحة وحاولت اللحاق بهم، ومساعدة الشاب المغمى عليه على الأرض، ولكنها عجزت بعد تعرضها إلى إطلاق الرصاص من قبل الشبان المسلحين.
وللمفارقة فإن عملية السطو، جرت أمام أعين المارة، في وضح النهار، ليتبين لاحقًا حسب المعلومات الأولية، بأن المجموعة كانت على علم بالأموال الموجودة مع حمادة. راقبوه طويلًا، اقتربوا منه وضربوه بآلة خشبية على رأسه، فأغمى عليه ووقع على الأرض وهو يحاول مقاومتهم. حملوا الأموال، وهربوا وتفرقوا في الشوارع المجاورة، فيما وقعت بعض الأموال منهم على الأرض، لتظهر في الفيديو المصور كأنها مئات الدولارات الأميركية.
أموال خاصة؟
نُقل حمادة إلى مستشفى المقاصد، لتلقي العلاج اللازم. وفي حديث خاص لـ"المدن" مع إبراهيم الحسن، أحد أقاربه، الذي كان متواجدًا في قسم الطوارئ، أوضح بأن حمادة ليس صرافًا، ولا يعمل في التجارة، فهو يعمل "ديليفري"، منذ سنوات في ملحمة "الباريسية" في ساقية الجنزير. ووفقًا لكلامه، فإن الأموال التي تواجدت معه، تعود لصاحب الملحمة، وحمادة هو المخول بنقل الأموال بشكل يومي، وهي عبارة عن ملايين من الليرة اللبنانية ومئات من الدولارات.
ويضيف الحسن بأن حمادة تعرض للسطو المسلح من قبل مجموعة شبان لم يتم التعرف عليهم بعد، ولكنه رجح بأنهم راقبوه طويلًا، وكانوا على علم بأن الأموال متواجدة داخل دراجته النارية، ولكنهم لم يطلقوا النار عليه، إنما اكتفوا بضربه بالعصا الخشبية على رأسه، فأوقعوه أرضًا وهربوا بالأموال.
لم تحدد قيمة الأموال المسلوبة منه بعد، ولم تؤكد أي معلومة حول مصدرها، ولم يعرف بعد عما إن كان يعمل صرافًا خلال ساعات النهار أم لا، فيما نفت عائلته هذا الأمر.
"المدن" تواصلت مع أحد موظفي ملحمة "الباريسية" الذي أكد بأن حمادة يعمل في خدمة التوصيلات منذ سنوات عديدة وتعرض اليوم للسرقة، فيما لم يقدم أي معلومة أخرى حول مصدر هذه الأموال، واكتفى بالقول: "لا أعلم"!
بدورها، تواصلت "المدن" مع عناصر أمنية في مخفر الرملة البيضاء من أجل الحصول على معلومات إضافية، ولكنهم اكتفوا بالقول بأنهم يتابعون حالته الصحية داخل مستشفى المقاصد، وباشروا بالتحقيقات، ولم يقدموا أي معلومات أخرى حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.
أزمة مستمرة
وفيما يتعلق بالحالة الصحية لحمادة، فهي مستقرة، ولكنه بحاجة إلى متابعة طبية، تحسبًا لأي ضرر قد يصيبه فجأة، سيما أنه لم يتمكن من تقديم أي إجابة. إذ لا يزال داخل غرفة الطوارئ لمتابعة حالته.
ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها أحد الشبان إلى السرقة، ففي الفترة الأخيرة انتشرت حالات النشل والسرقات وارتفع عدد الجرائم في شوارع بيروت، والمؤكد أنها لن تكون الأخيرة. ولكن، ما حدث اليوم يثبت بأن الوضع الأمني بات محتدمًا ومأزومًا، إذ نتيجة الأزمة الاقتصادية والتدهور الأمني الحاصل، باتت عمليات النشل أو السطو علنية وعلى مرأى من الجميع، وأخطر ما في هذا الأمر أنها تحولت إلى حدث طبيعي يجرى أمام أعين المارة وفي ساعات النهار.
تعليقات: