هيفاء نصّار: سوق السرد في سوق الحرب والمواجهة

هيفاء نصّار: بدأ عصر الحرب العالمي وعلى الجميع أن يسهم في العمل على إنهائه
هيفاء نصّار: بدأ عصر الحرب العالمي وعلى الجميع أن يسهم في العمل على إنهائه


وجها لوجه في معنى المواجهة ومن خلال انتشار الحرب الحقيقية وعبر الرواية والكتابة. نتساءل. لما لا تكون هناك سوق دولية لتبادل منتجات الحروب. علاقات القوة التي تحكمها بمفهومها الواسع. زاوية نظر.

أن ظاهرة انتشار الحرب في أرجاء العالم، تختلف بالطبع رؤيتها نظرا وتبعا لموقع الناظر.

ربما هي رصاصة نافذة في قلب المشهد. في الشعر والكتابة تلاحق الأحداث الكبرى، بل نكتسب أهم الفتوحات حين نستطيع تصوير ما لحق بالأوطان في الحروب وفي أحداثها الكبرى.

فتصبح الكتابة بوقا مباشرة. مجروحة. وحين لم نستطع مجاراة الأحداث نقع في عظيم سذاجة الايديولوجية. سفر جديد في الحروب لم يقرأ على ملامحنا بعد.

إنه الدفاع عن قضايا الوطن دون الوقوع في عفن المباشرة.

لعلّ الحرب تقدم انحرافا بشعا عن لغة العصر. فالحرب وعاء من ورق لا يستوعب الأدب وفنّه الرفيع.

لقد بدأ عصر الحرب العالمي وعلى الجميع أن يسهم في العمل على إنهائه. فالامور تأتي مكتنزة بتاريخ الحروب الذي يشتبك فيه الاجتماعي و الثقافي بالسياسي فتصبح راقات عميقة لا يدرك عمقها الا ناقد وفاحص.

إن هذه الكلمات هي أكبر من أن يسكنها شكل محدد سلفا في قفص الشكل.

تيار كهربائي يسري ربما عبر سلك غليظ جدا، لكنه فجأة يغرقنا بنور الأدب، ولكل منا نوره الخاص في زمن الحروب.

إلماعات تتجلى ليعلن كل منا عن موقفه من الحروب. حرب لمناوأة الحروب. ومن الآداب ننهض من الحروب، بهذا الحس العالمي الذي يحيط بالمشاعر الإنسانية في ارتباكها، والإحاطة بهمومها الوجودية التي لم تتخل عن جماليات الحياة في فضاءاتها وتعدد دلالاته رغم الحروب!

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 3 نوفمبر، 2023

تعليقات: