جريمة أنصار: الإعدام لقتلة باسمة عباس وبناتها الثلاث

أدين حسين فياض وحسن الغناش بقتل النساء الأربع (مصطفى جمال الدين)
أدين حسين فياض وحسن الغناش بقتل النساء الأربع (مصطفى جمال الدين)


أنزلت محكمة الجنايات في بيروت، المؤلفة من القاضية زلفا الحسن (رئيسةً) ومن القاضيين لما أيوب وميراي ملاك (مستشارتين)، اليوم الخميس 16 تشرين الثاني، عقوبة الإعدام على حسين جميل فياض، وحسن علي الغناش، المتهمين بجريمة قتل النساء الأربع في أنصار، وألزمتهما بدفع مبلغ 2 مليون دولار أميركي للمدعين في هذه القضية (أي أفراد عائلة الضحايا).


وقائع الحادثة

أوقف القضاء اللبناني المتهم حسين فياض (37 عامًا) بتاريخ 24 آذار 2022، والمتهم حسن الغناش (22 عامًا) سوري الجنسية بتاريخ 28 آذار من العام نفسه، بعد اتهامهما بجريمة القتل التي حصلت في الثاني من آذار العام 2022.

ووفقًا للوقائع التي حصلت عليها "المدن"، ففي السابع من آذار العام 2022، تقدّم الأب (زكريا صفاوي) بشكوى أمام القضاء اللبناني بعد إختفاء عائلته المؤلفة من طليقته باسمة عباس، وبناته ريما (23 عامًا)، تالا (21 عامًا)، منال (17 عامًا).

أما حادثة الجريمة، فوقعت في الثالث من آذار من العام نفسه، حين وافقت الأم وبناتها على تلبية دعوة العشاء في صور، من حسين فياض، الذي كان يتقرّب من العائلة من أجل الزواج من الإبنة تالا. وهو الأمر الذي نفاه فياض في بداية جلسات استجوابه أمام القضاء اللبناني، مؤكدًا بأنه لم يتواصل مع العائلة بتاتًا في هذا اليوم تحديدًا. وما لم تتوقعه العائلة بأن يتحول العشاء العائلي اللطيف إلى جريمة قتل مقصودة ومدبرة.

تعرّف فياض على المتهم الغناش في مقهى القبو في أنصار منذ عامين، وتحولا إلى صديقين مقربين. وأخبره بمشاكله العاطفية مع الشابة تالا التي لا تنتهي، فاقترح عليه الغناش إما "العيش مذلولًا" أو "قتلها وأفراد عائلتها" بغية التخلص منها. وعليه، اتفق مع الغناش على تنفيذ الجريمة.

داخل مغارة في بستان كبير يقع في وادي عين التين، بين بلدتي أنصار والزرارية، يملكها يوسف فياض (عم المتهم حسين)، قرر المتهمان وضع جثث الضحايا بعد قتلهن ودفنهن في حفرة.


"موعد العشاء"

حان موعد العشاء، تجهزت الفتيات، واصطحب فياض العائلة بسيارته من نوع (رانج أسود)، وأقنعهن بمشاركته في زيارة المغارة الأثرية. وبعد نزولهن، أقنعهن بالتقدم وأنه سيلحق بهن بعد دقائق.

ثلاث دقائق، وارتفع صراخ الفتيات، بعدما أطلق الغناش عليهن 7 طلقات من بندقية "بومب أكشن". دفنت الجثث ووضعت مادة الإسمنت والتراب والصخور فوقهن. سرقت حقائبهن الخاصة وهواتفهن وخرج الشابان من المغارة، ليقرر بعدها الغناش الهروب إلى سوريا وتحديدًا حلب عن طريق التهريب. ومقابل تنفيذ هذه الجريمة، حصل الغناش على 2 مليون ليرة لبنانية من فياض (كان قد طلبها منه بعد تنفيذ العملية)، و500 دولار أميركي فقط، ثم طالب يمبالغ أخرى.

بعد أيام، انبعثت روائح التحلل من المغارة ما أدى إلى اكتشاف موقع الجريمة. سُحبت جثث النساء ونقلت إلى مستشفى النبطية الحكومي. دخلت الجثث بمرحلة التحلل، كُسرت الجماجم، وظهرت حبيبات معدنية في الرأس والرقبة، وفجوات في الجسم، وتبين للقضاء اللبناني أن الجريمة حصلت منذ 3 أسابيع، بعد فحص بعض الأعضاء.

تناقضت أقوال فياض والغناش خلال جلسات استجوابهما في البداية، حيث أكد فياض أنه لم يطلق النار، وأن الغناش صاحب هذه الفكرة. إلا أن الأخير أوضح أنه لم يقم بقتلهن بل دفعهن إلى الحفرة فقط، وفي آخر جلسات الاستجواب، تراجع الغناش عن أقواله مؤكدًا أنه قتل العائلة لأنه كان تحت تأثير المخدرات، وأن فياض لم يكن قريبًا من مكان الجريمة.


أسلحة وطلقات نارية

وضبطت لاحقاً مجموعة الأغراض والأسلحة في منزل فياض بعد تفتيشه من قبل الجهات الأمنية، وهي عبارة عن: "بندقية صيد بومب أكشن، بندقية صيد روسية، بندقية صيد عيار 6 ملم، بندقية صيد عيار 12، 12 خرطوشة صيد، مصباح كهربائي، 23 طلقة كلاشينكوف، 7 شرائح هاتفية، 9 بطاقات تشريج، مسدس، أساور وليرات ذهبية وأونصة ذهبية، قرن عاج (عدد 3)، مبالغ مالية وهواتف خلوية، 3 أقنعة من البلاستيك والقماش وقفازات قماشية.

صداقة متينة جمعت فياض بالغناش، ليؤكد الأخير أنهما يعملان في التنقيب عن الآثار، وأنه على علم بمشاكله الشخصية مع تالا، وأنهما اتفقا على خطة القتل سويًا، وأن حسين دفعهن وقتل اثنتين منهن، والغناش قتل اثنتين أيضًا، وأن الصداقة هي التي دفعته إلى مساعدة صديقه في جريمته. ووفقًا للخطة، فقد أوضح بأن فياض دفعهن نحو الحفرة وبدأ بإطلاق النار عليهن، وبعد 13 طلقة تعطلت البندقية، فانضم إليه الغناش وساعده بإطلاق حوالى 6 طلقات وقضى عليهن.


"الخيانة"

تبين لاحقًا وفقًا للمراسلات الموجودة على هاتف فياض أن دوافع الجريمة أتت بسبب مشاكله العاطفية مع الضحية تالا، واتهامه لها بخيانته، واتهامها له أيضًا بخيانتها مع عدد من النساء. ليظهر أيضًا بأنه أرسل رسائل نصية لها، ومضمونها أنه "سيرتكب بها جريمة"، "لها يوم"، "الفتاة التي تخونه تُقتل"، وقرر قتلها بعدما هددته بفضح تفاصيل علاقتهما أمام الجميع.

بدورها، نفت عائلة الضحايا دوافع الجريمة المذيلة بالشرف والخيانة، لافتين أن دوافع الجريمة حصلت بعد معرفة الشابة تالا بأن فياض على علاقة عاطفية بالغناش. وهو أمر لم يُؤكد.

اليوم، أنزلت عقوبة الإعدام على المتهمين بعد التأكد بأن فياض لا يعاني من أي أمراض نفسية أو عصبية، وأن الاختلاف في الإفادات وتغييرها عدة مرات كانت نتيجة اتفاقه مع شريكه على ذلك. والمؤكد اليوم، أنهما اتفقا سويًا على تنفيذ الجريمة ودفن جثثهن.

تعليقات: