كيف يمكن أن تنتقل مساحة زراعية الى أرض سليخ فصناعية؟ وزير البيئة: نرصد معلومات عما يجري في بصرما

العمل على مساحة بديلة لزراعة الشجر
العمل على مساحة بديلة لزراعة الشجر


ماذا يجري في بلدة بصرما الكورانية وتحديداً في مشروع جمعية WORK SMART ASSOCIATION في مشروع إنشاء مدينة صناعية على العقارين رقم 1 و43 التابعين لدير سيدة النجاة في البلدة وهو ملك الرهبانيّة اللبنانيّة المارونية، مع العلم بأن مساحة الأرض المذكورة 160 ألف متر مربع مزروعة بنحو 3500 شجرة زيتون؟

ذكر #وزير البيئة ناصر ياسين في اتصال مع "النهار"، تعقيباً على تغريدته مساء الجمعة الفائت، أننا "نلاحق هذا الموضوع"، معلناً أنه "كلف رئيس مصلحة الضابطة البيئية في الوزارة متابعة هذه المخالفة، أي على رئيس المصلحة جمع معلومات دقيقة عن المشروع، حجمه لجمعها وتقويمها، وإحالتها - إذا اقتضت الحاجة - الى المدعي العام البيئي القاضي غسان باسيل".

اعتبر أن "من المهم جداً تقديم دراسة أثر بيئي للمشروع قبل المبادرة بأي خطوة عملية فيه".

عما إن كان شخصياً قادراً على إيقاف أي مخالفة في أي مشروع بيئي ومنه هذا المشروع – إذا ثبت ذلك بعد تقصي المعلومات – رغم وجود نفوذ سياسي فيه قال: "نحن لا نتعاطى مع أي ملف من جانبه السياسي".

الأمر الثاني اللافت أن هذا المشروع تحرك في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بعد أن رفعت #جمعية "الأرض- لبنان" الصوت في بيانات عدة منها بيان شكت فيه عن مخالفة بيئيّة في منطقة بصرما الكورة حيث تعمل جمعيّة WORK SMART ASSOCIATION ، مع معلومة أنه جرى تعديل تصنيفها من زراعية إلى صناعية على أساس مستندات خاطئة تفيد بأنها أرض بور (سليخ)".

قبل عرض وجهتي نظر جمعية الأرض وممثلين عن الجمعية المذكورة، لا بد من التوقف عند ما ذكره الرئيس السابق لدير سيدة النجاة في بلدة بصرما الكورانية الأب باخوس طنوس لـ"النهار" عن أن ما يحص اليوم مخالفة لأساس الاتفاق"، مشيراً الى أن "الرئيس الحالي للدير الأب طوني حدشيتي أقر عقداً مع النائب طوني فرنجية بصفته ممثلاً للجمعية المذكورة لأنه وقع الاتفاق المذكور دون موافقة جمهور الدير، وهذا يناقض المادة 5 من المادة 276 من قانون الرهبانية ينص على أن توقيع على العقد يتطلب موافقة جمهور الدير قبل رفعه الى السلطة الرهبانية، وهذا ما لم يتم فعلياً من الجهة المعنية".

شدد أيضاً على أن "العقد يعطل نفسه لأنه يلحظ أرضاً سليخاً، فيما هي فعلياً مساحة "مكسية" بشجر الزيتون، ما يفرض فعلياً تدخل وزير البيئة لإيقافه".

بدوره، تفادى الأب طوني حدشيتي الإجابة عن أسئلة " النهار" مطالباً بالتواصل مع أحد مهندسي المشروع جورج دحدح، الذي طالبنا بالتواصل مع المسؤول الإعلامي جو لحود، وهو من أحالنا بدوره الى عضو في الجمعية حبيب يمين، وهو يشغل مسؤولية إدارة المدينة الصناعية وتنفيذها.

توقف رئيس جمعية "الأرض - لبنان" بول أبي راشد في اتصال مع "النهار" على أهمية الموقع الحساس بيئياً من ناحية أنه على مقربة من مجرى وادي قاديشا المصنف بأنه موقع طبيعي محمي من وزارة البيئة، إضافة الى أنه يحتوي على أشجار زيتون معمرة وليس بأرض سليخ"، مشيراً الى أنه "وصلتنا معلومات أن صاحب المشروع قد بدأ باقتلاع أشجار الزيتون الثلثاء 8 تشرين الثاني 2023 تمهيداً لبدء المشروع، مع تشديده على أن هذا كله تم دون إجراء دراسة تقويم الأثر البيئي المستوجبة حكماً لهذا النوع من المشاريع بموجب مرسوم أصول تقويم الأثر البيئي رقم 2012/8633، وهذه المخالفة تعاقب عليها المادة 58 من قانون حماية البيئة رقم 444 الصادر في 29 تموز 2002".

طالب بإيقاف المشروع، مبدياً استغرابه من "تصنيف أرض زراعية بمدينة صناعية"، قال: "وصلتنا معلومات أنه يتم استئجار 1500 متر مربع لمدة 20 عاماً بـ3 دولارات ونصف للمتر الواحد سنوياً، مع السماح للقيّمين على المشروع بإنشاء هنغار بمساحة ألف متر مربع في الأرض لاستخدامه في المدينة الصناعية".

أما عضو الجمعية والمسؤول عن إدارة المدينة الصناعية وتنفيذها حبيب يمين فقد أشار في اتصال مع "النهار" الى أن "ما نتابعه في وسائل الإعلام يميل الى أن يكون بعيداً عن الواقع".

لفت الى أن "الأرض كانت مصنفة من قبل الديرمن فئات الصناعة الخفيفة وتحديداً فئة 3 و4"، مشيراً الى أن "المشروع بدأ مع إدارة الدير منذ عام 2017، وشهد مراحل متقطعة فرضتها جائحة كورونا، مع العلم أننا نلنا موافقة الفاتيكان على هذا المشروع وتصنيفه".

شدد على أن "الصناعات المقترحة لا تشمل البتة إنشاء معامل باطون أو إعادة فرز نفايات وسواها، بل هو مكان يُستأجر لمدة طويلة لتشجيع فرص عمل الشباب وتعزيز الإنماء المتوازن في المناطق أي إنشاء أبنية صناعية وحرفية منها مصنع أبواب حديد، أو مصبغة كبيرة أو معمل لتعليب الأدوية أو صناعة "قطع" للأجهزة الإلكترونية وما شابه".

ماذا عن سعر الاستثمار؟ برأيه، "هو سعر محدود لاستئجار مساحة من الأرض على مدى أعوام طويلة وهو فرصة عمل مهمة للشباب اللبناني، ومحدودة ليد العاملة الأجنبية".

عما إن كانت الجمعية باشرت في إعداد دراسة الأثر البيئي للمشروع قال: "لقد بدأنا وعلى مساحة لا تتعدى 30 ألف متر بمد "البنى التحتية" للمياه والكهرباء، مع تمسكنا بزرع الشجر الزيتون، التي قُطعت في هذه المساحة، في أرض مجاورة".

عن سبب عدم لجوء الجمعية الى استثمار أرض سليخ مجاورة لهذه الأرض الزراعية قال: "هذه المساحة تشهد نزاعاً بين إدارة الدير والمستأجر".

عما إن كان المشروع الصناعي لا يتناسب مع وجود الدير، الذي هو على مقربة من مقبرة للرهبان ومنهم قبر الراهب على درب القداسة الأب إبراهيم حاقلاني قال: "هذا كلام غير دقيق لأنه يفصل بين الأرض والدير بعض الأبنية منها مبنى واحد وفيلا، ما لا يؤثر سلباً على الدير ومحيطه".

شدد على أن "إطلاق المشروع رسمياً لم يحدد بعد، مع تشديده على أن المساحة المحددة اليوم للعمل تدخل في المرحلة الأولى، على أن يتم التعاطي مع المراحل الأخرى في وقت لاحق لم يحدد بعد".

لفت الى أن بعض "الصور المتداولة عن قطع الشجر ليست للمشروع بل هي تابعة لمشروع آخر،" مشيراً الى أن "المنزل الحديدي الصغير قرب المشروع هو لإيواء العمال، الذين يقومون بأعمال البنى التحتية في المساحة المحددة".

رفض أي "معلومات متداولة عن تهديد أي صوت منتقد للمشروع في البلدة لأننا نؤمن بحرية التعبير وإبداء الرأي وإن كان مغايراً لما نقوم به".

Rosette.fadel@annahar.com.lb

Twitter :@rosette.fadel

تعليقات: