" إن الذي يتسبب بحصول مشكلة ، يُعتبر خطأً فادحاً تكليفه بحلها"..
إنطلاقاً من هذه القاعدة الإدارية الذهبية ، يرى المراقبون والخبراء ، أنَّ اعتماد اميركا والكيان الصهيوني لإيجاد حلٍّ للزلزال الذي تعرض له الكيان الغاصب لفلسطين في السابع من تشرين الأول ، على الفريق الذي تسبب بهذا الزلزال والذي يجمع العقلاء وأهل الربط والحل في مثل هذه الأمور. أنَّ هذا الفريق هو الذي أسَّس بأدائه الفاشل وبإدارته القصيرة النظر والعديمة الدراية بالتغيرات التي حصلت في بنية المقاومة في غزة ومشروعها التكاملي مع محور المقاومة في المنطقه ، أسَّس للفشل الذريع والهزيمة النكراء التي مُِنيَ بها جيش وأمن الكيان الصهيوني ، في السابع من تشرين الأول جرَّاء عملية طوفان الأقصى على منطقة غلاف غزة.
فكيف يتوقع هؤلاء الذين يدَّعون بأنهم أرباب العلوم الإدارية الحديثة التي تعتمد آخر النظريات المكتشفة في علم الإدارة ، مثل التخطيط الإستراتيجي والتحليل الرباعي SWOT ، وطرق التحكم المتطورة في صناعة الرأي العام وإدارة الجماهير ، وعلم نفس الجماهير ، واعتماد الإحصاءات الشاملة والمعقدة والمعالجة بواسطة الذكاء الإصطناعي ، وأساليب الحرب الناعمة المعتَمَدة في تبديل معتقدات الشعوب وتذويبها في النموذج العالمي الذي يطلق عليه إسم الحلم الأميركي للحياة ، كيف يتوقعون من هذا الفريق الذي يدير آلة الحرب اليوم على غزَّة ومحور المقاومة بأسلوب كان أهل القرون الوسطى يعتبرونه متوحشاً ولا إنسانياً منذ ما يزيد على الخمس مئة عام ، فكيف بشعوب القرن الواحد والعشرين المعبئين والمعتقِدين بالحرية وحقوق الإنسان والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية الأصيلة ، ولا يوجد برأيي المتواضع تفسيراً منطقياً لما يجري إلا أن هذه الظواهر الإدارية المتخلفة في إدارة الصراع الحاصل اليوم ، إن دلت على شيء فإنها تدل على ترهل حضاري اميركي افقد قيادة المشروع الأميركي واتباعه الصهاينة الذين يعيشون اليوم حالة ذعرٍ شديدٍ من القلق الوجودي ، والذي أوجده وحفره وعمَّقه في نفوسهم ، سلسلة هزائم متعاقبة في مواجهتهم لقوى المقاومة في المنطقة ، الأمر الذي افقد الفريقين الأميركي والغربي من جهة والصهاينة من جهة اخرى ، افقدهم القدرة على التعاطي مع الواقع بما يليق به وبما يتناسب مع ما يختزنون مِن معرفة وخبرات وعلوم ، فصاروا يعيشون حالة إنفصال عن الواقع ، فيتعاملون معه بأدوات متخلِّفة عن الأدوات التي تتناسب معه ومع قيَمِهِ وأعرافه ، لذلك فإن إنحدارهم عن المرتبة التي تربعوا عليها لمدة طويلة بين الأمم بات أمراً حتمياً ، وكل الإجرام والتوحش الذي يمارسانه اليوم في فلسطين ، وكل التنكر لشرعة حقوق الإنسان وللدور الأساسي الذي يجب أن تلعبه منظمة الأمم المتحدة في حل الحروب والنزاعات التي تنشب بين الشعوب والدول ، ليس إلا تعبيراً عن مكابرة في قبول الهزيمة المحسومة التي تعرض لها مشروع هيمنتهم على العالم ومكابرة في تقبل حالة الوعي والقوة التي باتت تتمتع بها شعوب المنطقة الطامحة للتحرر والخلاص من هذا المشروع ، الإستعماري والإستعبادي المقيت .
سلام الله على نجل الحسين الشهيد ع الذي قال "إنما يعجل من يخاف الفوت ويحتاج إلى الظلم الضعيف"
ع.إ.س
باحث عن الحقيقة
18/11/2023
تعليقات: